المصنع يقع على أراضي طولكرم وبملكية إسرائيلية

النائب بركة، والنقابيان الجبهويان عقل وابو راس، يزوروا العمال المضربين عن العمل منذ ثلاثة اسابيع

العمال يعملون في ظروف قاسية، ورواتبهم اقل بكثير من الحد الأدنى للأجر، من دون شروط اجتماعية وفروقات ساعات ليل وساعات زيادة

زار النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ورئيس كتلة الجبهة في الهستدروت، النقابي جهاد عقل، ورئيس مجلس عمال الطيبة، جميل ابو راس، عشرات العمال الفلسطينيين من مدينة طولكرم، الذين يعملون في مصنع "سول أور"، لصناعة اسطوانات الغاز وغيرها، ويضرون عن العمل منذ ثلاثة أسابيع بسبب شروط وظروف عملهم، وكان في استقبال الوفد الجبهوي النقابي محمد اللبيدي من طولكرم.

ويقع المصنع قرب الشريط الحدودي عند مدينة طولكرم، ولكن على أراضي المدينة التي استولى عليها الاحتلال، إلى جانب عدة مصانع أخرى، تعتمد أساسا على الأيدي العاملة الفلسطينية في المنطقة. وروى العمال عن ظروف عملهم، إذ يعمل في المصنع 68 عاملا فلسطينيا، ورواتبهم اقل من الحد الأدنى من الأجر، وأعلاها 90 شيكلا يوميا، وحتى هذا المبلغ يعتبر أفضل من ذي قبل، حينما كان يتقاضى العمال في حدود 45 شيكلا يوميا، ولا يدفع لهم صاحب المصنع زيادة راتب مقابل ساعات إضافية، أو مقابل العمل في ساعات الليل.

مطالب العمال
وسعى العاملون، كما رووا للوفد الجبهوي، رفع أجورهم وتحسين شروط عملهم على مدى فترة طويلة، إلى أن يئسوا من المطالبة، كما امتنعوا عن تشكيل لجنة لهم، وتعيين رئيس لها، لأن المصنع كما قالوا، فصل من قبل رئيس لجنة العاملين. وتوجه العمال عن طرق المحامي محمد نجيب من أم الفحم، إلى صاحب المصنع، مطالبين إياه برفع رواتبهم لتصل على الأقل الى الحد الأدنى من الأجر، ودفع زيادة مقابل الساعات الإضافية وساعات الليل، إلا أن إدارة المصنع ردت على كل واحد منهم برسالة شديدة اللهجة وفظة إلى أقصى الحدود، إذ جرى وصف بعض مطالب العمال بأنها وقحة.
وقال النقابي اللبيدي، إن المصنع يتسبب بمشاكل صحية، كونه يصنع اسطوانات البروم والغاز، ففي حوادث متفرقة احترق ثلاثة عاملين، وتوفي ثلاثة عمال ىخرين بمرض السرطان، وهنا روى أحد العاملين أن المصنع توقف عن دفع مقابل الحليب للغالبية الساحقة من العاملين. ولسبب "ما"، توقف المصنع منذ اربعة اشهر عن تقديم إيصال راتب وكشف حساب للعمال، كما أن المصنع توقف عن دفع الراتب بشيكات، واستبدل كل هذا بدفع الراتب نقدا، إذ يتسلم كل عامل راتبه في مغلف.

بركة: ظروف استعبادية
وقال بركة، إن ما يرويه العمال، لهو صورة قاتمة، وخطيرة، فنحن اشبه بظروف استعبادية، فهذه المصانع تقام على اراضي فلسطينية مصادرة، ولا أحد يعرف كيف وصلت إلى اياديهم، ويشغلون الايدي العاملة، ورغم أن المصانع إسرائيلية، إلا أنهم في هذه الزاوية بالذات، يرغبون بذكر ان القوانين الإسرائيلية على تسري على الضفة الغربية المحتلة، ولكن هذا لا يعني السماح لمثل هذه المصانع أن تعمل بهذه الظروف الاستعبادية.

طرح القضية على لجان الكنيست
وأضاف بركة، إن المطلوب هو ان يبقى العمال يد واحدة، كما هي اليوم، لتكون المواجهة أقوى، وفي المقابل، فإن على الهستدروت (اتحاد النقابات) أن يكون لها دور في هذه القضية، وتعهد النقابيان عقل وابو راس بطرح القضية على الهستدروت، خاصة وانهما تابعا من قبل قضايا مشابهة. وقال بركة، إنه سيطرح هذه القضية على لجان الكنيست، كون صاحب المصنع اسرائيلي، ويجب ان تسري عليه القوانين الإسرائيلية.