الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 23:01

بائع الورد بقلم فاطمة فلش..عبر منبر العرب

كل العرب
نُشر: 07/11/10 18:01,  حُتلن: 11:09

في ذلك الركن من زقاق الحي يُسندُ بائع الورد خده على كفه يدندن ألحانا تُحرر الجسد من قيود الملل وترّهات الزمان... يا قصص عم تكتب أسمينا عزمان الماضي وتنسينا.... يثقله الانتظار ليستسلم لفضوله لينبش الذكريات ليخرج بائع الورد من دُرج خفي كومة أوراق تكاد تتآكل من عبء الزمان والذكريات. أخذ يقلب الأوراق والذكريات باحثا عن قصص الحبُ التي تعرشت في معمورية الذات.

حبّ خريفي... نسماته باردة ... يتأمل الكلمات المتساقطة التي فرشت درب أحلامه ليخطو قدما ليُعانق صاحبة الوشاح البنفسجي... بنفسجي ...حتى باقة الورد التي حملها لها كانت بنفسجية في كل لقاء. تبعثرت الأوراق لتُبعثر حبّ أيلول وخريف يُمطر أوراق صفراء تُعانق البنفسجي.

ليبكي حبّ شباط... وشتاء يروي الروح من عطش الدهر، ليحمل بائع الورد باقة حمراء تكسر تراجيدية الدنيا، ليحتضن حبّا دمويا تحت الشمسية ... تحت الشمسية كانت البنت الشلبية تغزل لحظات الحبّ لتُحيك كنزه تدفئ بائع الورد في ليالي شباط... رياح خفيفة تقلب حبّ شباط ليُزهر ربيع الحبّ... حبّ أيار...

كان بائع الورد يجدل الوقت حتى لا تتطاير لحظات أيار المعطرة. قيّد حبّ أيار بجيد نيسان... نيسان أسمها... هي الربيع تتشابك ورود بنفسجية بشعرها، وتهمس بشعر يُفكك أغلال الحزن الموصدة بداخل بائع الورد لينتزع قلبه من أحشائه ويغير رتابة لونه الدموي لبنفسجي....

في أيار كانت نيسان آخر حب.... حب بنفسجي.

مقالات متعلقة