بوش قد خصص فصلين من فصول كتابه الاربعة عشرة للحرب التي سوف تلطخ فترة نيابته الى الابد وهي حرب العراق، معترفا بان اعلانه من على حالة الطائرات المسماه ابراهام لنكلن عن "اتمام المهمة" كان خطا كبيرا

صدحت صحيفة الجادريان صباح اليوم بكلمة تحرير تناولت نشر مذكرة الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش التي دافع من خلالها عن حربي العراق وافغانستان وعن حليف المحبوب طوني بلير وعن اساليب التعذيب الذي قال انها انقذت ارواح البريطانيين من هجمات على مطار هيثرو!

جورج بوش

لبست كلمة التحرير حلة تهكمية ساخرة من عبارات الرئيس الامريكي السابق بوش الذي قال في مقابلة تلفزيونية اجريت معه عشية اصدار كتابه "نقاط قرار"، اذ قال انه رجل يعيش باطمئنان ورضوان عن نفسه وقناعة كاملة عما اثمرت عنه قراراته الرئاسية خلال فترتي نيابته الاثنيتن. فتقول الصحيفة ان مثل هذا الرجل الذي خاض حربين متتاليتين وتمخضت نيابنه عن كساد اقتصادي ادهى واعمق من ذلك الذي عاناه العالم في سنوات الثلاثينات من القران الماضي, رجل اجدر بان يعيش بسلام مع نفسه!

معاقبة الشعب الامريكي
كما وتابعت الصحيفة اسلوبها التهكمي الساخر اذ قارنت معاقبة الشعب الامريكي للرئيس اوباما على عدم مقدرته سد الخروق التي تسبب بها سلفه بوش فيما يشاد بمثل الاخير على افعاله السوداء التي يعاني منها العالم باسره اليوم. وتضيف بصورة مهينة لبوش قائلة ان تكون رجل فهمك على قدرك بسيط, تخوض حربي متتابعتين وتخفق في كلتيهما وتقلص الضرائب عشية كساد عالمي فانه حري بك ان تلقى الاحترام والتقدير من الاخرين وجدير بك ان تتقاعد وان هادئ الخاطر والبال سوي مع نفسك وان تدعي بان لك مكان عريقا في التاريخ! اما ان تكون رجل ذكي وفطنا بصورة غير اعتيادي (في كناية عن اوباما) تقول وتفعل ما هو صحيح وصواب فان الجدير بانك ان تمرغ سمعتك في التراب وان توصف بالكائن الغريب وغير الامريكي.

اتمام المهمة
تتابع الصحيفة بالقول ان بوش قد خصص فصلين من فصول كتابه الاربعة عشرة للحرب التي سوف تلطخ فترة نيابته الى الابد وهي حرب العراق، معترفا بان اعلانه من على حالة الطائرات المسماه ابراهام لنكلن عن "اتمام المهمة" Mission accomplished كان خطا كبيرا. فقد فشل ان ذلك بان امعان النظر الى ما ستؤول اليه البلاد من مصائب وكوارث وفوضى ستلحق بما الحقه بوش وادارته، بعد ان شرح الجيش العراقي ولاحق اعضاء حزب البعث وقد اخفق بالرد السريع على التطورات والنتائج التي اعقبت على الشارع العراقي. غير انه يبقى مقتنعا تماما من السبب الذي اخذ العالم الى كارثة العراق، وهو الاطاحة بالدكتاتور صدام حسين سواء ان حاز على اسلحة الدمار الشامل ام لم يحز. ففي النهاية فان المنطقة في حالة استقرار اكبر في غيابه!!

حالة استقرار
وتعلق الصحيفة بالمجاهرة بان ما تمخضت عنه حربي العراق وافغاسنتان لم يكن زعزعة اكبر لحالة الاستقرار التي كانت عليها المنطقة فالقتل والهرج الذي الحقه احتالا بوش للعراق لم ينجم الا عن عدم استقرار اكبر. كما وان احدى النتائج للتهورات بوش هذه كانت خلق الفرصة المناسبة لتزداد ايران قوية وضراوة في المنطقة.

الدفاع عن بوش
وتعلق الصحيفة على الجنون الامريكي الجمهوري الذي يتحلى به اعداء اوباما، اذ تقول ان انهم يحاولون الدفاع عن فترة رئاسة بوش والاستخفاف بما يقوم به اوباما بالقول ان الصعوبة التي واجهت اوباما في اغلاق غوانتانامو واحضار هؤلاء الارهابين الى المحاكم الفديرالية في البلاد لتثبت بان اقامة مثل هذه المعتقل واتخاذ اساليب التعذيب والاستجواب المحظورة دوليا لامر صائب اساسا. وتقول الصحيفة ان مثل هذا الادعاء لاتفه من الذي جاء على لسان بوش نفسه عندما حاول الدفاع عن فترة نيابته فقال ان ما عمل الا للدفاع عن بلاده وخدماتها.