الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 19:02

لماذا يدفعون بشبابنا إلى التطرف؟!بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 02/11/10 19:12,  حُتلن: 08:19

مرعي حيادري

ما يحدث من انفلات عنصري لأحزاب وحركات متطرفة لهي آفة إنسانية بكل مركباتها وشعاراتها

يحاولون زرع بذور التفرقة وسياسة فرق تسد .. وبالطبع هذه نغمة حقيقية تتناهى لمسامع العديد منا , وتنامت مع الزمن والسنين حتى أصبحنا نمل من سماعها

في دولة إسرائيل الديمقراطية ؟!.. يتحدثون عن حرية كاملة للمواطنين بدون قيود ؟.. فهل هذا صحيح ووارد وينطبق على كافة شرائح المجتمع العربي قبل اليهودي ؟!.. وحين اعني بالعرب أضم بذلك ( الطوائف التي تعودنا سماعها من أبناء عمومتنا اليهود) .. حين يسألونك للوهلة الأولى ولقاء احدهم.. هل أنت مسيحي أم درزي أم بدوي .. وهل فعلا أنت مسلم؟؟!!.. لا لا لا .. غير صحيح فأنت تتصرف وتلبس تماما كأنك يهودي أو أوروبي ؟!! يحاولون زرع بذور التفرقة وسياسة فرق تسد .. وبالطبع هذه نغمة حقيقية تتناهى لمسامع العديد منا , وتنامت مع الزمن والسنين حتى أصبحنا نمل من سماعها .. وما كان هدف ناشريها إلا زيادة الشرخ في وحدة الصف العربي القاطنين في دولة إسرائيل, لمجرد المطالبة بالحقوق والمساواة الإنسانية فقط لا غير؟!! فهل تعتقدون إن تلك السياسة تبدلت أو ربما ستختفي ؟؟أم إنها تعمقت لبعد اكبر لا عودة منه إطلاقا؟!!.

إن ما يحدث من انفلات عنصري لأحزاب وحركات متطرفة لهي آفة إنسانية بكل مركباتها وشعاراتها إن كانت في إسرائيل أو غيرها من دول العالم , وما هي إلا بقعة سوداء قاتمة في وجهة الدولة التي تدعي أنها ديمقراطية , حين تخرجها عن القانون وتعود لتحيي مؤيديها ثانية في الانفلات والتهديد والتعايش بين الشعبين العربي واليهودي على حد زعم المؤسسة الحاكمة بين الحين والأخر ومن خلال الحكومات المتعاقبة التي تصرح على عكس ما تنفذه لهؤلاء المتطرفين على ارض الواقع , والانكى من ذلك والملفت للنظر , أن المحكمة الإسرائيلية هي ذاتها التي أعطت التصريح والسماح لجماعة (مارزل وكهانا) في خلق الأجواء المشحونة والتي تجلت نتائجها على ارض الواقع من الصدام والقتال والتوتر الذي حذرت منه جهات يسارية ومستقلة وعقلانية من منع ذلك خشية تعميق الحدث والشرخ في ما يسمى (التعايش)؟!.
تلك هي المرة الثانية التي تعطي المحكمة التأشيرة لدخول مدينة أم الفحم والتظاهرة من اجل إحياء ذكرى .. من( كهانا) والتي كانت حركته خارجة على القانون منذ سنوات ؟! فكيف لمحكمة أو لمؤسسة حاكمة أن تفعل ذلك وهي تعرف أنها تتعامل مع متطرفين وأناس خرجت حركتهم عن القانون .. والتصريح لهم يأتي من أعلى مؤسسات الدولة الحاكمة (المحكمة والقضاء)؟!! غريب ذلك وملفت للنظر ومؤشر احمر في التعامل المستقبلي مع الأقلية العربية القاطنة في إسرائيل .؟!
لا نريد المقارنة بما حدث في أم الفحم .. ولكن تعالوا نتساءل أمام الإعلام والعالم والحكومة وكل ذي عاقل وصاحب فكر وضمير.. لو ذهبت أي مؤسسة تمثل حقوق سياسية للعرب أو أي حزب سياسي عربي لإحياء ذكرى شهداء هبة أكتوبر وإحياء ذكرى شهداء يوم الأرض.. أو أي مناسبة وطنية أخرى وقدموا تصريحا من المحكمة لإقامة تظاهرة في حي يهودي متدين في ضواحي القدس ومثالا (معليه ادوميم) أو أي مدينة أخرى يقطنها متدينين يهود متشددين وسكان عاديين وعلمانيين من اليهود .. هل ستتم المصادقة لهم من المحكمة كما هو الحال لهم في أم الفحم؟!! الجواب يبقى لكم انتم القراء على الرغم من أنني واثق بالنفي القاطع كليا؟!! إذا لماذا هذه السياسة التي تكيل بمكيالين ؟؟ وما الهدف منها ؟؟.
فإلى العقلاء والحكومات السالفة والحالية والقادمة أقول وباسم العديد من المواطنين الذين يفهمون القصد من تلك السياسة المضنية القاتمة والتي تحث المواطنين على الكراهية فيما بينهم .. وفقط لإرضاء مآربهم السياسية والحزبية واستمرار تدفق الأموال إلى بيوتهم ومؤسساتهم .. لا تنفع مثل هذه السياسة إطلاقا, ولن تجلب الأمن والهدوء والاستقرار إطلاقا.. فلا تجعلوننا نكرهكم أكثر مما تكرهوننا.. حاولوا تقديم العون لنا وأعطونا ومجتمعاتنا الاستقلالية الفكرية والمادية واجعلوا قرانا ومدننا بأفضلية حكوماتكم المتعاقبة وأزيحوا عن كاهل مجتمعاتنا نير الظلم والعبودية والاضطهاد الحاصل الذي لن يجديكم نفعا إطلاقا؟!!.
وللتذكير للحكومات والمسئولين فيها : تعايشنا ومررنا وشاهدنا منذ عام 1948 ومرورا بعام 1956 والعدوان الثلاثي على مصر وحرب حزيران عام 1967 واحتلال الضفة وسيناء والجولان ؟!!.. مرورا بعام 1973 ولوي اليد الإسرائيلية نوعا ما ؟!! ومن ثم الاجتياح عام 1982 وحرب سلامة الجليل والحرب الأخيرة عام 2006 التي أخفقت بها المؤسسة العسكرية أيضا ؟!!
وفقط للتنويه ماذا حصل من كل تلك الحروب بعد الدمار والقتل الحاصل ؟؟!! ولدوا أناسا جدد وعمرت القرى والمدن المهدمة من كلا الجانبين , وما كان منها إلا الويلات والألم والحزن لمن فقدوا أولادهم ضحية للحروب الدائرة على مدار أربعة وستين عاما ؟!!
والسؤال الذي يطرح نفسه .. نعم للقوة أهمية في السيطرة والتوسع .. ولكن ماذا بعد القوة .. هل بقية الدول التي خاضت الحرب معكم قد محت معالمها أو لم تعد قائمة ؟؟! بالطبع لا ,, وما زلت تعيش وتتطور وتنمو وتكبر كما هو الحال بين العرب واليهود في دولة إسرائيل !.!
فهل منكم ومن قياداتكم فكر في طرح معاهدة سلام حقيقية تجعل الجميع يعيش بهدوء وامن واستقرار .
أتمنى عل العقلاء في حكومات إسرائيل أن يستفيقوا لما هو مصلحة كافة المواطنين والشعوب .. وان كنت على خطأ فصححوني.

مقالات متعلقة