عصام مخول

ظاهرة ليبرمان اليوم هي انعكاس لهذه الأزمة العنصرية

من اجل أن ترتكب مجزرة بحاجة لتوفير 3 أشياء وهي (الضحية، الجزار، وملايين الناس)

التعتيم كان اكبر إرهاب من المجزرة نفسها حيث كانوا يمنعوا كلام طوبي و فلنر عن كفر قاسم من على منبر الكنيست بالضجيج بكلام (اسكت) ومحو كلامهم من برتوكول الكنيست

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في كوكب أبو الهيجاء قامت بتنظيم ندوة سياسية بعنوان " سياسة الحكومة الاسرائيلية تجاه الجماهير العربية"، في نادي محمود درويش حيث لبى العشرات من أهالي القرية الدعوة للمشاركة في الندوة، حيث تحدث خلال الندوة عضو الكنيست السابق وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي عصام مخول حيث بدء حديثه عن مجزرة كفر قاسم 1956 حيث ما زالت عقلية المجازر وأسلوب التعامل لا زالت قائمة في العلاقة بين الحكومة والجماهير العربية، وهو حدث مؤسس مع المؤسسة الحاكمة في إسرائيل حيث كانت الملامح الأولى تجاه الجماهير العربية .



وقال مخول في كلمته: " ان ارتكاب مجزرة كفر قاسم كان تصحيح الوضع الديموغرافي للجماهير العربية إبان حرب 48 وتوقيتها في نفس الساعة وتاريخ العدوان الثلاثي على مصر لإسقاط جمال عبد الناصر وضرب قناة السويس وبنفس اللحظة فرض منع التجول على المثلث الجنوبي وكان هناك تخطيط مبطن لاحتلال الضفة الغربية"، واضاف مخول: " تزامن المجزرة مع العدوان ليس حدث عفوي إنما هنالك عقلية ورائها قوى عليا تدفع وتسهل من اجل أن ترتكب هذه المجزرة وان تستمر النكبة والهدف الأخر دب الرعب والهلع والرحيل ".

الضحية والجزار وملايين الناس
وقال مخول: " من اجل أن ترتكب مجزرة بحاجة لتوفير 3 أشياء وهي (الضحية، الجزار، وملايين الناس) للنظر بالاتجاه المعاكس في هذه المرحلة كان تحدي بين حكومة إسرائيل الصهيونية والجماهير العربية بين عقلية المجازر أم عقلية الحزب الشيوعي وأفكاره حيث بعد التعتيم العام تسربت معلومات إلى أعضاء الكنيست الشيوعيين توفيق طوبي و ماير فلنر عبر رفاق الحزب الشيوعي في المثلث بعد أيام من المجزرة أعضاء الكنيست عرضوا أنفسهم للخطر بعد أن سلكوا مسار الجبال الوعرة المدججة بالجيش وساروا مسافة طويلة على الأقدام ليصلوا كفر قاسم وكان الهدف معنوي وكسر عنصر الخوف وان لا يشعروا بأنهم لوحدهم وفضح المجزرة للعالم بعد التعتيم.
وقال مخول: " إن التعتيم كان اكبر إرهاب من المجزرة نفسها حيث كانوا يمنعوا كلام طوبي و فلنر عن كفر قاسم من على منبر الكنيست بالضجيج بكلام (اسكت) ومحو كلامهم من برتوكول الكنيست".

مجزرة نازية في قرية فلسطينية
أكد مخول أن صحافة الحزب الشيوعي أي جريدة الاتحاد هي فقط التي قامت بنشر الحقائق التي وقعت خلال المجزرة،  ومذكرة توفيق طوبي التي وزعت وترجمت لعدة لغات ووصلت الأمم المتحدة وكتب فيها حكومة إسرائيل ارتكبت مجزرة نازية وبهذه الطريقة عرف العالم عن المجزرة .
سنة 1957 دعا الحزب الشيوعي إلى إضراب عام للجماهير العربية في ذكرى المجزرة , ولكن حكومة إسرائيل الصهيونية عقدت صلحه مخاتير ووليمة سم ودفع دية لأهالي كفر قاسم , وبهذه الذكرى أراد وفد مع توفيق طوبي أن يدخلوا عبر حاجز في مدخل بلدة كفر قاسم لعقد اجتماع عام إلا إن عناصر الحدود منعتهم ومنعت طوبي بالرغم من حصانة بعضوية الكنيست وحدث اشتباك أيدي بينه وبين حرس الحدود وأوقعته أرضاً.



مشوار البقاء من كفرقاسم...إلى يوم الارض
وأكد عضو الكنيست مخول: " مشوار البقاء بدأ بكفر قاسم لان بعد كفر قاسم 56,وانتفاضة أيار العاشور عام 58 ,ويوم الأرض 76 هذه بذور مواجهة بين حكومة إسرائيل وجماهيرنا العربية وقادها الحزب الشيوعي وقال للسلطة لن نسمح بكسر رأس جماهيرنا العربية ,والاستخفاف بهذه المعركة هو موقف غير أخلاقي لأنها صقلت قومية الجماهير العربية وهي ليست ضحية إنما مناضلة ضد الجزار ومواجهته وهنا أرادت السلطة أن تعزل هذه الجماهير لكن هم عزلوا أمام العالم".
وأضاف مخول: " ظاهرة ليبرمان اليوم هي انعكاس لهذه الأزمة العنصرية وحث مخول بان يجب مواجهة هذه العقلية التي تتغذى من الاحتلال وتغذي الاستيطان , وهذه المؤسسة لا زالت تهتم بارتكاب مجازر والقضاء على الحق الديمقراطي للجماهير العربية الفلسطينية ولم تتغير حتى بعد 54 عام لكن جماهيرنا العربية تغيرت وقالت لهم نحن أهل هذه الوطن الذي لا وطن لنا سواه وهذا أهم الدروس الأساسية ونعتز بذلك".
وفي النهاية أكد مخول لا يوجد متسع للفاشيين أن يعزلونا عن بعض والطرح البديل أن نجند قوى تساند جماهيرنا في قضايانا ,ومساواتنا وحقنا الديمقراطي وتناصر قضيتنا العادلة وهو تحالف عربي يهودي ديمقراطي في المجتمع الإسرائيلي وهذا سر الانتصار .