الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 06:01

التطبيع..اعتراف بيهودية الدولة العبرية - المحامي: لؤي المدهون

كل العرب
نُشر: 01/11/10 13:39,  حُتلن: 14:08

لؤي زهيرالمدهون:

أنه من المخجل أن تلجأ بعض الدول العربية والإسلامية إلى إقامة علاقات تطبيع مع دولة الاحتلال

إقدام الدول العربية والإسلامية للتطبيع مع إسرائيل يعتبر مكافأة مجانية لحكومة نتنياهو على شرطه الجديد يهودية الدولة كأساس لاستئناف المفاوضات

الدولة العبرية "هي عدوة للفلسطينيين فقط، وليست عدوة للجنوب". هذا ما يحمله السيد سلفاكير نائب رئيس جمهورية السودان الشقيق، وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان"؛ للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حيث لم يستبعد أيضا من فتح سفارة لدولة الاحتلال في جوبا عاصمة الجنوب السوداني في حالة ما استقل الجنوب عن السودان الأم، تأتي رؤية السيد سلفاكير هذه قبل أيام قليلة، وبعد أيام قليلة من مطالبة نتنياهو القيادة الفلسطينية بالاعتراف بيهودية الدولة كشرط أساسي لاستئناف المفاوضات المباشرة.

مبادرة وتطوع ! 
وفي يوليو2009م واستجابة إلى طلب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من الدول العربية بالمبادرة والتطوع والتوسل لدولة الاحتلال من خلال تقديم المبادرات باتخاذ تدابير ملموسة باتجاه تطبيع علاقتها مع إسرائيل؛ دعا ولي عهد إحدى الإمارات الخليجية في مقالته المنشورة في صحيفة الواشنطن بوست القادة العرب إلى مخاطبة دولة الاحتلال من أجل تسهيل جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط على حد تعبيره قائلا "نحن العرب لم نفعل ما فيه الكفاية للتواصل مباشرة مع الشعب الإسرائيلي"، مضيفا "علينا أن نتقدم الآن نحو سلام حقيقي من خلال التشاور مع شعبنا وتوعيته وكذلك من خلال مد اليد إلى الشعب الإسرائيلي لتسليط الضوء على فوائد السلام الحقيقي."، كما دعا ذات الأمير في تصريح له على صحيفة الحياة الصادرة في لندن إلى تأسيس تجمع شرق أوسطي يضم إضافة إلى الدول العربية كلا من إسرائيل وإيران وتركيا مؤكدا إن هذا هو السبيل الوحيد لحل المشاكل القائمة بين دول المنطقة؛ متسائلا " لماذا لا نجلس معا حتى إذا كانت بيننا خلافات أو لا نتبادل الاعتراف ولماذا لا ننشئ هذه المنظمة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة".

إقامة علاقات طبيعية
أنه من المخجل أن تلجأ بعض الدول العربية والإسلامية إلى إقامة علاقات تطبيع مع دولة الاحتلال ليس قبل انسحابها من الضفة الغربية والقدس وإقامة الدولة الفلسطينية فحسب، وإنما في ظل هجوم إسرائيلي استيطاني تهويدي خطير على مدينة القدس، وفي ظل تعثر المفاوضات واشتراط الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بيهودية الدولة العبرية لاستئنافها، وخاصة وأن القمة العربية المنعقدة في بيروت اشترطت بأنه سيكون هناك اعتراف عربي بوجود دولة إسرائيل مع تبادل العلاقات معها وإقامة علاقات طبيعية فقط في حال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وبعد قيام الدولة الفلسطينية وحل قضية اللاجئين بشكل عادل وعلى أساس قرار الأمم المتحدة رقم 194 .

إقامة الدولة الفلسطينية
لا بد إذن من ربط أي تطبيع مع دولة الاحتلال بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي 1967 وعاصمتها القدس وهذا يتطلب تكثيف الجهود العربية المضادة بهذا الشأن إلى حين أن يكتمل الانسحاب من كل الأراضي المحتلة عام 1967 والعمل على حرمان إٍسرائيل من استثمار تفكيك المستوطنات في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية الذي جاء نتيجة صمود شعبنا ومقاومته المشروعة لتحقيق مكاسب سياسية لها مع الدول العربية كالتي حققتها مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية؛ وحرمانها أيضا من أي اختراق لمواقف الدول التي لا تزال تدعم الحق والموقف الفلسطيني.

التطبيع مع إسرائيل
لذلك إن إقدام الدول العربية والإسلامية للتطبيع مع إسرائيل يعتبر مكافأة مجانية لحكومة نتنياهو على شرطه الجديد يهودية الدولة كأساس لاستئناف المفاوضات وعلى جرائم حكومته وعدوانها المستمر ضد شعبنا الفلسطيني فالجيش الإسرائيلي لا يزال محتلا للضفة الغربية والقدس، وتكتلات المستوطنين اليهود تنتشر على امتداد مساحات نحو أكثر من (200) مستوطنة مزروعة في جسم الضفة من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، وهناك أكثر من نص مليون مستوطن يهودي يحملون حسب احدث إحصائية إسرائيلية نحو (240) ألف قطعة سلاح، إننا أمام جيش كامل من المستوطنين الارهابين الذي ينتمون إلى التيارات والحركات الصهيونية الأشد عنصرية ودموية وإرهابا، كما تقوم أيضا دولة الاحتلال على الأرض الفلسطينية بعمليات حربية لا حصر لها، وتقطع أوصال الجسم الفلسطيني جغرافيا وسكانيا، وتفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة أولا، ثم تفصل شمال الضفة عن جنوبها وشرقها عن غربها ثانيا، ثم تفصل المدينة المقدسة عن جسمها الفلسطيني من كافة الجهات والجبهات ثالثا، وترفض حتى ألان إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.

حسم الصراع ! 
يضاف إلى كل ذلك اللاءات الإسرائيلي الكبيرة ، لا للعودة إلى حدود حزيران 1967، لا لتقسيم القدس، لا لتفكيك المستوطنات، لا للدولة الفلسطينية المستقلة على كامل أرضي الضفة والقطاع.
وبناء على ذلك وطالما أن كل هذه الأمور وغيرها الكثير من التفاصيل التابعة هي حقائق الأمر الواقع التي تحسم الصراع والملفات وتلغي الحقوق والتطلعات الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني..فلماذا إذا التسارع على التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي فبدلا من البحث عن التطبيع مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي يتوجب على الدول العربية والإسلامية البحث عن الآلية لإعادة الدول العربية إلى وحدتها وقوتها التي من شأنها أن تحسم في حصيلتها إستراتيجية معركتنا التي هي في الواقع الملموس والمقروء معركة وجود الأمة أو لا وجود ومعركة هوية وسيادة وحاضر ومستقبل.

حقوق الشعب الفلسطيني

أمام هذه التحديات والمخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني يتطلب من الإخوة القادة العرب نصرة القضية الفلسطينية العادلة ودعم حقوق الشعب الفلسطيني ومساندة نضاله المشروع ومجابهة مبادرات التطبيع بإصدار بيان يرفض التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإجراء الاتصالات العربية العربية بهدف وقف التطبيع مع حكومات الاحتلال لحين إنهاء الاحتلال من كافة الأراضي المحتلة عام 1967 استنادا لقرارت الشرعية الدولية 242،338 وعودة اللاجئين الفلسطينيين طبقا للقرار الاممي 149 والالتزام بما ورد في القمة العربية المنعقدة في بيروت بخصوص هذا الموضوع.

مقالات متعلقة