بركة يطرح أمام لجنة المعارف ثلاث قضايا مركزية يواجهها جهاز التعليم العربي

بركة:

معطيات جهاز التعليم العبري قريبة من المعطيات الأوروبية، وجهاز التعليم العربي قريب للعالم الثالث

معدلات صرف إسرائيل على الطالب ما بين 66% إلى 70% مما يصرف على الطالب في الدول المتطورة، والفجوة في رواتب المعلمين تصل إلى 50%

دعا النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الإثنين، وزير التعليم غدعون ساعر، إلى وضع خطة استراتيجية عليا تهدف إلى وقف فوري لاتساع الفجوات بين جهازي التعليم العربي والعبري، على أن يتم سد هذه الفجوات خلال سنوات، خاصة وان معطيات جهاز التعليم العبري قريبة للمعطيات الأوروبية، بينما جهاز التعليم العربي اقرب للعالم الثالث.


النائب بركة

وجاء هذا خلال بحث لجنة المعارف البرلمانية، اليوم، لمسألة الفجوات بين جهاز التعليم في إسرائيل، والمعدل العام القائم في منظمة الدول المتطورة OECD، إذ تؤكد المعطيات أنه في جوانب مركزية على مستوى التعليم المدرسي فإن إسرائيل تحتل مراتب القاع، وبفجوة كبيرة عن المعدل القائم في دول منظمة OECD التي بغالبيتها دول أوروبية.
فمثلا معدل الصرف على الطفل في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي في إسرائيل 3630 دولارا سنويا، مقابل 5447 دولارا في دول منظمة OECD، بينما الصرف على الطالب في المرحلة الابتدائية 5060 دولارا في إسرائيل مقابل 6741 دولارا في OECD، وتتسع الفجوة كثيرة في المرحلة ما فوق الابتدائية، إذ نجد أن معدل الصرف بالمعدل على الطالب الواحد 5741 دولارا، مقابل 8267 دولارا في OECD.
أما الاكتظاظ في الغرف الدراسية، فيظهر أن معدل الاكتظاظ في إسرائيل في المرحلة الابتدائية 27,6 طالبا وفي المرحلة فوق الابتدائية 32,5 طالبا، في حين أن المعدل في دول OECD، في الابتدائية 21,6 طالبا، وفوق الابتدائية 23,9.
ونجد أيضا أن معدل رواتب المعلمين في إسرائيل بالكاد يصل إلى 50% من معدل رواتب المعلمين في دول منظمة OECD، التي انضمت لها إسرائيل مؤخرا.
وادعى الوزير ساعر أن خطة "أوفيك حداش" وغيرها، تعمل على سد الفجوات، ولكنه استدرك مدعيا في ما يتعلق بالاكتظاظ في الصفوف، أن منهجية التكاثر السكاني والولادة في إسرائيل أكثر من غالبية دول OECD.
وضعية راكمتها سياسة التمييز

المعطيات اقرب إلى معطيات العالم الثالث
وفي كلمته، طرح النائب بركة ثلاثة قضايا أساسية كفيلة بسد الفجوة بين جهازي التعليم العربي والعبري، وقال، إذا دخلنا إلى المعطيات التفصيلية فمن السهل معرفة سبب تدني المعدلات بالمقارنة مع دول OECD، إذ سنجد أن جميع المعطيات المتعلقة بجهاز التعليم العبري من حيث الميزانيات، والاكتظاظ في الصفوف، والبنى التحتية، ومن هناك إلى التحصيل العلمي، نجد أن هذه المعطيات قريبة إلى درجة التطابق مع المعدلات الأوروبية، بما في ذلك معدلات منظمة OECD.
وتابع بركة قائلا، ما في ما يتعلق بجهاز التعليم العربي، فإن المعطيات لديه اقرب إلى معطيات العالم الثالث، فمثلا اكتظاظ الطلاب في جهاز التعليم العبري بالكاد يصل إلى 37 طالبا، مقابل حوالي 36 طالبا بالمعدل في جهاز التعليم العربي، ومن هنا نذكر نقص الغرف في جهاز التعليم العربي، من مرحلة ما قبل الابتدائية، وحتى الثانوية يصل إلى 9 آلاف غرفة، وتساءل، كيف من الممكن إدارة جهاز تعليم كهذا.

نقاط وقضايا..
أما النقاط الثلاث التي طرحها بركة فهي: أولا وضع خطة استراتيجية عليا متعددة السنوات، تهدف إلى وقف اتساع الفجوات بين الجهازين، والبدء بسدها، مثلا لخمس أو عشر سنوات، ولكن لدى انتهاء هذه المدة أن هذه الفجوات ستنتهي، وثانيا، التوقف عن اشتراط قسم من الخدمات والبرامج التعليمية، ومستواها برسوم الأهالي، لأن هذا يخلق فجوات كبيرة بين خدمات وبرامج التعليم اللا منهجي بين شرائح المجتمع، وهنا أيضا جهاز التعليم متضرر، وقال بركة، إن هذه الرسوم يجب أن تجبى من خلال مؤسسة التأمين، بناء على حجم الرواتب، ومن هناك توزع الميزانيات بالتساوي بين جميع السكان.
أما القضية الثالثة، فهي ضمان ظروف عمل لائقة بجهاز المعلمين، وقال بركة، من غير الممكن الاستمرار بهذه الفجوة القائمة في حجم الرواتب بين المعلمين في البلاد وبين معلمي دول منظمة OECD، وعلى الوزارة أن تستمر بسد هذه الفجوة، وعدم الاكتفاء ببرنامج أوفيك حداش.
وقال بركة، من دون هذه الخطوات، فإن معدلات جهاز التعليم في إسرائيل ستبقى أقل من معدلات العالم المتطور، بسبب معطيات جهاز التعليم العربي، التي هي نتيجة سياسة التمييز المتراكمة منذ عشرات السنين.