الأم التي فضلت عدم ذكر اسمها في التقرير تتحدث لموقع العرب:

يجب إيجاد الحل قبل فوات الأوان فما ذنب العشرات من الأطفال أن يكونوا ضحية شجع محبي الأموال الذين قرروا أن يستجيبوا لرغباتهم بعيداً عن التفكير ببراءة يمكن أن تضيع بسبب تلك الهوائيات التي نصبوها

محمد عباس - رئيس قسم البيئة في مجلس يافة المحلي

قمنا بفحص محيط المدرسة الإعدادية "ب" قبل 6 أشهر ولم نرصد أي إشعاعات بنسبة مرتفعة، فالنسبة عادية جداً

منير أبو سمحة - عضو لجنة أولياء أمور الطلاب

مديرة المدرسة أكدت بدورها أنها تملك الفحوصات والمعلومات المؤكدة من قبل المجلس المحلي بعدم وجود هوائيات قريبة من المدرسة

التقيناها في منزلها في يافة الناصرة، ونظراتها ترحب بنا تارة وتراقب طفلها وهو يقوم بمراجعة المهام البيتية التي أوكلت له من قبل معلمته، هادئ وودود يقوم بالانكباب على دفتره ينسخ كلمات بدأ بتعلمها حديثاً في عامه الأول في المدرسة، بدأت حديثها عنه، فهو كل ما تملك لذا رغبت بان يقوم بتلقي تعليمه الأول في مدرسة أمينة عليه، ولذا قامت بزيارة المدرسة قبل دخوله إليها مرة ومرتين وثلاث، حتى تأكدت بأنها المدرسة المطلوبة لتضع بين مربيها أثمن ما تملك، لكنها لم تعلم بالخطر الذي يتهدده إلا قبل أسبوع.



مشكلة الهوائيات التي لطالما اعتقدت أنها بعيدة عنها، باتت تهدد صحة ابنها الوحيد، فبعد اختيارها للمدرسة الابتدائية " ب" في يافة الناصرة، لتكون ملاذاً آمناً لطفلها وجدت ان الهوائيات لا تبعد عن المدرسة سوى ما يقارب 50 متراً، بدأت تتحدث خلال لقائنا بها عن خوفها المتزايد في كل يوم يغادر فيه ابنها ذاهباً إلى المدرسة، خوفاً من أن يصاب بمكروه بسبب هذه الهوائيات، فحياتها انقلبت رأساً على عقب، ولا حياة لمن تنادي، فقد حاولت الاستفسار من قبل مديرة المدرسة، حول الموضوع فلم تحصل على إجابة، في كل مرة كانت تطلب تفسيرا لوجود هوائيات قريبة من المدرسة، واليوم تعرض قلقها في حديث لموقع العرب عل ان يفسر لها احد ضرورة وجود تلك الهوائيات.
أنهيت زيارتي القصيرة وأنا استمع إلى كلماتها الخائفة من الإفصاح عن شخصيتها، وبعد الوعود العديدة التي أخذتها، أكدت بكلماتها البسيطة: " يجب إيجاد الحل قبل فوات الأوان فما ذنب العشرات من الأطفال أن يكونوا ضحية شجع محبي الأموال الذين قرروا أن يستجيبوا لرغباتهم بعيداً عن التفكير ببراءة يمكن أن تضيع بسبب تلك الهوائيات التي نصبوها".

عباس: لا يوجد نسبة إشعاعات بمحيط المدرسة
وفي حديث مع محمد عباس، رئيس قسم البيئة في المجلس المحلي في يافة الناصرة، أكد أن موقع وزارة البيئة غير دقيق للحصول على المعلومات منه حول مكان وجود هوائيات، وقال إن المجلس يقوم بفحص منتظم لمحيط المدرسة وبفحص كامل لمسطح البلدة بشكل دائم، منوها الى أن المجلس اجرى فحصا في محيط المدرسة الإعدادية "ب" قبل 6 أشهر، ولم يتم رصد أية إشعاعات بنسبة مرتفعة، فالنسبة عادية جداً".
وقال محمد عباس في حديثه لموقع العرب وصحيفة كل العرب:" قبل عام 2006 لم يكن هناك تنظيم، وبموجب القانون الذي سن في نفس العام يتوجب على كل شركة ترغب بوضع هوائيات في البلدة، تبليغ المجلس وبعد أن يقوم المجلس بفحص إمكانية القيام بذلك يمنح موافقته أو يعترض، ولكن في بعض الأحيان يتم خرق القانون بذريعة أن القانون العام يعطي الحق للشركات بنصب الهوائيات في كل مكان، وبالتالي يتوجب على المجلس ان يفحص على مدار ثلاثة اشهر نسبة الاشعاعات المنبعثة من الهوائيات في المنطقة".


منير أبو سمحة

أبو سمحة: لن نسكت عن أي خطر يهدد أبنائنا
وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب، مع منير أبو سمحة، عضو لجنة أولياء أمور الطلاب في مدرسة الابتدائية "ب"، أكد انه قام بالتوجه لفحص الموضوع مع مديرة المدرسة، المربية راغدة ضاهر – زيدان، التي بدورها أكدت أنها تملك الفحوصات والمعلومات المؤكدة من قبل المجلس المحلي والتي تؤكد عدم وجود هوائيات قريبة من المدرسة". وقال ابو سمحة:"لقد تابعنا الموضوع وما زلنا نتابعه واستفسرنا لدى الجيران الذين أكدوا أن الهوائيات الموجودة في محيط المدرسة هي لشركات الانترنت ولا علاقة لها بشركات الهواتف النقالة، لذلك لا يمكننا السكوت امام الخطر الذي يهدد صحة أبنائنا وما يتعلق بهم، ونحن كلجنة أولياء الأمور سنلتقي مع رئيس المجلس المحلي، عمران كنانة لبحث الموضوع معه في الأسبوع القادم".