أحببت ليلاً ساد بالوجد المضمخ بالشذاء
وسجا يهدهد ظبيتي ويبثها طيب الرجاء
احببت أنجمة الحيارى عبر اطباق السماء
يغنون انشودة عاشق سحر الدنى في كبرياء
وتنشدن في صدر البحيرة ترتعشن صبح الوفاء
********
دعني أقص آماني كناري الغر النظير
وابث احلامي الجسام ...شعراً يذكي سطوري
ليتني ابعثرها حكاية حبنا الحلو الغزير
وليلي يرمي بها زهر الخمائل والزهور
وتعيدها سجعاً في زهى زغب الطيور
********
أنا للطبيعة قد خلقت لطيب انفاس المراعي
للصبح يبعث في الربى روح السناء مع الشعاع
ورضعت ثدي الروضة المعطاء تبعث بها يراعي
لأبث في ارجائها ما يجني شراعي
في حب حوراء انتشت بين الخمائل كالشراع
**********
آمنت انك غايتي يا موطني ومنار حبي
وفرشت دربك بالورود وبالقتاد غرست دربي
وجعلت قلبي دمية ما ذنبه في الحب قلبي
قل لي...
أجب ماذا جنيت واي ذنب كان ذنبي
وبأي شرع في الهوى حطمتني وجهلت عهدي
*********
أبني لآمالي القصور على شناخيب الجبال
واظل اطلقها مع الآمال تسطع بالجمال
وأخال نفسي طائراً يختال في قمم الجبال
وأعيش موردي الطبيعة عند ينبوع زلال
*******
لا تبسمي اثقلت بالأرزاء تعصف كالشرر
تجتاحني فأمضها فتيثيرها كف القدر
عودتها طفلاً وعشت حياتها منذ الصغر
لم تبق بي من نشوة تزهو وروح تزدهر
ولزمت دائرة الضنى وسبحت في فلك كدر
في حومة اليأس المرير ووجنة البؤس العسر
*********
في خاطري فكر وآمال تلومها البشر
هيهات تنسينيها اشباه الأماني في صور
كنا هناك حقيقة كالعبق ينثره الزهر
تخذا الطبيعة مرتعاً حلواً ومستقبلاً عطر
لا تبسمي ما كنت ارضى بالبعاد وما خطر
ما كنت اؤمن بالشقاء وبالجفاء وبالكدر
لله أياماً لعبناها واترابي الأغر
وجلست دوني تنبشين ثوبي وبلا ضجر
كرسيك الأرض التي منها خلقنا والحجر
وأدور حولك لم يكن جهد ومفهوم امر
ازهار روض يانع كنا على شكل البشر