الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 07:02

مرعي حيادري: سياسة العصر ورواة الرياء وبدون منازع!

كل العرب
نُشر: 19/10/10 21:33,  حُتلن: 08:27

مرعي حيادري في مقاله:

لا غريب في تصريحات الساسة اليهود منهم والعرب على حد سواء

المفارقة الغريبة والعجيبة حين نسمع عن الأحكام المجحفة بحق المواطنين عامة والعرب خاصة


بعد كل صباح وظهيرة ومساء , يتناهى لمسامعنا أقاويل الرواة المتناقلة عبر دواوين وجلسات اجتماعية فقدت بعض الصدق المتبع في حياتنا وتقاليدنا التي دأبنا من خلالها , وفي الغالب منها قول الصدق وان نقلناه لا نحرفه بل ننقله بالحرف الواحد وفق الأمانة والضمير الإنساني , وعلى مبدأ الفكر والعقل سوية , ناهيك عن التصرف بعقلانية وحكمة في الدراية والمعرفة الحياتية البشرية ودساتيرها المألوفة والمتعارف عليه, ولكن شتان ما بين القديم الحقيقي الصادق وعصرنه الحداثة اليومية من حياتنا التي أضحت عبأ ثقيلا على الصدور والأفئدة وفقدان الضمائر , وما همها إلا الأقاويل والدعايات الكاذبة وفق قوانين الد بلجة والترجمة غير الحرفية والمهنية , لا بل يرافقها الغش ويلازمها الرياء من رواة الساسة والمجتمع والاجتماع المرتبط بذاته وعامته كسلسلة واحدة مترابطة, وان قطعت واحدة منها فقدت البقية الباقية وهنا تكمن المشكلة في الأصح والتصحيح وإعادة البنيان واللحمة من جديد , فاقد ومفقود في هذا الزمان الذي أضحى يسيطر علية المادة والطغيان في خطآن متوازيان , وهل نحن في غثيان يا أهل الثقة والوجدان؟؟!.

تصريحات الساسة العرب واليهود
لا غريب في تصريحات الساسة اليهود منهم والعرب على حد سواء , ولكن الفرق يبقى في الديماغوغية وتعميمها عبر وسائل الإعلام .. ومن يسبق ويمتلك القوة المادية من تغطية صحفية ورقية كانت أم إخبارية عبر المذياع والمرناة والقنوات الفضائية الخاصة والعامة والحكومية , فهو صاحب النشر والامتياز وحتى لو كانت المعلومة أو الخبر مضر في العلاقة بين العرب واليهود , وحتى لو حملت في طياتها روح النمط المألوف من العنصرية , المهم أن أكون إنا صاحب الرأي والسبق في التصريح والإعلان , ومن المؤسف سماع وسريان وانتشار ذلك , واكبر دليل التصريحات الأخيرة التي نسمعها من ليبرمان (وزير الخارجية)؟!!ضد العرب القاطنين في إسرائيل , وكأنهم سلعة للتداول , وكل من زاوية يحاول بمنظاره التحريض بأسلوب ونمط متميز , بنفس النية والقدر والكم والكيف , وباختيار الكلام المتنوع , لكنه تحريض ما بعده تحريض .. يحاكم عليها في دولة القانون والديمقراطية, ولكن من يحاسب من ؟؟.

المفارقة ! 
والمفارقة الغريبة والعجيبة حين نسمع عن الأحكام المجحفة بحق المواطنين عامة والعرب خاصة , فنرى أن الشاب العربي الذي لم يتعد سن الثامنة عشرة وبمجرد قبلة لفتاة يهودية في (الكانيون) حكم علية تسعة اشهر بالسجن ؟!! أما لشاب في نفس المواصفات والشبهات وأكثر من ذلك يعامل حسب المعايير النفسية والاجتماعية والرعاية التي لا مثيل لها , أن سياسة الكيل بمكيالين قائمة منذ زمن بعيد, ولكن تطورها وعلى كافة الأصعدة من الحياة أصبح يأخذ منحى سلبي بكل الاتجاهات مما يستصرخ ضمائر الجماهير عامة والعربية خاصة , والمثال الذي أسلفته حدث حقا وحقيقة , ولكن الأمثال اليومية التي نقرأها ونسمع عنها لهي عامة وطامة وبدون أرقام في التعامل السلبي تجاه الأقلية العربية , وكيف لا؟!! والوزراء أصحاب المراكز العالية في الحكومة والحاخامات الذين يصرحون علانية ويدلون بها ضد الأقلية العربية؟!!...

الدور القيادي البارز
أما الأقلية العربية في إسرائيل وبرغم المعاناة الحاصلة والمنفذة عليهم على ارض الواقع بالمأكل والمسكن والأرض والعمل والصناعة والنهب والسلب للأراضي بكافة الوسائل المتنوعة , فلهم دورهم القيادي البارز من خلال رفع أصواتهم في الاحتجاج عن التعبير الصارخ وسيبقون هكذا ما دام الظلم والتمييز قابع على ظهورهم وبطونهم ويقلق مضاجعهم .. سدا منيعا أمام الهجمات والتمييز الصارخ في النضال القانوني والكفاح الفكري العلمي إلى أن يتحقق ذلك لكافة المواطنين وبدون تمييز , ولكن يبقى السبب في المصائب أصحاب المناصب ورواة الرياء والتحريض الحاصل يوميا من على منصات البرلمان والإعلام المرئي والورقي؟؟.. وهل من منقذ وإعلاء كلمة الحق فوق الباطل.

إن نسيت لن أنسى! 
وان نسيت لا أنسى دور الأحزاب العربية الفاعلة على الساحة العربية الميدانية , ورغم كل ذلك يبقى واجبهم القومي والوطني والتزامهم الأولي أمام تلك الجماهير , على الرغم من أن النضال في تراجع لقلة التغذية الحزبية السليمة , والهاء بعضهم ببعض في المزايدات والمغالطات , حيث ضاعت حقوق وسلبت وهم واهمين في تلك المزايدات والمغالطات بينهم , بحيث أضحى يدرك المواطن بأنه لا فرق بين عربي على أعجمي , فلا فرق بين حزبي على حزبي سوى تلبية مطالب الجماهير الواحدة في الحفاظ على حقوقهم وأراضيهم ومواطنتهم وإحقاق الحق وإيقاف السلب والنهب من الأراضي ووقف ولجم القوانين المجحفة بحق الأقلية الأكثرية العربية في الداخل.

"لا نريد رواة الرياء سياسة"

وعليه إخوتي وأخواتي والى جميع القراء والجماهير والنواب العرب .. لا نريد رواة الرياء سياسة , لا بل نريد الحق واحقاقة ونقله بصدق وأمانة للجماهير التي انتخبتكم وفق معايير حياتية واضحة وليس وفق معايير ومغالطات لا ثمار منها تعود بالفائدة , ومن هنا نتوجه إليكم برص صفوف الوحدة والكف عن المغالطات والمزايدات في الدساتير والإيديولوجيات التي نعيها ونعرفها حق معرفة بوضوح وصدق بالغين.
اللهم إني قد بلغت.. وكلماتي التي تؤلم وتؤنب الضمير .. وان كان فيها وجع وألم...فلا بد أن تكون نهايتها شافية حين نستفيق من الغيبوبة وتصحو الضمائر.. وان كنت على خطأ فصححوني.

مقالات متعلقة