- الشيخ النائب إبراهيم عبد الله صرصور :

المجتمعات كلما تعززت فيها القيم الأخلاقية زاد الإهتمام بالمسنين إبتداء من الأسرة وإنتهاء بالمجتمع بمعناه الواسع

إذا كان الإسلام قد حرص على صون كرامة الإنسان في كل مراحل عمره ، فقد عني عناية خاصة بتوقير الكبار وإحترامهم والعطف عليم والإحسان لهم

في إطار إحتفال الكنيست الإثنين 18/10/2010 بالأسبوع العالمي للمسنين ، خصص الشيخ النائب إبراهيم عبد الله صرصور رئيس حزب الوحدة العربية الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، خطابه للحديث عن المكانة التي حظي بها كبار السن في الإسلام ، متحدثا عن الجانب النظري والعملي في هذا الشأن ،ومتمنيا لو أن العالم كله يأخذ بفلسفة الإسلام بهذا الصدد لأنها الضمانة لحياة كريمة يسعد في ظلالها المسنون طوال حياتهم .

 
الشيخ النائب إبراهيم صرصور

وقال :" إخترت في هذه المناسبة الحديث في موضوع المسن لا على إعتباره قضية أكاديمية صرفة ، لكن كقضية أخلاقية من الدرجة الأولى يفرض التعامل معها التأكيد منذ البداية أن المجتمعات كلما تعززت فيها القيم الأخلاقية زاد الإهتمام بالمسنين إبتداء من الأسرة وإنتهاء بالمجتمع بمعناه الواسع . ما من شك أن الإسلام كدين إنساني ، يحترم الإنسان ويصون كرامته كبيرا وصغيرا ، جعل من تكريم الإنسان فريضة لا تهاون فيها أبدا ، وعليه حرص على تنظيم العلاقات الأسرية والإجتماعية على أساس العدل والمساواة والتعاون والوفاء والحرمة والمحبة والمودة والسكينة والعطف والتضامن والتساند والتكافل والوحدة و الإتحاد ."

توقير الكبار وإحترامهم والعطف عليهم
وأضاف :" إذا كان الإسلام قد حرص على صون كرامة الإنسان في كل مراحل عمره ، فقد عني عناية خاصة بتوقير الكبار وإحترامهم والعطف عليهم والإحسان لهم، سواء كانوا والدِيْنِ أو جدّين أو خالين أو عمّتين و بالمطلق ، حيث يصبحون أكثر حاجة للرعاية والعناية والشعور بالطمأنينة والأمن بعد أن أدوا الرسالة تجاه أبنائهم وأوطانهم . وقد أتفقت الأديان كلها وعلى رأسها الإسلام على وضع كبار السن في مقامهم المرموق تقديرا لجهودهم وإعترافا بخدماتهم وتجربتهم التي يحتاجها المجتمع ولا يمكنه التنازل عنها بحال".

تفكك الروابط الأسرية
وأكد على أنه :" مع الأسف فقد بدأت مكانة كبار السن بالتراجع في كثير من المجتمعات في هذا العالم، وبدأت تواجههم تحديات كثيرة ابتداء من تفكك الروابط الأسرية وغياب اهتمام العائلة لكبير السن بسبب طغيان المادة وانشغالات الحياة وضعف الوازع الديني والأخلاقي لمصلحة قيم الإستهلاك. صحيح أن المجتمعات طوّرت منظومة خدمات واسعة للمسنين إلا أن هذه الخدمات لن تعوّض المسن عن حضن ألأسرة ودفيء إحتضان الأبناء والمجتمع القريب".

إعادة مكانة كبار السن
وخلص الشيخ صرصور إلى الحديث عن بعض القصص في التراث الإسلامي حول إحترام الإسلام والمسلمين لكبار السن ، مستخلصاً العبر منها ، داعياً إلى تبني ميثاق شرف يعيد المجتمعات إلى وضع يضمن لكبار السن مكانتهم وكرامتهم إلى ابعد حدّ.