أصدرت محكمة الصلح في الخضيرة، حكما يلزم امرأة من ام الفحم تعمل فتاحة،" الاسم محفوظ في ملف التحرير" وهي بالاصل من سكان المناطق الفلسطينية، ومتزوجة في المدينة، الزمتها بدفع مبلغ 210 آلاف شيكل،  لفتاة فحماوية مقعدة، تدعى حياة صبحي محاميد، التي سلمتها قيمة هذا المبلغ بعد ان وعدتها بتقديم "العلاج الشافي لمرضها". كما حكمت المحكمة على الفتاحة المذكورة بدفع أتعاب المحامي بالإضافة لرسوم المحكمة البالغة 2625 شيقل، بناء على الدعوى التي قدمها للمحكمة المحامي جمال توفيق محاميد، وذلك بعد ان انتهت المدة القانونية لكي تقوم المدعى عليها بتقديم لائحة دفاع للمحكمة. ويستدل من كتاب الدعوى، ان الفتاحة المذكورة، التي تسكن مع زوجها وأطفالها في  احد احياء المدينة، كانت تتردد بشكل دائم على منزل الحاج صبحي سليمان محاميد، في حي عين جرار، وتلتقي بابنته المقعدة حياة محاميد، حيث ان العلاقة بينهما توطدت في السنوات الأخيرة. واتضح بان المدعى عليها" الفتاحة"، حصلت على مبالغ نقدية، بالشيكل والدولار، وعلى مجوهرات وذهب بقيمة ما يقارب 210 آلاف شيكل، مستغلة الظروف الصحية للشابة حياة، ووعدتها مقابل ذلك بمعالجتها وشفائها من المرض والشلل في قدميها.  بادعاء انها بوسعها ان تعالجها وتشفيها كونها "فتاحة"، وتقرأ التعاويذ والأذكار الخاصة.

صبحي محاميد وابنته حياة - تصوير: المسار

واوضح الحاج صبحي سليمان عجايب: "فوجئت قبل نحو ثلاثة أشهر بشخص يتصل بي ويشكو ان شيكا بقيمة 15 ألف شيقل، يحمل اسم ابنتي حياة، لم يصرف في البنك، وانه يريد ان يتخذ الإجراءات القانونية للحصول على هذا المبلغ. والحقيقة انني تفاجأت بل صدمت من هذا الأمر، فهذا الشخص لا اعرفه ولم أسلمه لا انا ولا ابنتي أي شيك. فقلت له من أين لك هذا الشيك؟ فقال انه تسلمه، مقابل عمل، من زوج المذكورة. عندها أخذت الشكوك تنتابني. فتوجهت إلى ابنتي التي اعترفت بعد إلحاح بأنها سلمت "للفتاحة"، التي كانت تزورنا أسبوعيا تقريبا وتجلس مع ابنتي على حدة في غرفتها، 15شيكا، بقيمة إجمالية بلغت 57 ألف شيكل، لكي توفر لها "الشفاء العاجل"- كما ادعت - لشللها". يضيف الحاج صبحي:" طلبت من ابنتي ان تقول كل الحقيقة عن علاقة "الفتاحة" بها، قالت انها تأثرت بوعودها لها بالشفاء وسلمت نفسها لله ولها ولبت كل ما طلبته منها من أموال. واتضح ان المذكورة تمكنت من الحصول على مبالغ نقدية وصلت إلى 5500 دولار، وعلى حلي ومجوهرات وعقود وأساور وخواتم ذهبية بقيمة 85 ألف شيقل، ومبلغ نقدي متراكم بلغ 44.860 شيقل، بالإضافة إلى الشيكات المذكورة التي تم إيقافها لاحقا، ليصل إجمالي ما حصلت عليه حوالي 210 آلاف شيكل". وأوضح الحاج صبحي انه لدى سؤال ابنته كيف فعلت ذلك قالت ان "الفتاحة" أعادت إليها قسما من الأموال والذهب بعد ان قرأت عليها التعاويذ والأذكار، واشترطت عليها الا تفتحها لكي لا "تبطل مفعولها"..!!. ويضيف: "لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما سلمتني ابنتي "صرر" الأموال والمجوهرات وقمت بفكها وفتحها وإذا بها أوراق تواليت وخربشات و"مجوهرات" مزورة والعاب أطفال وكريمات رخيصة للبشرة والجلد ". تجدر الاشارة، ان الحاج صبحي سليمان عجايب كان عضوا في بلدية أم الفحم ويعمل حاليا في قسم الصيانة في البلدية بعد ان تطوع في هذا العمل لمدة 5 أعوام. ويعرف بنشاطه الاجتماعي والسياسي والمحلي من اجل إغاثة ومساعدة الغير بمن فيهم إخوتنا في الضفة الغربية.  وقد توجه "للفتاحة" المذكورة والتي أقرت أمام المحامي جمال توفيق محاميد بحصولها على الأموال والمجوهرات المشار إليها، ووعدت عبثا بإعادتها. وقال:"لقد اضطررت إلى التوجه للمحكمة، وكذلك إلى إصدار أمر بمنعها من مغادرة البلاد, لإلزامها بإعادة المبالغ والأموال التي تسلمتها من ابنتي بعد ان أخلفت جميع وعودها. وهنا أوجه ندائي إلى زوجها واهله بان يدركوا خطورة هذا السلوك، وان يقوموا بواجبهم، لإجبارها على إرجاع الحق لأصحابه الذي لن أتنازل عنه".

تصوير: المسار

الفتاة المقعدة حياة صبحي محاميد، المتعلمة التي حصلت على اللقب الأول قبل أشهر من الجامعة المفتوحة في موضوع علم الاجتماع، متحدية ظروفها الصحية الصعبة،اوضحت:" شعرت بان "الفتاحة" ستشفيني، بعد ان أجريت عدة عمليات وتلقيت العلاج الطبي في المستشفيات دون ان ابرأ من شللي.. لقد سحرتني وحصلت على ثقتي العمياء، وسيطرت على عقلي وعاطفتي بوعودها وصدقت أكاذيبها، وهي تؤكد لي :" قريبا جدا ستعودين لتقفي على قدميك". نعم استجبت لكل ما طلبته مني، وكنت أدافع عنها أمام أهلي، وانا اعلق الآمال على كلماتها البراقة، ولم يخطر على بالي ان "الصرر" التي كانت تعيدها لي كانت خالية من الأموال والمجوهرات التي ابتزتها منين منتهزة حالتي الصحية والنفسية".