غيداء ريناوي زعبي مدير عام مركز انجاز : البلديات العربية قادرة على التعاون والتأثير لتطبيق هذه البرامج المفيدة

المشاركون الذين حضروا بالكامل أكدوا على شعورهم واستنباطهم جدية البرنامج الذي لمسوه من خلال المقابلات المكثفة

بمبادرة من إنجاز – المركز المهني لتطوير الحكم المحلي للسلطات المحلية العربية وبدعم ورعاية بلدية الطيرة وطاقمها إفتتح مطلع الأسبوع المنصرم مشروع التدخل في بلدة عربية تحت عنوان "قيادة مجتمعية – تربية"، حيث عمل مركز انجاز بالتعاون مع صندوق "مندل" ومعهد مسار للأبحاث الاجتماعية على مدار سنة كاملة في فحص ومسح احتياجات البلدة أجروا خلاله مقابلات معمقة مع قيادات محلية في بلدة الطيرة بهدف الوصول إلى مجموعة من الخبرات والموارد البشرية التي بإمكانهم المشاركة في برنامج تأهيل قيادات مجتمعية – تربوية هدفها المباشر العمل على تحسين وضعية الشبيبة في بلدة الطيرة، حيث اتضح من خلال المسح أن وضعية شريحة الشبيبة من أبناء الطيرة هو الموضوع الحارق والمقلق في الأونه الأخيرة في ظل كل الظروف المجتمعية الصعبة التي يمر بها مجتمعنا العربي وبلدة الطيرة على وجه الخصوص.

تميز التحضير للبرنامج التعاون التام والايجابي لبلدية الطيرة برئيسها ونوابها كذلك الأطر التربوية والجمعيات الناشطة في البلدة مما سار بالعمل والوصول إلى البدء بتنفيذ البرنامج. وقد تكلل افتتاح البرنامج بكلمة من المحامي مأمون عبد الحي الذي أشاد وأكد على جدية البرنامج وأهميته في خدمة شبيبة الطيرة مستقبلاً وشكر المنظمين على اختيارهم مدينة الطيرة لتنفيذ برنامجهم كونه يقام للمرة الأولى فيها، وقد أشار عبد الحي إلى أنّ الوقت قد حان لنفكر بشكل آخر من أجل خلق طبقة مختلفة لقيادة هذا البلد الذي هو بحاجة إلى مثل هؤلاء، مؤكداً على إيمان البلدية التام بهم وبقوتهم لتحقيق النتائج المرجوة.

مقومات كبيرة
فيما تحدثت السيدة غيداء ريناوي - زعبي مدير عام مركز انجاز عن إيمانهم الكبير في أنّ البلديات العربية قادرة على التعاون والتأثير لتطبيق هذه البرامج المفيدة، مؤكدة على اعتقادها الراسخ بوجود مقومات كبيرة في الطيرة لإنجاحه. وأشارت في مستهل حديثها إلى أهمية هذا المشروع الذي سيقدم البلد ويدعمها بكوادر قيادية قادرة على قيادة البلد مستقبلاً والمضي فيها بالاتجاه السليم للوصول إلى الهدف المرجو الذي يضمن التطور والتقدم للبلدة.

قدرات هائلة وكامنة على مستوى البلد
تطرق د. خالد أبو عصبة مدير معهد مسار وخريج مدرسة القيادة التربوية أشار في كلمته أمام الحضور إلى أهم أربعة أسرار لنجاح البرنامج وهي وجود قدرات هائلة وكامنة على مستوى البلد والإيمان القوي الذي يجب أن تتصف به البلدية للسير بهذا الطريق، وجود العديد من الأفكار والأشياء التي يمكن تنفيذها في البلد نفسه، وجود طواقم متخصصة على درجة عالية من الخبرة لقيادة هذا البرنامج.استعرضت د. فاردا شيفر رئيسة صندوق "منديل" أهداف البرنامج الذي يسعى إلى توسيع ودعم أفاق المشاركين، كما وتطرقت إلى رحلة العشرة أشهر التي قضتها في اختيارهم وتجهيزهم عبر لقاءات متتالية من أجل الحصول على مجموعة ناشطة تملك الخبرات المهنية الكافية لخوض البرنامج.

تطوير القيادات الجماهيرية
المشاركون الذين حضروا بالكامل أكدوا على شعورهم واستنباطهم جدية البرنامج الذي لمسوه من خلال المقابلات المكثفة التي أجريت معهم كذلك أشاروا إلى اهتمام المبادرين في اختيارهم للمجموعة والتنوع المهني والسياسي للمشاركين وأبدوا الرغبة القوية في خوض هذا البرنامج. تجدر الإشارة هنا أن هذا البرنامج يقع تحت مشروع التدخل في بلدة عربية وهو المشروع الذي قام مركز إنجاز على تأسيسه من أجل بناء نموذج عمل تدخلي يشمل الإطار الفكري العام الذي يسعى إلى تحويل السلطة المحلية من كونها مقدم خدمات للبلدة إلى رافعة تنموية اجتماعية – اقتصادية. ليكون الإطار الذي يشمل مركبات تطوير القيادات الجماهيرية ويعمل على بناء القدرات المهنية داخل السلطة المحلية ويطمح إلى تعزيز العلاقة والشراكة ما بين السلطة المحلية والجمهور. حيث يتفرع هذا المشروع إلى ثلاث محاور رئيسية: المحور الاقتصادي – الاجتماعي، المحور التخطيطي والبنى التحتية، فيما يندرج برنامج بلدة الطيرة تحت المحور التربوي – الاجتماعي.