النيابة العامة اتهمت برهوم جرايسي بتهديد هيرطمان بالقتل!!

النيابة العامة اصرت على محاكمة جرايسي والزامه بالعمل ساعات لصالح الجمهور

برهوم جرايسي:

لا ادري ان كانت مثل هذه الاتهامات تستحق محاكمتي؟!

100 ساعة لصالح الجمهور هي "صفر" امام ما أقدمه!

جهاز القضاء في اسرائيل هو درة التاج وهناك من يسلب لمعان هذه الجوهرة

قضيتي صغيرة جداً امام الملاحقة السياسية لأبناء شعبنا

عنصرية هرطمان مستمرة وستستمر ! 

رفضت قاضية محكمة الصلح في مدينة الناصرة ليلي جوفر، ظهر اليوم الخميس، 14 تشرين الأول، 2010، ادعاءات النيابة العامة في لواء الشمال، ومطالبات ممثليها بمحاكمة المستشار الاعلامي للنائب محمد بركة، وأحد النشطاء السياسيين في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الصحفي برهوم جرايسي، كما رفضت مطلبهم بفرض عقوبة خدمة الجمهور لمدة 100 ساعة، فيما الزمت القاضية جرايسي بكفالة، وقعها شخصياً، لعدم التعرض مستقبلاً لزئيف هيرطمان عضو بلدية نتسريت عيليت.

من اليمين: المحامي فهيم داوود وبرهوم جرايسي

النيابة العامة تتهم برهوم جرايسي بتهديد هيرطمان بالقتل
هذا وكانت النيابة العامة قد قدمت سابقاً لائحة اتهام ضد الصحفي برهوم جرايسي، بزعم انه ضرب وهدد بالقتل، عضو بلدية نتسريت عيليت، ازئيف هيرطمان، والمعروف بمواقفه العنصرية الحاقدة ضد المواطنين العرب في البلاد وخارجها، الا انها عادت لتحول اتهاماتها غير المبررة، التي ضخمت بشكل كبير، الى التصرف غير اللائق في مكان عام.

جدال كان كافياً بالنسبة لهرطمان لتقديم شكوى بحق جرايسي
وتعود التفاصيل ليوم العاشر من كانون الثاني عام 2009، عندما عقدت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، مهرجانا سياسيا ضد الحرب العدوانية على قطاع غزة، في قاعات داوود في نتسيرت عيليت، وحينها تجمهر العشرات من أحزاب اليمين العنصري حول القاعة هاتفين "الموت للعرب"، وكان احدهم العنصري مقدم الشكوى زئيف هيرطمان، وخلال التظاهرة دار جدال بين جرايسي وهيرطمان، قدم الاخير شكوى في اعقابه.

النيابة العامة اصرت على محاكمة جرايسي والزامه بالعمل ساعات لصالح الجمهور
وخلال جلسة المحكمة للنطق بالحكم قالت المدعية العامة المحامية كيرن بن هارون، على ضوء المعنى الكامل من أعمال المتهم (برهوم جرايسي)، بمعنى المس بالأسس الديمقراطية لدولة إسرائيل، والمس بحرية التعبير، تعتقد الدولة بصفتها المشتكية، انه يجب تبني توصيات ضابط السلوك بكاملها، ودفع المتهم لتنفيذ ساعات لخدمة الجمهور، فهناك مصلحة للجمهور بأن يفرض على المتهم عقابا ملموسا، ليتم استيعاب خطورة أعماله، وبذلك يتم تمرير رسالة واضحة للجمهور، بأن من لا يحترم حق الآخر بأن يعبر عن رأيه السياسي وحتى يحاول منعه من ممارسة هذا الحق من خلال أعمال مرفوضة وجنائية، ستفرض عليه عقوبات صارمة.
وهنا قدم المحامي فهيم داوود وجهة نظره في مرافعته قائلا، إن المشتكي الاساسي لم يأت إلى مكان المهرجان كعابر سبيل، عارضا ماضيه وحاضره العنصري من خلال تفوهاته، فمثلا منعت المحكمة العليا مشاركته في انتخابات السلطات المحلية في العام 1998 بسبب برنامجه العنصري، وقبل نحو 8 اشهر، هدد عمليا بقطع أرجل عضوي بلدية نتسيرت عيليت، الدكتور شكري عواودة والدكتور رائد غطاس، إلا أن القائم بأعمال المدعي العام في إسرائيل شاي نيتسان، لم ير في هذه القضية سببا لتقديم لائحة اتهام ضده، كما ورد هذا في رسالة موجهة للنائب محمد بركة.
وطلب المحامي داوود الأخذ بعين الاعتبار الطابع السياسي والمنهجي للمشتكي هرطمان، محذرا من الانطباع السائد عن التمييز في جهاز القضاء والنيابة في التعامل مع العرب، وطلب عدم فرض ساعات خدمة الجمهور.

جرايسي أمام القاضية: لا ادري ان كانت مثل هذه الاتهامات تستحق محاكمتي؟!
اما جرايسي امام سعادة القاضية جوفر، فقال انه لم يحلم في حياته كلها ان يقف يوماً ما امام القضاء بسبب اتهامات كالتي قدمت بحقه، متسائلاً ان كانت تستحق تقديم لائحة اتهام جنائية".
واضاف جرايسي:"تساؤلات كثيرة طفت على السطح، في اعقاب الجلسة الاخيرة للتداول في القضية والتي عقدت في قاعة المحكمة هذه، عندما سمعت المدعية العامة تقول بشكل صريح ان هنالك ضغوطات كثيرة عليها، في هذا الملف بالذات، وكانت احدى هذه الاسئلة، انه عن أي ضغوطات تتحدث؟؟، ومن هي الجهة التي تضغط؟، والى ماذا تهدف؟؟، وهل هذا الملف يبحث ما فعله مواطن عادي؟؟، بالطبع الجواب كلا، فهذا المواطن، ناشط سياسي، وايضاً صحفي له آراءه ويكتب مقالات، ورأي حر، وتحليلات سياسية في العالم العربي كله".

100 ساعة لصالح الجمهور هي "صفر" امام ما يقدمه جرايسي !
وردًا على طلب النيابة العامة بإلزامه بالعمل لصالح الجمهور مدة 100 ساعة قال جرايسي:"كل من يعرفني، يعلم علم اليقين ان 100 ساعة خدمة للجمهور هي /صفر/ ليس الا، امام الساعات، الايام، والليالي التي اقدمها بخدمة الجمهور في البلاد، وان نفذت الـ 100 ساعة التي تتحدث عنها المدعية العامة، فستكون كمائة عام خدمة، واهانة بالنسبة لي".

جهاز القضاء في اسرائيل هو درة التاج وهناك من يسلب لمعان هذه الجوهرة
وانهى برهوم جرايسي كلمته امام القاضية بالقول:"في النهاية انا اصر ان اقول ان من يرى ان جهاز القضاء هو درة التاج، في النظام في اسرائيل، فعليه ان يعي حقيقة ان هنالك من يسلب اللمعان، والبريق لهذه الجوهرة، وهو ينجح بذلك ولكنه لا يكتفي".

القاضية تؤكد ان برهوم جرايسي هو انسان متعلم ومثقف ومن بيئة نظيفة
القاضية ليلي جوفر من ناحيتها وقبل النطق بالحكم قالت معقبة على اقوال جرايسي والنيابة العامة، "إن من يقف امامهم بالاشارة لجرايسي، هو انسان ايجابي، وناشط يعمل من اجل الرقي بالمجتمع، دون تفرقة بين تركيبته، كما انه متعلم، ورب لأسرة، بالغ وعاقل، يقدم ساعات طويلة من الخدمة لصالح الجمهور، وانه أبدى مسؤولية على قدر كبير، ناهيك عن ان ملفه الجنائي نظيف ولا سوابق له، وعليه فمن الصعب ان يتم محاكمته مهما كان الحكم".

جرايسي: قضيتي صغيرة جداً امام الملاحقة السياسية لأبناء شعبنا
ومع انتهاء الجلسة عقب برهوم جرايسي قائلاً:"بداية انا اتقدم بشكري الجزيل لصديقي العزيز المحامي فهيم داوود، على حمله لهذا الملف، واشكر مجموعة من المحامين الذين تطوعوا للدفاع عني من هذه التهمة البائسة، وبالنسبة لتداعيات القضية، فانا شخصياً مرتاح، لكن ليس كلياً فمجرد تقديم لائحة اتهام ضدي، ولا بد من الذكر ان ملفي هذا هو نموذج مبسط من ملفات كثيرة تقدم ضد قيادتنا وضد الشبان الشفاعمريين، وغيرهم، واود ان اعبر عن ارتياحي من قرار المحكمة، الذي جاء على الرغم من اصرار النيابة بداية من فرض حكم علي، وصولاً الى 100 ساعة لصالح الجمهور".

برهوم جرايسي تواجد وحده في قاعة المحكمة
وفي سؤال لمراسلنا حول سبب وجود المتهم برهوم جرايسي في قاعة المحكمة بمفرده، رد قائلاً:" في الجلسة الاولى حضر حشد كبير، من رفاقي في الحزب والجبهة، وساندني اكثر من 18 محامياً ولكن، على ضوء كل ما يجري في شارعنا العربي، امام هذه الاتهامات الكبيرة التي توجه ضد قيادات شعبنا، رجوت ممن حولي عدم مرافقتي في هذه الجلسة، لأن قضيتي تتقزم، امام حالة كقضية شبان شفاعمرو الابطال الذين نحبهم ونقف الى جانبهم ونشد على اياديهم، كذلك قضية الشيخ الفاضل رائد صلاح، الذي يقبع في السجن منذ اشهر، ايضاً امام قضية صديقي ورفيقي وعزيزي النائب محمد بركة، والقائمة تطول، لذلك قررت ان احضر المحكمة بمفردي".

عنصرية هرطمان مستمرة وستستمر ! 
وعن العنصرية المستمرة لزئيف هرطمان ضد العرب قال جرايسي لموقع العرب وصحيفة كل العرب:"ان زئيف هرطمان هو حالة من حالة اوسع، هيرطمان هو بينيامين نتنياهو بذاته، هو ليبرمان وبراك، هو الحالة السياسية القادمة، نضالنا مستمر، وتصدينا مستمر، نحن قلقون ولكننا لا نخاف ولن نخاف، ولو كنا قد خفنا، لما بقينا هنا منذ 62 عاماً".
المحامي فهيم داوود قال لموقع العرب وصحيفة كل العرب:"المحكمة في قضية برهوم جرايسي، والشكوى التي قدمها هرطمان بالاعتداء عليه بالضرب وتهديده، وصلنا الى اتفاق ان يقر جرايسي ويأخذ على عاتقه تهمة شتم هرطمان، بقوله انه عنصري، واليوم النيابة طلبت ان يلزموا على جرايسي بالقيام بـ 100 ساعة خدمة للجمهور كعقوبة تربوية، الا ان المحكمة رفضت القرار، وقالت ان المشتكي هو انسان غير متفق عليه، وآراؤه واضحة ضد العرب، بعد ان اثبتنا الاقوال التي كان يتفوه بها هرطمان، عندما قال في مقابلة صحفية له ان على بلدية نتسريت عيليت منح عضويها العرب، بالاشارة للطبيبين شكري عواودة ورائد غطاس، فرصة لتنظيف اظفارهما، مثلما حصل مع بسام الشكعة سابقاً، حينها اغلقت الشرطة الملف ضد هيرطمان، فأين اقوال هيرطمان من تهمة جرايسي ؟!".