قبلَ سنةٍ مِن تاريخِ هذا اليومِ، أحدُ رفاقي السّابقينَ مِن الجليلِ الأعلى قرّرَ الانتقالَ للعيشِ في تل أبيب بسببِ لقمةِ العيشِ.
رفيقي هذا يَبلغُ الأربعينَ مِن عمرِهِ، ويُدعى فلسطين، وله ابنةٌ تُدعى بيسانُ، وابنٌ يُدعى غسّانُ، وحقيقةً، زوجتُهُ إنسانةٌ رائعةٌ أجدُها أقربَ مِن أختي إلى نفسي.
في بدايةِ الأمرِ سعدتُ جدًّا لقرارِهم، لاسيّما أن تل أبيب قريبةٌ جدًّا مِن الرّملةِ، ولكن بعدَ أيّامٍ مِن قدومِهِ، أصبحتْ فلسطينُ "إسرائيلَ"، وأضحتْ بيسانُ "شيران"، أمّا غسّانُ فباتَ اسمُهُ "شارون".
وفي البدايةِ حسبتُ أنّي أحلمُ، ولَم أستوعبْ ما فعلوه.. لكن "فلسرائيل" أخبرَني أنّهُ مِن أجلِ لقمةِ العيشِ، كانَ لابدَّ لهُ مِن تغييرِ اسمِهِ وأسماءِ أولادِهِ، لاسيّما أنّهم ينظرونَ إلى كلِّ عربيٍّ كإرهابيٍّ.
تَمنّيتُ أن.. تَـ ـنْـ ـشَـ ـقَّ الأرضُ وتـ ـبـ ـتـ ـلـ ـعَـ نـ ـي، قبلَ أن أسمعَ ما سمعتُهُ منه.