سلام فياض:

هذه المناسبة لها رمزية خاصة ونحن هنا في هذه المنطقة منذ البدايات منذ عشرة آلاف سنة، وسنستمر بالوجود هنا حتى النهايات

د. خلود دعيبس وزيرة السياحة والآثار:

الحكومة أطلقت مشروع بناء وتنمية أريحا من خلال عقد جلسة لمجلس الوزراء، تداولت وبحثت سبل إنهاء الاحتلال وتعزيز مكانة وصمود المواطن الفلسطيني

انطلقت يوم الأحد فعاليات مشروع أريحا-عشرة آلاف في محافظة أريحا والأغوار برعاية وحضور رئيس الوزراء د. سلام فياض تحت شعار "استكشف أقدم مدينة في العالم".

والتأم مجلس الوزراء الاحد في مقر المحافظة برئاسة د. سلام فياض وبحضور محافظ أريحا والأغوار عطوفة وكامل حميد، وذلك تأكيداً على اهتمام الحكومة الفلسطينية بتنمية منطقة أريحا والأغوار ووضعها على رأس أولوياتها الوطنية. كما افتتح فياض عدداً من المشاريع التنموية في المحافظة، وأطلق الختم البريدي للمشروع، وشارك في عدد من الفعاليات التي انطلقت اليوم بحضور عدد من الوزراء وأعضاء اللجنة التوجيهية للمشروع، وشخصيات دبلوماسية وممثلي الدول المانحة، ولفيف من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.

مشاريع تطوير البنية التحتية
ومن المقرّر أن يقوم رئيس الوزراء الفلسطيني اليوم الإثنين بافتتاح عدد من مشاريع تطوير البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية في المحافظة بحضور كل من وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير ونظيره الاسباني ميغيل موراتينوس، وممثلي الحكومة اليابانية وعدد من ممثلي الدول المانحة والدبلوماسيين.

أقدم مدينة في العالم
وأكد د. سلام فياض على أهمية المناسبة قائلاً "إن هذه المناسبة لها رمزية خاصة، نحن هنا في هذه المنطقة منذ البدايات منذ عشرة آلاف سنة، وسنستمر بالوجود هنا حتى النهايات، هذه ليست احتفالية فقط، وإنما إطلاق لجهد تنموي شامل في أريحا، والتي تعدّ عروس المنطقة والبوابة الشرقية للدولة الفلسطينية"، وأضاف د. فياض "هذه مناسبة لتجديد التزامنا على الاستمرار لبذل كل الجهد الممكن ولضمان التهيئة والجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، وإن اهتمامنا بعيد أقدم مدينة في العالم، يأتي بغض النظر عن القيود الإسرائيلية الخانقة في الأغوار ومناطق (C) التي لا نعترف بهذه التسمية والتصنيفات الإسرائيلية، لأننا نبني في كل مناطق الوطن، وإننا نحثّ المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهد لنتمكن من بناء الدولة على أسس سليمة وبمؤسسات متينة وفاعلة".

وفي مطلع جلسة الحكومة قال رئيس الوزراء "اجتمعنا اليوم في مدينة أريحا، أقدم مدينة في العالم، إيذاناً بإطلاق احتفالات عشرة آلاف عام على تشييد مدينة اريحا". وأضاف "نجتمع اليوم في مدينة أريحا، مقر السلطة الوطنية الفلسطينية والقائد أبو عمار الأول، لإطلاق مشروع أريحا ١٠٠٠٠، الذي يشتمل على عدة فعاليات وأنشطة تنموية خلال الأعوام الثلاثة القادمة، ليس فقط في أريحا، بل في كافة أنحاء محافظة الأغوار، التي تمثل البوابة الشرقية لحدود دولة فلسطين والتي بدونها وبدون القدس الشرقية، لن تقوم الدولة".

الاحتفال الرسمي لإطلاق المشروع
وتابع دولة رئيس الوزراء قائلاً "نستذكر قدم المكان، عراقة المكان، أصالة المكان، تاريخ أجدادنا الفلسطينيين في أريحا، التي شهدت عمراناً كبيراً، وتطورا بشرياً"، وتابع "الليلة خلال الاحتفال الرسمي لإطلاق المشروع، نؤكد ونشدّد من خلال الاحتفالات على امتدادنا وعمقنا السياسي ضمن مشروع يهدف للتهيئة لبناء وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧"، وأكد أن الحكومة ستبذل كافة الجهود بتوجيهات الرئيس محمود عباس، وقال "نؤكد التزام الحكومة الفلسطينية والسلطة الوطنية على الالتزام بالإعداد للمشروع الوطني حتى نهاياته، حتى ينال الشعب الفلسطيني الحياة الكريمة والأمان في الدولة".

أهمية تكثيف الخطط والمشاريع
وأضاف "إن أبناء الوطن الفلسطيني في كافة القرى والمدن يثابرون على بناء الوطن وملتزمين بخطى الآباء والأجداد"، وشدد رئيس الوزراء على أهمية تكثيف الخطط والمشاريع التي ستطلق خلال الفعاليات لتوفير موارد الصمود والبقاء لأبناء الشعب الفلسطيني لممارسة حقهم والعيش بأمان وكرامة في دولة فلسطينية مستقلة.

تعزيز مكانة المواطن الفلسطيني
بدورها أكدت مقرر اللجنة التوجيهية لمشروع أريحا عشرة آلاف، وزيرة السياحة والآثار، د. خلود دعيبس، في ختام اجتماع مجلس الوزراء "إن الحكومة الفلسطينية أطلقت مشروع بناء وتنمية أريحا من خلال عقد جلسة لمجلس الوزراء، تداولت وبحثت سبل إنهاء الاحتلال وتعزيز مكانة وصمود المواطن الفلسطيني والحاجات الملحة لمحافظة أريحا والأغوار". وأضافت "نود أن نطلق عملية تنمية شاملة في أريحا والأغوار خلال هذه الاحتفالات التي تحتضنها المدينة خلال الأعوام الثلاثة القادمة".

هجمة من الاستيطان والاحتلال
وأكدت د. دعيبس أن الحكومة أكدت خلال اجتماعها، التزامها توفير البنية التحتية اللازمة لاستدامة المشاريع التي ستطلق خلال الاحتفالات. وأضافت "أريحا التي تتعرض لهجمة من الاستيطان والاحتلال لمواردها الطبيعية، تقف اليوم أمام عملية تنمية واسعة في كافة المجالات ضمن خطط الحكومة لإبراز الوجه الحضاري لفلسطين، في معبرها البري الشرقي للعالم الخارجي. ولفتت دعيبس إلى أهمية مشاركة القطاع الخاص إلى جانب مجتمع المانحين في عملية تنفيذ وتمويل المشاريع التي ستشرف عليها الحكومة الفلسطينية.

حضارة أريحا
وشددت دعيبس على إصرار الحكومة في دعم صمود أهالي المنطقة في وجه الاستيطان والاحتلال ونهب الموارد الطبيعية من مصادرة الأراضي ومنع المزارعين من الحصول على المياه، وأضافت "نحتفل اليوم بما تحتضنه أريحا من حضارة وتاريخ موارد بشرية منذ آلاف السنين، وكل ما نقدمه اليوم لن يفي أريحا حقها في الحضارة والتميز طوال عشرة آلاف عام مضت. مؤكدة على أهمية توقيت الاحتفالات والتي جاءت لتسلط الضوء على معاناة المنطقة، وضرورة تدخل المجتمع الدولي لتذليل العقبات الإسرائيلية التي تقف أمام خطط الحكومة الفلسطينية في البناء والتنمية.

إطلاق الختم البريدي لمشروع أريحا عشرة آلاف
هذا وشملت فعاليات الانطلاقة اليوم إطلاق الختم البريدي للمشروع بمشاركة دولة رئيس الوزراء ووزيرة السياحة والآثار، ووزير الاتصالات د. مشهور أبو دقة، وذلك في مقر البريد الفلسطيني في مدينة أريحا. وبين وزير الاتصالات آلية عمل البريد الفلسطيني الجديد المخصص ضمن "أريحا ١٠٠٠٠"، وقام بجولة تعريفية للضيوف في أرجاء مقر البريد الجديد.
وقال د. أبو دقه "إن إدراج البريد الفلسطيني ضمن فعاليات احتفالات "أريحا ١٠٠٠٠" يعدّ خطوة هامة كونه يصل إلى كل مواطن، ويتعدى الحدود إلى الدول الأخرى، حيث سيحوي رسالة المجتمع الفلسطيني بأهمية تنمية وتطوير المدينة الأقدم على الإطلاق.

من جهة أخرى احتفل عدد من المدارس في محافظات الوطن بهذه المناسبة، وفي مدرسة فاطمة الزهراء الثانوية للبنات في أريحا، احتفلت طالبات المدرسة بحضور مدير تربية وتعليم محافظة أريحا والأغوار محمد الحواش. ولفت الحواش في كلمة له خلال الاحتفال الرمزي الذي تخلل الفترة الصباحية، إلى المعاني العديدة التي تحملها احتفالات أريحا ١٠٠٠٠ عام، وأهمها لفت النظر لاحتياجات المدينة الأساسية في كافة القطاعات، وأهمها التعليم.

احتياجات المدينة
وأكد الحواش على أهمية اجتماع مجلس الوزراء الذي سيعقد في المدينة، الذي سيسلط الضوء على احتياجات المدينة في كافة الأصعدة، وتذليل العقبات أمام المانحين والمستثمرين لإنجاز استثماراتهم الحيوية في المدينة. وقال "أريحا بوابة فلسطين الشرقية، وهي أقدم مدينة في العالم، تحتفي اليوم بعشرة آلاف عام من الحضارة والعمران والثقافة". وأردف "ننظر بمزيد من التنمية والتطور والعمران خلال احتفالات المدينة الممتدة للأعوام الثلاثة القادمة، ودورنا كمواطنين يكمن في تعزيز مكانة المدينة التاريخية بكل الوسائل المتاحة".