مئات الدونمات بملكية خاصة تتبع لنفوذ البلدات اليهودية * هدو منزل بمساحة 650 متر وبكلفة مليون شيكل * والناس نيام الجرافات والشرطة تداهم الطيرة * مبادرة لاعادة اعمار المنزل * لجنة شعبية للتصدي لسياسة الهدم

المنزل قائما - قبل الهدم

انقاض المنزل - بعد الهدم

استفاقت مدينة الطيرة منتصف هذا الاسبوع، على عملية هدم لمنزل الشاب سامر التيتي، بحجة ان المنزل شيد فوق اراض زراعية وخارج نفوذ مسطح البناء، يشار الى ان اكثر من 370 منزلا في الطيرة شيدت خارج مسطح البناء كون ان لجان التنظيم ترفض ضم الاراضي للطيرة وتوسيع مسطح الخارطة الهيكلية للمدينة، وعليه، فان مئات الدونمات الموجودة بملكية عربية خاصة في الطيرة تتبع من ناحية تخطيط وبناء الى البلدات اليهودية المجاورة.
ازاء ذلك، فان الخطر يتهدد هدم هذه المنازل خلال الاعوام المقبلة اذا لم يتم التصدي لهذه السياسة، واذا لم يتم تحويل الاراضي لنفوذ البلدية.
ربما يشكل هدم منزل سمير التيتي ضوء احمر للمسؤولين العرب واهالي المدينة. فقد تمت عملية هدم المنزل تحت جنح الظلام وفي ساعات الفجر، حيث كان الاهالي نياما ليتسفيقوا على واقع مرير قد يصيب مئات العائلات، التي اجبرت للبناء فوق اراضيها، بسبب انعدام المسطحات المعدة للبناء. الاراضي التي شيدت فوقها المنازال تعتبر الاحتياطي الاخير للاهالي، فبدلا من ان تقوم سلطات البناء والتنظيم بتوسيع مسطح المدينة والمصادقة على الخارطة الهيكلية تسارع في ارسال مجنزراتها للهدم وفرض الغرامات على اصحاب المنازل - التي تصل في اغلب الاحيان عشرات الاف الشواقل - عدا عن الملاحقات القضائية وما يترتب عليها.
جرافاتهم اسرع من تواقيعهم:
يقول د. سمير عبد الرحمن التيتي:" في حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم الاحد تم اخبارنا ان الجرافات ستهدم منزل اخي، ذهبنا للموقع ولم نجد اي اثر للجرافات عدنا ادراجنا واستوقفتنا دورية شرطية، وتم تفتيش السيارة وعثر بداخلها على سكين للفواكه، على اثر ذلك اعتقلت انا وشقيقي وتم توقيفنا لساعات طويلة، ولم يتم الحديث معنا عن المنزل، وتم اطلاق سراحي بعد اتصال هاتفي من المستشفى حيث استوضحوا سبب تاخيري، وخلال توجهي للعمل اتصل بي افراد اسرتي واخبروني ان منزل شقيقي قد هدم".
واضاف التيتي:" استغربت الامر فالمنزل كان ماثل قبل ساعات، ما قاموا به هو عمل مبيت، اعتقلوني واخي وقاموا بفعلتهم خلسة، كالذي يقوم بالسطو والسرقة ونفذوا عملية الهدم، على الرغم انه لم يكن اي مبرر لذلك حيث باشرنا بتشيد المنزل بعد ان حصلنا على تعهد من المجلس الاقليمي ليف هشارون انه لا يعارض تحويل الارض للطيرة، ويعمل من اجل ان تحول الارض وتعد للبناء، وعلى هذا الاساس توجهنا الى لجنة التنظيم والبناء اللوائية في الرملة وتقدمنا بطلب مرفق مع الخرائط للحصول على التراخيص، وهناك طالبونا باجراء التعديلات، وهذا ما قمنا به لكن جرافاتهم كانت اسرع من توقيعهم على طلبنا".

صرفنا الغالي والنفيس:
ويوضح سمير:" صرفنا الغالي والنفيس على تشيد المنزل الذي كلفنا ما يقارب مليون شيكل، اضافة الى ذلك فقد تم تغريمنا بمبالغ باهظة ومصاريف محاكم تصل الى ما يقارب 200 الف شيكل، وفي نهاية المطاف يهدم منزلك بدون اي سبب. منذ العام 1959 والطيرة تعاني من مشاكل مناطق النفوذ، هناك مئات الدونمات بملكية خاصة للاهالي لكنها تتبع من ناحية نفوذ الى البلدات اليهودية المجاورة. وعلى مدار عشرات الاعوام كانت هذه الاراضي تستغل للزراعة، لكن في ظل مصادرة الاراضي وعدم توسيع مسطح المدينة وعدم المصادقة على الخارطة الهيكلية وفي ظل الزيادة الطبيعية اجبر الناس على البناء فوق هذه الاراضي".
 وقال تميم منصور:" قمنا بتشكيل لجنة شعبية، ستعمل على اعادة بناء المنزل الذي هدم، والاهم من ذلك التصدي لسياسة الهدم التي تستهدف مئات المنازل في المدينة، اذ لا يعقل الصمت على هذه السياسة المجحفة، خصوصا وان الخطر يتهدد المزيد من المنازل بالهدم. على لجان التنطيم والمؤسسة الرسمية منحنا الحق في العيش فوق اراضينا، فالناس لم تخالف القانون، فهي شيدت منازلها فوق اراضيها. من خالف القانون هو الدولة التي لم تقم بتوسيع مسطحات البناء للبلدات الربية وتماطل في المصادقة على الخرائط الهيكلية، بل وتتمادى في مصادرة اراضي العرب، وتسارع في هدم المنازل بدل المصادقة على المخططات، لا يعقل ان تتجند اسرة برمتها لبناء منزل وتاتي الدولة لتنسفه في لحظات".

وقال المحامي فؤاد سلطاني:"هذا بمثابة ترانسفير علني للشباب العرب، والخطير انه ينفذ من قبل المؤسسة الرسمية وتحت غطاء القانون، لا يعقل الاستمرار بالصمت او التعامل مع الامر على انه مجرد رد فعل لعملية هدم هنا او هناك، يجب وضح استرتيجية عربية قطرية لمواجهة خطر الترحيل وهدم المنازل، فالدولة لا توفر لنا اي شيئا من اجل البناء بل على العكس تعتمد سياسة تضيق الخناق علينا، هدم منزل يعني هدم عائلة برمتها ان كان من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والمعنوية، ماذا بامكان شاب في مقتبل العمر ان يعل وقد هدم منزله؟ ماذا قدمت الدولة لمدننا وقرالنا العربية؟ لماذا الشيكونات والاراضي العامة تخصص لليهود، بينما العرب تصادر اراضيهم ويحرموا من البناء والمسكن؟".