بمبادرة مركز مساواة والمجلس الاقليمي في النقب ومنتدلا التعايش في النقب

قام مركز مساواة بتوزيع مواد تفصيلية عن سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه المجتمع العربي عامة وتجاه أهل النقب خاصة في القرى غير المعترف بها

زار وفد دبلوماسي رفيع المستوى قرى النقب أول أمس الأربعاء بمبادرة مركز مساواة والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، ومنتدى التعايش. واطّلع الوفد على أوضاع المجتمع العربي في النقب وهدم المنازل وتهجير القرى غير المعترف بها، وقام بزيارة قرى وادي النعم والعراقيب المنكوبتان، واطلع على أوضاع مؤسسات النقب النسائية حيث زار جمعية سدري ونساء اللقية.

شارك في الوفد ممثلو سفارات بلجيكا، بريطانيا، ألمانيا، الفلبين، بيرو، الاتحاد الأوروبي، السويد، سويسرا وبولندا، وتأتي هذه الزيارة استمرارًا لزيارة سابقة قام بها سفير جنوب أفريقيا وعدد من الدبلوماسيين الأجانب في أعقاب هدم قرية العراقيب للمرة الخامسة.
والتقى الوفد رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب إبراهيم الوقيلي الذي شرح عن ظاهرة القرى الغير معترف بها وطلب الاعتراف فيها بدون علاقة لقضايا التسوية على الأرض. وأكد الوقيلي أن هناك تصعيدًا ملحوظًا في عمليات الهدم وزيادة التنكيل بالقرى غير المعترف بها، وشارك في اللقاء عطية الاعسم الرئيس الأول للمجلس الإقليمي ورئيس اللجنة المحلية في قرية أبو تلول التي تم الاعتراف بها عام 2006.
كذلك التقى الوفد في وادي النعم مع رئيس اللجنة المحلية ابراهيم ابو عفاش الذي شرح عن التلويث البيئي الخطير الذي تتعرض القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 8000 مواطن. وأعرب رئيس اللجنة عن غضب سكان القرية من تجاهل السلطات لمطالبهم نقل القرية إلى موقع زراعي ملائم بعيدًا عن الأخطار الصحية والبيئية، وأعرب عن قلقه من نسبة أمراض السرطان والجلد في القرية بسبب التلوث البيئي الصادر من المنطقة الصناعية والمصانع الكيماوية المجاورة. وكانت السلطات قد نقلت أهل القرية إلى المنطقة عام 1953 وتحاول منذ عام 1988 اقتلاعهم دون تقديم حلول تلائم ظروف حياتهم القروية. وأشارت حايا نوح من منتدى التعايش في النقب إلى سياسة السلطة المعادية للمجتمع العربي البدوي والنقب وصرحت أن ممارسات السلطات هي بمثابة إعلان حرب يومية على أهل النقب العرب.

السلك الدبلوماسي الأجنبي
وفي زيارة إلى المؤسسات النسائية "نساء اللقية" و"سدري" التقى الوفد مع نشيطات المؤسسات، حيث قدمت نعمة الصانع شرحا وافيا عن مشاريع النسيج والتعليم التي تنفذها الجمعية. وأشارت حنان الصانع الى انهيار اقتصاد العائلة العربية البدوية في النقب بسبب سياسة الحكومات الإسرائيلية التي أدت إلى التراجع في مكانة المرأة الاجتماعية والاقتصادية. يشار إلى أن سفارة الاتحاد الأوروبي قد قررت استضافة مشاريع مؤسسة سدري في بيت السفير لتشجيع السلك الدبلوماسي الأجنبي ومصممي المنازل اقتناء منتجات النسيج التي تنتجها المؤسسات النسائية.
وفي زيارة مؤثرة إلى قرية العراقيب المنكوبة أطلع الشيخ صياح الطوري ووفد من أهل القرية الوفد الدبلوماسي على أثار الهدم وأشار الطوري ان "الديمقراطية الإسرائيلية مزيفة وتهدم منازلنا وتشرد أولادنا وتعتقل النساء والرجال وتقتلع الأشجار بدون رحمة والعالم صامت". وطالب الطوري الوفد رفع التقارير الى دولهم للمطالبة بتعيين لجنة تحقيق دولية في ممارسات الحكومة الإسرائيلية تجاه القرى غير المعترف بها. وحذر الطوري الوفد الدبلوماسي من مشروع الكيرن كييمت زرع غابة على اسم السفارات وهي غابة جديدة تقوم بزرعها الحكومة حول قرية العراقيب المهدومة. وزار الوفد الدبلوماسي أثار الهدم ووثق بالصور آثار الهدم والتقي مع النساء والرجال في القرية. ورافق الوفد طيلة اليوم أعضاء المجلس الإقليمي بينهم إبراهيم الوقيلي وعطية الأعسم.
وقام مركز مساواة بتوزيع مواد تفصيلية عن سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه المجتمع العربي عامة وتجاه أهل النقب خاصة في القرى غير المعترف بها. وأكد مدير المركز جعفر فرح إن سياسة الحكومة في النقب تتطلب تكثيف الجهود المحلية والدولية وان مركز مساواة سيتابع قضايا النقب بالتعاون مع المؤسسات الاجتماعية والسياسية في المنطقة، مؤكدًا على ضرورة رفع قضية النقب والقرى غير المعترف بها في كافة المحافل، خاصة ان الحكومة الاسرائيلية تكثف سياستها العدوانية تجاه مواطني النقب العرب.