الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 18:02

سعيد بدران- أشباه الرجال في عصر اللاشيء

كل العرب
نُشر: 08/10/10 14:42,  حُتلن: 08:08

سعيد بدران في مقاله:

فئة اللاشيء هذه امتهنت الكذب وتسويق بضاعة من لاشيء، وتمضي في غيّها مسوقة بضاعتها في سوق اللاشيء

بتنا لا نقوى على عمل شيء أو على قول شيء أو التحرك لقضاء شيء دون إذن من سيد اللاشيء أو من أعوانه

بينما يتغنى الغرب ويمضي قدما مبحرا في عصر العولمة والحداثة، تصرّ أمّة العرب على التشبث وبكل ما أوتيت من قوة بعالم اللاشيء، وبما أنّ الشيء لا يساوي إلا الشيء ذاته في نظر قاطني عالم اللاشيء فإنّ المعادلة تقضي على أنّ هؤلاء اللاشيء لن يجنى منهم إلا اللاشيء ذاته.


وبتنا نرى في يومنا هذا، في عالم اللاشيء ، ظواهر جمة ومنها ظواهر أشباه الرجال.
وأشباه الرجال هؤلاء الناتجين من اللاشيء والواصلين على أكتاف من يرجو الانتفاع بالشيء من منبع اللاشيء، وهو متيقن أنّ كفيه ستحصد ريحا مكللة بوابل من خزي اللاشيء.
وفئة اللاشيء هذه امتهنت الكذب وتسويق بضاعة من لاشيء، وتمضي في غيّها مسوقة بضاعتها في سوق اللاشيء الممتلئ حتى الضفاف بزبائن دماغهم محشو بالأمل من اللاشيء.

 حجارة اللاشيء
وبما أنّ شارع النفاق صار مرصوفا بحجارة اللاشيء فإنّ هذه الفئة تسمّي من يتجرأ وينتصب في وجهها "بالمشاغب" وغير المنضبط، وأصبحت تظن أنها نظفت الساحة تماما ممن يوصفون عادة "بالمشاغبين" وغير المنضبطين، ولا ترى في الساحة إلا أشياء أخرى من أشباه الرجال، ويسوّقونهم على أنهم رجال رغم اقتناعهم بأنهم مجرد بضائع تكدّست وتكوّمت كأشياء وأطياف تشبه أشباه الرجال، وهؤلاء يتفننون في إغماض العيون على العيوب، يباركون الأخطاء ويتهافتون على موائد من اللاشيء وتتهافت أيدي اللاشيء تحية وترحيبا بهم، ومن ثم تراهم وقد ترهلت كروشهم الممتلئة باللاشيء قد فتحوا أفواههم لينطقوا عهرا من اللاشيء ظنا منهم ان الاخرين قد اقتنعوا على أن هؤلاء ليسوا لقطاء ولدوا في ليل مشمس من بطن مكور ممتلئ بجنين اللاشيء.

كلاب اللاشيء الراقصة
وفي زمن اللاشيء بتنا لا نقوى على عمل شيء أو على قول شيء أو التحرك لقضاء شيء دون إذن من سيد اللاشيء أو من أعوانه أو من زمرة المرتمين تحت أقدامه لاهثين وراء نفحة من ظل يتظلل عليهم بها نعله المرصع باللاشيء.
ويحدث في زمن اللاشيء تغتصب بغداد ونصفق مهللين لسماع انينها عند فض بكارتها، ويحدث في زمن اللاشيء أن تقع اسودا فريسة لغدر كلاب اللاشيء الراقصة شماتة على مصير أسيادها متناسية انه مهما رقصت وهللت وشمتت لن تقدر على كسر المعادلة الاجتماعية الخالدة التي تجزم بأنّ الكلاب تبقى كلابا والأسود اسودا ، وحتى لو انتصبت صواري الفلك مجددا مبحرة في مجرى السويس.
 

مقالات متعلقة