محامي اللجنة الشعبية توفيق محاجنة:

مشروع بناء المدينة قد ابتدأ عام 1990 وكان التخطيط في حينه يشير إلى توطين 20 ألف من اليهود المتزمتين

وزارة الإسكان قررت عام 2006 توسيع هذه البؤرة الاستيطانية وإطلاق إسم حريش عليها لإسكان 150 ألف من اليهود المتزمتين

شارك الآلاف من القوى التقدمية اليهودية والعربية في النشاط الأممي المشترك إحياءً للذكرى العاشرة لهبة أكتوبر في مختلف البلدات والمناطق من المثلث والجليل.

وقد ابتدأ اليوم بقيام مجموعات من النشطاء اليهود التقدميين بزيارات الى أهالي الشهداء بذات الوقت في كافة المناطق حيث قامت مجموعات بزيارة أهالي الشهداء في أم الفحم ومنطقتها وفي الناصرة ومنطقتها وفي منطقة البطوف كذلك، معبرين من خلال الزيارات عن تضامنهم الكامل مع أهالي الشهداء واعتبار ان مصاب الجماهير العربية هو مصاب القوى التقدمية اليهودية أيضاً. وأكدت الوفود المختلفة على ان الهدف من هذا النشاط هو ليس تذكر أحداث أكتوبر وتذكر الشهداء وهو الأمر المهم جداً بحد ذاته لكن أيضاً من أجل بناء الجسور وبناء مستقبل أفضل لجميع سكان هذه البلاد ولمنع أي استفراد من قبل الدولة بالمواطنين العرب الفلسطينيين ولخلق جبهة واسعة ضد العنصرية والفاشية الآخذه بالتفشي في البلاد.

جولة في الطيبة
وكان العشرات من النشطاء اليهود التقدميين قد زاروا مدينة الطيبة العربية حيث قامت قيادة الجبهة واللجنة الشعبية في المدينة بجولة شرح حول مختلف المشاكل والأخطار المحدقة بالمدينة وأعطى كل من د. زهير الطيبي ود. نافع حاج يحيى سكرتير جبهة الطيبة شرح متكامل حول أخطار الخريطة الهيكلية الجديدة للطيبة والتي تقوم بمحاصرة المدينة كما تم إطلاع الوفد على "المشاريع القومية" التي تمر كلها بأراضي الطيبة وتصادر الاف الدونمات من أهاليها ان كان ذلك لشارع عابر اسرائيل أو لسكة الحديد وكذلك خط الغاز والكهرباء التي تمر جميعها من أراضي المدينة لتسلب المواطنين البقية المتبقية من أراضيهم. كما قام الوفد الذي يعد بالعشرات بزيارة بيت المواطن صلاح الشيخ يوسف والذي يقع ضمن الخارطة الهيكلية وضمن الخريطة التفصيلية للبلدة الا أنه حتى الآن مهدد بالهدم من قبل السلطات.

جولة في منطقة وادي عارة للإطلاع على مخطط حريش
هذا وقامت مجموعة أخرى من عشرات اليهود التقدميين وبمرافقة النائب عفو اغبارية وأعضاء اللجنة الشعبية في منطقة وادي عارة بجولة في المنطقة حيث تخطط الحكومة لإقامة مدينة لليهود ا لمتزمتين تستوعب حوالي 150 الف نسمة. وقدّمت اللجنة الشعبية في وادي عارة شرحًا مفصّلا عن مخاطر هذا المشروع الاستيطاني التوسعي والخطوات الشعبية والقضائية المستقبلية للتصدي له وإفشاله.



محامي اللجنة الشعبية توفيق محاجنة عرض الخرائط التي تبيِّن بالتفصيل مسار تخطيط المدينة والأراضي التي تقتطعها وقال إن مشروع بناء المدينة قد ابتدأ عام 1990 وكان التخطيط في حينه يشير إلى توطين 20 ألف من اليهود المتزمتين، إلا أن وزارة الإسكان قررت عام 2006 توسيع هذه البؤرة الاستيطانية وإطلاق إسم حريش عليها لإسكان 150 ألف من اليهود المتزمتين.
أما النائب د. عفو إغبارية فأشاد بوفد اليهود التقدميين الذي حضر للتضامن مؤكِّدا على ضرورة توسيع إطار حملة الاحتجاج ضد إقامة هذه البؤرة الاستيطانية، خاصة وأن الخطورة الأكبر منها إضافة إلى سلخ أراضي قرى وادي عارة ومصادرتها، هي إسكان شريحة من اليهود المتدينين تحمل أفكارًا وسلوكًا متطرّفًا ونهج حياة يتناقض كليًا مع نهج حياة العرب واليهود الذين يعيشون بجوار حسن على مدار عشرات السنين، ويأتي الاستيطان الجديد ليوتّر الأجواء وليهدِّد مستقبل التعايش اليهودي العربي في المنطقة. رئيس اللجنة الشعبية في وادي عارة أحمد ملحم حذّر السلطات الحاكمة من مواجهات بينها وبين المواطنين العرب واندلاع يوم أرض جديد في حال اصرّت على تنفيذ مخطط مدينة حريش، وسيشارك في التصدّي لهذا المخطط مواطنون تقدّميون يهود أيضًا، في حين تحاول السلطة إسكات الصوت العقلاني في المجتمع اليهودي.

المهرجان بالناصرة
في ساعات المساء وصل جميع المشاركين الى قاعة بيت الصداقة والى ساحة العين في مدينة الناصرة حيث قام المشاركون بالانتشار الى عدة مجموعات حيث قام قسم منها بجولة داخل المدينة للتعرف على نضالاتها ومشاكلها المختلفة بالإضافة الى تاريخ مدينة الناصرة العريق وكانت الجولة بإرشاد الأستاذ جميل عرفات ودخيل أبو زيد.
في حين قامت مجموعات أخرى بالمشاركة في ورشات عمل ونقاش حول مواضيع مثل: التهديدات على الديمقراطية في الحرم الجامعي والتي أدارها د. داني فيلك أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة بن غوريون المخاطر ا لمختلفة والتضييق على حرية الرأي والتظاهر والنشاط السياسي والاجتماعي داخل الحرم ا لجامعي لمختلف الجامعات وحتى في مساكن الطلبة المختلفة.



النضال المشترك
النضال المشترك حيث قام ممثلون وممثلات عن النضالات المختلفة في العراقيب، الشيخ جراح وحريش بمشاركة الحضور بتجاربهم الخاصة بالتصدي للمخططات المتشعبة للدولة المميزة ذد المواطنين العرب من جهة والهادفة أيضاً لفرض سطوة الاحتلال والاستيطان على القدس الشرقية من جهة أخرى.
كما قام قسم آخر من المشاركين بعمل تطوعي وبزرع أشتال وزهور واستصلاح حديقة عامة جديدة في المدينة كرمز للعمل والنضال اليهودي ا لعربي المشترك في قلب عاصمة الجماهير العربية في البلاد مدينة الناصرة.
في نهاية اليوم التضامني كان الموعد مع الوقفة التضامنية المشتركة بساحة العين حيث إجتمع المشاركون ليستمعوا الى كلمات الفنان محمد بكري والذي قرأ مقاطع من قصائد محمود درويش. والى كل من المدير العام لجمعية حقوق المواطن حجاي العاد والمحاضر الجامعي د. محمود يزبك عم الشهيد وسام يزبك والصاحفية الشهيرة عنات سرغوستي والذين أجمعوا على وجب التصدي، يهوداً وعرباً، للسياسات العنصرية للحكومات المتعاقبة في الدولة مؤكدين على ان وقوفهم اليوم الى جانب الجماهير العربية هو ليس منه من أحد ولكن هو وقوف كفاحي نضالي مشترك لأجل مستقبل الشعبين في هذه البلاد. الكلمة الختامية كانت للمهندس رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة ا لذي أكد من خلالها على وجوب تقوية هذا الصوت الأصيل والريادي بين المواطنين اليهود الذين يرفضون الانسياق وراء الإجماع القومي اليهودي وإجماع الاحتلال والتفرقة العنصرية مؤكداً ان الناصرة عاصمة الجماهير العربية تفتح أبوابها وتشد على أيدي هذه القوى الطلائعية.
هذا وقد أتحفت الفنانة القديرة أمل مرقص الحضور بباقة من الأغاني الوطنية والتقدمية للشاعر والقائد الشيوعي توفيق زياد ومحمود درويش وشعراء تقدميين آخرين. وقد برز من بين المشاركين النائبان الجبهويان محمد بركة رئيس مجلس الجبهة ود. دوف حنين.