الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 21:01

زياد شليوط يكتب- شكرا ليبرمان.. وألف تحية

كل العرب
نُشر: 02/10/10 10:23,  حُتلن: 13:51

زياد شليوط في مقاله:

ألف تحية وشكر لليبرمان الذي يظهر لنا يوميا حقيقة الحكومة الاسرائيلية، وينزع القناع عن دعاة السلام فيها

ليبرمان أظهر لنا الوجه الحقيقي لنتنياهو الذي يلبس أكثر من وجه في الفترة الأخيرة، وذكر الليكود بأصله وسياسته وأيديولوجيته

في الوقت الذي يختفي ويضمحل فيه حزب العمل، يتحول الليكود الى "اسرائيل بيتنا- ب" ويصبح ليبرمان، الذي كان موظفا في يوم ما لدى نتنياهو، يصبح هو الحاكم الحقيقي لاسرائيل ونتنياهو أقل من موظف عنده

شكرا وألف شكر لرئيس حكومة اسرائيل الفعلي والأصلي (المعروف بلقبه الرسمي وزير الخارجية)، أفيغدور ليبرمان على خطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتفرقة (عفوا ما يعرف باسم المتحدة)، يوم الثلاثاء الماضي. فهو كان شجاعا وأصيلا وجريئا في عرض المواقف الحقيقية لحكومة اسرائيل، وهو أظهر لنا الوجه الحقيقي لنتنياهو الذي يلبس أكثر من وجه في الفترة الأخيرة، وذكر الليكود بأصله وسياسته وأيديولوجيته، وأعلن الرحمة على صرخة يوسي سريد حين نعت حزب العمل أنه تحول الى "ليكود- ب"، ففي الوقت الذي يختفي ويضمحل فيه حزب العمل، يتحول الليكود الى "اسرائيل بيتنا- ب" ويصبح ليبرمان، الذي كان موظفا في يوم ما لدى نتنياهو، يصبح هو الحاكم الحقيقي لاسرائيل ونتنياهو أقل من موظف عنده.

الممثل الحقيقي لاسرائيل
ليبرمان هو الممثل الحقيقي اليوم لاسرائيل، وهو الوجه غير المقنع لها فمرحبا به وألف تحية له على خطابه التاريخي أمام مندوبي دول العالم، حيث أحسن صنعا وأجاد قولا، وأكثر ما أخشاه أن تنطلق حملة عربية تهاجم ليبرمان وتتمحور بخطابه وتصوره على أنه شاذ ولا يعكس حقيقة الموقف الاسرائيلي، وبذلك تنضم لأوركسترا مكتب ما يعرف برئيس الحكومة. وقد استهجنت حقا خروج الوفدين الفلسطيني والسعودي من قاعة الاجتماعات أثناء القاء ليبرمان لخطابه، وأحيي المندوبين العرب الذين بقوا وصمدوا في أماكنهم وتحملوا القاذورات الليبرمانية، لتكون أداة وشهادة حية بين أيديهم، أما السعوديون فسامحهم الله ولا حول ولا قوة بالله! لكن خروج ممثلي السلطة الفلسطينية يرسم أكثر من علامة سؤال؟ أفلا يريدون التعرف الى اسرائيل الحقيقية التي يفاوضونها الآن عبثا؟ ألا يحتملون ضربتين في الرأس معا؟ حيث لحس رئيس ما يسمى بالسلطة الفلسطينية تصريحاته وتهديداته أنه سيوقف المفاوضات فور اعلان اسرائيل عن تجديد بناء المستوطنات. وإذ "فورا" بقاموس عباس هي انتظار انعقاد لجنة المتابعة العربية العليا لعرب الخارج (وهي ليست لجنة المتابعة لعرب الداخل)، التي ستنعقد بعد أسبوع ويكون بيدها القرار. أنعم وأكرم! وما هي إلا ساعات وإذا الضربة الجديدة من ليبرمان والتي قذفت بالفلسطينيين المفاوضين الى القرنة، فاغري الأفواه، حائرين، تائهين.

المال يسد الأفواه ويصم الآذان ويغمض العيون
وليبرمان هذا رئيس حزب شرعي في اسرائيل وله وزراء في الحكومة ونواب في الكنيست. وتحت هذا الغطاء يبرر رؤساء مجالس عربية وبعض الكتاب استقبال أولئك الوزراء واحتضانهم في مجالسنا، بحجة أنهم يحملون المال لقرانا ومدننا؟ ولهذا علينا استقبالهم وافساح المجال لهم ليبسطوا أمامنا أفكارهم وسياساتهم العنصرية، ونحن نبتسم كالبلهاء ونصمت في أحسن الأحوال. فالمال يسد الأفواه ويصم الآذان ويغمض العيون. ولا أظن أن أحدا من رؤساء مجالسنا سيقترح على لجنته بمقاطعة وزراء ليبرمان وعدم استقبالهم في بلداتنا ولو لشهر على الأقل، فهذه ستكون خطوة حمقاء وخرقاء تؤدي الى اغلاق صنابير المال على مجالسنا وما أكثرها!! ومجالسنا لا يمكنها التحرك أو توفير فنجان القهوة لعامليها دون المال، فهل يمكنهم اعلان مقاطعة ليبرمان وأعوانه؟!

النفاق السياسي
وكيف يمكن لوزير الحرب الاسرائيلي (والذي يعتبرونه وزير الخارجية الفعلي، مما أدى لأن يحتل ليبرمان كرسي رئاسة الوزراء)، زعيم حزب العمل ايهود براك، أن يفوت هذه الفرصة دون أن يظهر براعته في النفاق السياسي وتلطيخ التاريخ بأقواله البائسة. وهل يريدنا براك أن ننسى أن حزبه، حزب العمل، الذي يصور على أنه حزب سلام واعتدال، هو.. هو أبو المستوطنات وأول من زرعها وزرع المستوطنين في الأراضي الفلسطينية التي احتلوها عام 1967، وقبل أن ينتهي ذاك العام وبعد أشهر قليلة على الاحتلال قال سلف السلف لبراك وأحد قادة حزب العمل آنذاك وعندما كان الحزب على حيله، موشي ديان بأنه يريد اسرائيل دولة يهودية ويريد حدود آمنة لاسرائيل. وهذه الحدود "الآمنة" لا تكون كذلك دون مستوطنات، ولا ضم للمستوطنات دون استبدال سكاني، فهل أخطأنا عندما تذكرنا أن ديان قال قبل 43 عاما ما يقوله ليبرمان اليوم! فهل يتنصل براك من أقوال ديان حتى يقنعنا أنه يتنصل من أقوال زميله وحليفه في الحكومة ليبرمان؟

اليسار المزعوم
ألا فيتوقف "اليسار" المزعوم في اسرائيل عن المطالبة باقالة رابين من الحكومة، حتى يظهر وكأن ممثله حزب "العمل" حزب يساري وسلامي. وألف تحية وشكر لليبرمان الذي يظهر لنا يوميا حقيقة الحكومة الاسرائيلية، وينزع القناع عن دعاة السلام فيها، ويؤكد لنا يوميا ما لا يحتاج للتأكيد أن غالبية المواطنين اليهود في دولة اسرائيل يفكرون مثله. 

مقالات متعلقة