الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 17:02

بورين في مواجهة المستوطنين - بقلم: خالد منصور

كل العرب
نُشر: 01/10/10 14:57,  حُتلن: 08:55

خالد منصور:

بورين واحدة من مئات القرى الفلسطينية التي تخوض منذ زمن معركة البقاء.. مسلحة بإيمان سكانها الذي لا يتزعزع بحقهم

بورين بلدة فلسطينية سكانها طيبون يحبون أرضهم الغنية بالخيرات ويجتهدون لتوفير سبل العيش المستدام لأسرهم من خلال العناية بكروم زيتونهم

تخيلوا إلى أي حد وصلت وقاحة المستوطنين.. سرقوا أرضنا ومياهنا وقتلوا نساءنا وأطفالنا.. مئات حوادث الاعتداء التي سجلها المراقبون في بلدة بورين الواقعة جنوبي مدينة نابلس نفذها مستوطنون يهود تحت سمع وبصر جيش الاحتلال وبدعم مباشر منه في معظم الأحيان.. حرقوا مئات الدونمات من كروم الزيتون وحقول القمح، هاجموا منازل واتلفوا الممتلكان وقاموا بترويع السكان، قطعوا الطرق وقلعوا اشتال الأشجار، وها هم اليوم يطالبون بهدم مسجد القرية بحجة انه أقيم على ارض في المنطقة المصنفة ب C .. ومع كل ذلك يرفعون 32 قضية أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية ضد سكان بلدة بورين الفلسطينية.. يتهمون فيها أهالي بورين بالاعتداء على أراضي المستوطنين وزيتون المستوطنين.. وهي الأراضي المصادرة أصلا من أهل بورين وهي الكروم التي أغلقها الجيش ومنع أصحابها الفلسطينيون من الوصول إليها بحجج أمنية واهية..( ضربني وبكى.. وسبقني واشتكى ).


بورين كان يمكن أن تكون جنة ! 
وبورين بلدة فلسطينية سكانها طيبون يحبون أرضهم الغنية بالخيرات ويجتهدون لتوفير سبل العيش المستدام لأسرهم من خلال العناية بكروم زيتونهم-- التي تشكل المصدر الأساسي لرزقهم.. بورين كان يمكن لها أن تكون جنة لولا وجود الاحتلال ومستوطنيه، أولئك الأشرار الذين حولوا حياتها إلى جحيم لا يطاق، باعتداءاتهم اليومية وجرائمهم التي طالت كل شيء من البشر إلى الشجر إلى الحجر.. بلدة منكوبة باثنتين من أشرس المستوطنات الإسرائيلية-- تغتصبان أرضها وتتربعان على قمتي الجبلين المحاذيين للبلدة من الشمال ومن الجنوب.. الأولى مستوطنة بركة ( براخا ) والتي تمتد شمالا لتحاصر قرية كفر قليل ومدينة نابلس وغربا لتلتهم إلى جانب أراضي بورين أراضي قرية عراق بورين.. أما الثانية والمقامة جنوبي البلدة فاسمها يتسهار والتي تعتبر اخطر المستوطنات، ويسكنها أكثر المستوطنين تطرفا وعدوانية، ويعمل بها تنظيم يهودي غاية بالتعصب والعنصرية بقيادة رجل دين يهودي ( حاخام ) مغرق بالدموية ويتلو على أتباعه يوميا مقاطع من توراة ابتدعها هو وأمثاله من الحاخامات التي ابسط ما يمكن وصفها به أنها دعوة سافرة لقتل الآخرين لان أرواحهم ( أي نحن الفلسطينيون ) كما يقول هؤلاء المجانين ليست عند الله بشيء.

تفاقم الإعتداءات

ومع تفاقم اعتداءات المستوطنين على ممتلكات سكان بورين أصبحت هذه البلدة قبلة لوسائل الإعلام وللمسئولين الحكوميين وللمؤسسات الأهلية التنموية والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان وقد انعكس هذا الاهتمام إيجابا على البلدة-- ولو أن الأمر مازال في بدايته-- فعلى سبيل المثال لا الحصر قامت الإغاثة الزراعية بتقديم مشروع لزراعة الأشجار كتعويض للمزارعين الذين احرق المستوطنون كرومهم، وكذلك قدمت الحكومة ومؤسسات أخرى مشاريع لتحسين البنية التحتية والخدمات، وأقيمت في البلدة محطة للدفاع المدني لتسهيل عملية إطفاء الحرائق في البلدة والبلدات المجاورة بعد أن أصبح إشعال الحرائق في كروم وحقول المزارعين عادة عند المستوطنين.. كما وبدا السكان في تنظيم أنفسهم من خلال لجنة شعبية ليدافعوا عن أنفسهم وأملاكهم وليقوموا بمهام الحراسة وينظموا عمليات التصدي لاعتداءات المستوطنين، وقد ساعدتهم في ذلك الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان.
بورين واحدة من مئات القرى الفلسطينية التي تخوض منذ زمن معركة البقاء.. مسلحة بإيمان سكانها الذي لا يتزعزع بحقهم وبإدراكهم أن معركتهم مع المستوطنين هي معركة وجود لا تهاون فيها ولا تراجع.. وما تحتاجه بورين هو تكاتف جهود الكل الوطني وحشد كل الطاقات الرسمية والشعبية بما يخدم تعزيز الصمود.. وتتطلع بورين كذلك لتبادل الخبرات مع غيرها من البلدات الفلسطينية التي قطعت شوطا في المقاومة الشعبية.

مقالات متعلقة