الشيخ صالح لطفي: فتيل الانتفاضة المذكورة أطلقت شرارتها استشهاد محمد الدرة في حضن أبيه في بث حيّ ومباشر

أقامت الحركة الإسلامية في بلدة عرابة مساء الخميس ندوة سياسية تمحورت في خضم الذكرى العاشرة لهبة القدس والأقصى، حيث استضافت عددا من الباحثين والسياسيين والذين تحدثوا عن أسباب تسمية هبة القدس والأقصى بهذا الاسم ورسائل الداخل الفلسطيني والمؤسسة الإسرائيلية من خلالها في إشعال فتيل الانتفاضة المذكورة سنة 2000 التي راح ضحيتها 13 شهيدا من الداخل الفلسطيني.

وحضر جمهور من اهالي بلدة عرابة ووفد من الحركة الاسلمية من ديرحنا وشخصيات سياسية واجتماعية. وقد ألقيت المحاضرات في ساحة مسجد عثمان بن عفان أمام حشد كبير، وتولى عرافة الندوة د. حسن صنع الله، الباحث في مركز الدراسات المعاصرة – أم الفحم، فيما افتتحت بتلاوة من القرآن الكريم من الشيخ أسامة خطيب، وتحدث في الندوة الشيخ صالح لطفي، الباحث في مركز الدراسات المعاصرة – أم الفحم، وأمين عام حركة أبناء البلد محمد كناعنة (أبو أسعد)، والسكرتير في التجمع الوطني عوض عبد الفتاح، والأستاذ عمر واكد نصار رئيس مجلس عرابة المحلي، واختتمت الندوة بتلقي الأسئلة من الجمهور والإجابة عليها من قبل المحاضرين.

لماذا هبة القدس والأقصى؟
وفي المحاضرة التي ألقاها الشيخ صالح لطفي، التي تمحورت حول التساؤل الذي طرحه العريف د. صنع الله، لماذا أطلق على أحداث الأول من أكتوبر بهبة القدس والأقصى؟ حيث أشار لطفي في مطلع محاضرته إلى أنّ هذه التسمية أتفق عليها في الداخل الفلسطيني وفي مناطق السلطة الفلسطينية وفي القطاع وكافة تواجد الشعب الفلسطيني في الشتات، ملفتا إلى أنّ فتيل الانتفاضة المذكورة أطلقت شرارتها استشهاد محمد الدرة في حضن أبيه في بث حيّ ومباشر، وأخذ الشيخ لطفي يتسلسل حول الأحداث التي جرت خلال انتفاضة هبة القدس والأقصى منذ أن دنّس شارون ساحات المسجد الأقصى المبارك. وتطرق لطفي في الحديث عن شهداء هبة الأقصى.

كرامة الإنسان فوق كلّ شيء
ومضى في الحديث قائلا أنّ الإنسان الفلسطيني كإنسان هو أهم من المسجد الأقصى المبارك، وكرامة الإنسان فوق كلّ شيء واستشهد بقول الله تبارك وتعالى قال (ولقد كرّمنا بني آدم..)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لحرمة دم المؤمن أعظم عند الله من الكعبة) مستدركا "إنّ هذه ثوابت في حياتنا لذلك في بناء هويتنا المتجددة دائما من خلال ثوابتها يوجد عندنا ثلاث ثواب لا نتنازل عنها أبدا، وهي كراكة الإنسان الفلسطيني والأرض التي نعيش عليها ومقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، مشيرا إلى أنّ هذه الثوابت الثلاثية هي التي تبني هويتنا يوما بعد يوم"، واختتم حديثه بالقول "شعارنا هو إما أن نعيش عليها كرماء وإما أن ندفن تحتها شهداء".

رسائل المؤسسة الإسرائيلية.. الداخل الفلسطيني.. خلفية هبة الأقصى
من جانبه ألقى المحاضرة الثانية في الندوة لأمين عام حركة أبناء البلد محمد كناعنة، تحدث حول رسائل المؤسسة الإسرائيلية من خلال هبة القدس والأقصى، مشيرا إلى أنّ الرسالة الأساس هي "إنّكم لستم مواطنون في هذه الدولة!"، ودعا كناعنة في معرض حديثه إلى الوحدة تحت شعار البقاء والصمود وتقوية دعائم لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية مؤكدا أنّها ستكون ردنا على رسائل المؤسسة الإسرائيلية.
كما وتحدث عوض عبد الفتاح حول رسائل الداخل الفلسطيني من خلال هبة القدس والأقصى والتي جاءت وأحيت دور الداخل الفلسطيني على الساحة العالمية وذكرتهم أنّه يوجد هناك في الداخل جزء حي لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني. واختتمت الندوة بمحاضرة ألقاها عمر واكد نصار تحدث من خلالها حول خلفية هبة القدس والأقصى.