تجمع كابول في ندوة احياء لذكرى هبة القدس والاقصى:

مصطفى طه: الهبة كانت مفصلا بتاريخ شعبنا، ولا خيار امامنا إلا تقوية الحركة الوطنية

عقد فرع التجمع الوطني الديمقراطي في كابول ندوة سياسية في مقر الحزب إحياء للذكرى العاشرة لهبّة القدس والأقصى، وتمهيدًا للمسيرة المركزيّة الّتي ستجرى في كفر كنا يوم 1/10/2010، وعقدت الندوة بمشاركة السّيّد حسن عاصلة والد الشّهيد أسيل عاصلة والنائبة حنين زعبي عضو الكنيست والسيد مصطفى طه نائب الأمين العام للتّجمّع الوطني الدّيموقراطي وسكرتير فرع كابول غسّان عيد وبحضور جمهور غفير من كابول والقرى.

إستحقاق وطني
وبعد أن رحّب سكرتير الفرع بالحضور ودعا الجميع للوقوف دقيقة حداد على روح الشّهداء الأبرار قدّم السّيّد حسن عاصلة والد شهيد هبّة القدس والأقصى ليلقي بكلمة إحياءً لهذه الذكرى.
وقد عرض عاصلة مسيرة ألم وأمل إمتدّت على مدار 10 أعوام وأكّد أنّنا جميعًا نعيش في حضرة الشّهداء فهم ليسوا موتى عاديّين لأنّ الشّهادة إستحقاق وطني وتاريخي ونوّه إلى أنّ جزء كبير من جرحى أوكتوبر 2000 ما زالوا يعانون حتّى اليوم لأنّ المؤسّسة الإسرائيليّة تنكّرت لهم.
ووجّه عاصلة في سياق حديثه إصبع الإتّهام إلى أور بالتّستّر على المجرمين بإعادة الملفّات إلى وحدة التّحقيق بالشّرطة (מח"ש) وهذا يعني إغلاقها وهذا ما كان !
صبرا وشاتيلا
وتابع عاصلة : " مؤسف ومحزن أن لا ترى أي مواطن يزور قبور الشّهداء في أي يوم من أيّام السّنة، مدارسنا أين هي من الذّكرى، لم يوزّع أي كرّاس عن الموضوع، 5000 شخص ضحايا صبرا وشاتيلا من يذكرهم أو يذكّر بهم ! أنستحق أن نقتل ! ولا نستحق أن نخلّد ؟!
وأنهى عاصلة مشيرًا بالبنان إلى قيادة التّجمّع الوطني وموجّهًا حديثه للشّباب محمّلًا إيّاهم الأمانة: " أنتم الوحيدون في التّجمّع والحركة الوطنيّة من يستطيع حمل لواء الشّهداء...
وفي مداخلته أكد نائب الأمين العام للتّجمّع الوطني الدّيموقراطي مصطفى طه على: " ضرورة بناء مؤسّسات قوميّة ومدنيّة ذاتيّة مستقلّة لنا كأقليّة وبعد أن أصبحت العنصريّة شرعيّة في الدّولة فالحل الوحيد هو تقوية الحركة الوطنيّة."

خطر استراتيجي
وأضاف طه: "لجنة أور" أرادت تحميل المسؤوليّة لشقّين أساسيّين:التّجمّع الدّيمقراطي والحركة الإسلاميّة الجناح الشّمالي ونحن نعتبر هذا فخر لنا بأن نتحمّل مسؤوليّة الدّفاع عن الأراضي والمقدّسات".
وقال مصطفى طه أن: "هبة القدس والأقصى كانت مفصلا جديا في تاريخ فلسطينيي الداخل عندما حسم ولاءهم لشعبهم الفلسطيني بما لا يدع مجالا للشك، وهي مفصل هام أيضا لأنها كسرت حاجز الخوف والصمت إلى غير رجعة، ولا خيار أمامنا إلا تقوية عود الحركة الوطنية، والعمل على المزيد نحو الوحدة الوطنية لمواجهة هذا الوحش الصهيوني".
وتابع طه: " تأتي الذكرى العاشرة ودالة العنصرية في تصاعد مستمر وتحول المواطنين من معاديين في نظر المؤسسة إلى خطر استراتيجي، وأصبحت العنصرية مشرعنة وممثلة في أعلى مستوى هرم اتخاذ القرار الوزاري في الدولة" وأضاف "أن سياسة الحكومة الإجرامية تجاه العرب في الداخل من هدم البيوت اليومي والمكثف، في النقب خصوصا، والملاحقة السياسية للعناصر الوطنية، ومحاولة فرض رموز يهودية الدولة عليهم، وغيرها من الممارسات الوحشية هي نتيجة حتمية لهذا الواقع العنصري الذي ترعاه المؤسسة الرسمية."
كذبة الديمقراطية
أما النائبة حنين زعبي فقد قالت" نحن نتحدث عن هبة مهيبة خرجنا فيها كجزء من شعبنا الفلسطيني، ولم تكن الهبة مقابل عدم مساواة في الخدمات أو الميزانيات.. هبة القدس والاقصى تشكل مفترق طرق بيننا وبين الدولة العبرية التي بدأت تزيل تماما القناع عن سياساتها، ولم تعد تعبأ حتى بكذبة الديمقراطية".
وأضافت زعبي "نحن نرى خلال السنوات العشر الأخيرة، منذ هبة القدس والأقصى أن الدولة عندما أدركت أن منهج تدجين العربي في الداخل قد فشل وسقط بدأت في انتهاج سياسة ملاحقة القيادات الوطنية الفعلية، والقيادات المستقبلية من خلال مشروع الخدمة المدنية، وذلك بسبب هيمنة الخطاب القومي الذي يصالح ما بين المواطنة والقومية على أساس رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والمطالبة بدولة كل المواطنين. "
كما أكدت النائبة زعبي على أن "تعزيز النضال من أجل حقوقنا في الداخل من جهة، ومن جهة أخرى تعزيز النضال ضد الاحتلال هو الوفاء السياسي للأهداف التي سقط الشهداء من أجلها، وهو الوفاء السياسي لشهداء لم يسقطوا فرادى، ولم يسقطوا ضمن ملاحقات فردية بل سقطوا ضمن هبة وطنية جماعية".