- المربية جوهرة زبيدات :

أن التقاعد يعتبر مرحلة من المراحل التي يعيشها الإنسان إذا أمد الله في عمره

تحمد الله جاء أن منحها القوة على تربية الأبناء السبعة وقد أكملت مسيرتها في التربية بعد وفاة زوجها

تكريما لدور البناء تجاه المسنين والمساهمة الفعالة التي منحتها لهم فقد قامت وزارة الرفاه الاجتماعي والعديد من المؤسسات الاجتماعية مثل ايشل والتأمين الوطني ونقابة المتقاعدين وجمعية "عمال" لدعم المسنين بمنح وسام المتطوع المخلص لعشرين شخصية في البلاد واحدة منها عربية حيث منحت المربية المتقاعدة الحاجة جوهرة زبيدات ابنة مدينة سخنين حيث شهد لها الجميع بمساهمتها وخدمتها لمجتمعها ولما تركته من بصمات مضيئة في تعاملها الانساني مع جمهور المسنين في المركز الاقليمي للمسن في مدينة سخنين والذي يضم تحت جناحيه المئات من المسنين والحي الداعم والشرائح الاجتماعية الضعيفة.

السيدة المربية المتقاعدة جوهرة زبيدات "أم إبراهيم" هي إحدى السيدات الفاضلات اللواتي خدمن في سلك التربية والتعليم مدة 23 عاماً ومنحت التقاعد الا انها فضلت أن لا تتقاعد عن خدمة أهلها وأبناء مجتمعها فبحثت بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المدينة ووقع اختيارها على المركز الأقليمي اليومي للمسنين في المدينة لتكون أحد روافده العلمية وتقديم مساهماتها حتى تستشعر بكل ما تحمله الكلمة من معنى بأن ينابيعها لم تنضب وأن عطائها لبلدها حيث ربت ابنائها وكبرتهم وعلمتهم وشاهدت بأم عينيها تلك الثمرة اليانعة تنمو رويداً رويداً فمن اجلهم وأجل الاجيال القادمة هي تقدم.
 

التقاعد مرحلة من المراحل التي يعيشها الإنسان
فتقول المربية جوهرة زبيدات أن التقاعد يعتبر مرحلة من المراحل التي يعيشها الإنسان إذا أمد الله في عمره ومع أن التقاعد مرحلة من المراحل التي يعيشها ويعايشها الأفراد إلا أن الاستجابة لها تختلف من فرد إلى فرد, فبينما يستقبلها بعض الأفراد في مسرة ورضى تقع على البعض الآخر وقوع الكارثة وتؤدي إلى أن يدخل الفرد في دوامة مشكلات اجتماعية ونفسية وصحية لم تكن موجودة من قبل ولدى الكثيرين ممن المتقاعدين معاناة من مشكلات مرتبطة بالتقاعد ومنها مشكلات صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية.

مستمرة بعطائها لمجتمعها
وعن تطوعها في المركز اليومي للمسنين تقول المربية زبيدات ،إنها وبعد خدمة مجتمعها خلال عشرات السنوات الماضية فهي تنظر لذلك بانها مهنة وعلم وفن واليوم هي مستمرة بعطائها لمجتمعها فإرتأت أن تخدم في المركز كون أنها من هذه الشريحة من حيث السن فهي تبلغ من العمر اليوم 76 عاماً لكنها تجد لديها قوة وعنفوان يمكنها أن تستمر بالعطاء الذي بدأت به في شبابها فهي تزور المركز يومين في الاسبوع وتكون على قدر كبير من الجهورية لتقديم دروسها ومداخلاتها للمسنين والمسنات فهي تقرأ لهم القصص والروايات وتقرأ لهم قصاصات من الصحف فيها الفائدة ولكل مناسبة هناك القطعة الأدبية او التراثية الخاصة بها وففي الأعياد والمناسبات الوطنية لها خصوصياتها ودروسها باسلوب مشوق ومبسط مراعاة للجيل والقدرة على التحمل، وفي رمضان قراءة القرآن وتفسير آياته الكريمة واجراء الحوار مع المسنين والمسنات وهو أمر يدمجهم في النقاش وهذا يزيدهم اصرار ويمنحهم القوة.

عمل تطوعي متواصل
وقد عبر جميع القائمين على المركز الاقليمي للمسن عن شكرهم وامتنانهم للمربية الحاجة ام ابراهيم لاحتفاظها بكل ما يدعو للخير والتواصل وهذا يتجلى واضحاً في العمل التطوعي المتواصل والتفاني في ذلك خدمة للجمهور الواسع من المسنين وأن الخدمة التي بادرت اليها المربية الفاضلة هي خدمة جليلة للوطن الغالي في المجال التربوي وقد أفنت زهرة شبابها لخدمة الأبناء من هذه المدينة ومن الوسط العربي مما جعلها محط التقدير فاستحقت الوفاء والتكريم والمؤسسات والجمعيات الاهلية حريصه كل الحرص على مؤازرة هذه الشريحة من المتطوعين الذين يعتبرون قدوة للمتقاعدين الآخرين ويمكن الإستفاده من خبراتهم الطويلة.

الله منحها القوة
المربية جوهرة زبيدات تحمد الله جاء أن منحها القوة على تربية الأبناء السبعة وقد أكملت مسيرتها في التربية بعد وفاة زوجها طيب الذكر الأستاذ مصطفى زبيدات مدير المدرسة الأم في سخنين والذي بعد تقاعده بسنوات تمت دعوته للمشاركة في احتفال بالمدرسة وقد أصيب بنوبة قلبية بينما كان على منصة الخطابات في ساحة المدرسة التي أفنى فيها عشرات السنوات من شبابه وكان يحن اليها، فقد تخرج ابنائها طيبو السيرة والسمعة فهناك الطبيب والمحامي والصيدلانية والعاملة الاجتماعية والمهندسة. وتتمنى المربية "أم ابراهيم" وتقول"أتمنى أن كون بأذن الله أهلا لهذا الوفاء لمجتمعي الغالي , ولكل من حولي من اهل واخوان وابناء بلد ومن وفائي وحبي لبلدي ووطني الحبيب رغبت في خدمته إلى الأبد تعليمياً واجتماعياً بالأعمال التطوعية في مدينتي بان امثل ولو بشئ يسير من الخير الوفير في هذا الوطن الكبير فاني اعتز بهذا التكريم والدعم المعنوي والآن بدأت بالعطاء الأكبر.

مساعدة المتقاعدين والمتقاعدات على التخطيط السليم
وتؤكد المربية جوهرة زبيدات أن المجتمع بكل مؤسساته يعجز اليوم عن ايجاد الأطر الكفيلة بملئ الفراغ لدى المتقاعدين وانعدام الوسائل والأساليب لتنظيم القدرات الكامنة لديهم ، كون أن العطاء بدمهم والأصل أن يبحثوا عن السبل التي يمكنها أن تستثمر تلك الطاقات ومساعدة المتقاعدين والمتقاعدات على التخطيط السليم والمبكر لمواجهة مرحلة التقاعد, وحتى ما بعد التقاعد.

الشعور بالإحباط
وتستهجن زبيدات من أن عدد المتطوعين في المجتمع السخنيني خاصة والوسط العربي عامة هو ضئيل للغاية وتشعر أن لدى المتقاعدين إحباط ناهيك عن أن أغلبية المتقاعدين لا يخططون لحياتهم بعد التقاعد ويتركون الأمر للأيام ففي الوقت الذي يستشعر المتقاعدون بالفخر بما قدموا من خدمات جليلة للوطن, يتناسى الكثيرون من المجتمع أن لهم فضل للمجهود الكبير الذي قدموه وبالمقابل قد يشعر المتقاعدون بحالة من الاحباط، وهو الذي يجعلهم يفضلون الخمول والبقاء في البيت كون أن مجتمعهم قد اعطاهم احساس بأن دورهم في الحياة والعطاء قد انتهى، فأردت أن اعطي الصورة المشرقة والطيبة للمتقاعدين عامة ومنهم المتقاعدات بتجولت بين المكتبات الشهيرة في الوسط العربي واقنيت الكثير الكثير من الكتب وبدأت اطالع بشغف وحب وبعدها انطلقت نحو اعادة بناء قواعد العطاء لجيل يختلف عن الجيل الذي عايشته من قبل الا وهو جيل الطفولة وهذه المرة سأتعامل مع الجيل الذهبي ،ووجدت بمجموعة المسنين في هذا الجيل أشخاص لهم مركزهم الاجتماعي والعلمي ووجدت أناس يستمعون لما أقول وما أطرحه من أفكار وكان تبادل رائع.

ملأ أوقات الفراغ
وتتوجه الحاجة "أم إبراهيم" لجمهور المتقاعدين بملئ فراغهم بكل ما يمكنه أن يعود عليهم أولاً بالمنفعة اما المطالعة أو زيارة الأصدقاء والاخلاء والعمل على انشاء ملتقى فيما بينهم لملأ أوقات الفراغ ولمشاركة المتقاعدين في تنمية المجتمع المحلي عن طريق العمل التطوعي, للاستفادة من خبراتهم ويشغل وقت فراغهم بما يعود بالنفع على المجتمع, حتى لا يشعر البعض المتقاعدات بالفراغ والملل والعزلة بالمنزل لانشغال الزوج او الزوجة بالعمل والأبناء بالدراسة.