تحيي الجبهة الطلابية في الجامعة العبرية في القدس، وأسوة ببقية الجبهات في جامعات البلاد، هذه الأيام، أسبوع التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وكان ذروة هذه النشاطات بتنظيم زيارة إلى مدينة الخليل للإطلاع على ما تسبب به الإحتلال والإستيطان بتحويل هذه المدينة إلى "مدينة أشباح".
وقد رافق الحضور عدد من رافضي الخدمة العسكرية، مقيمي حركة "كسر الصمت" لفضح جرائم الإحتلال، وكانت المحطة الأولى بالزيارة عند ضريحيّ الفاشيين، باروخ جولدشتاين ومئير كهانا، ومن ثم انتقل الحضور للاطلاع على المستوطنات الخمس المقامة في مركز الخليل، ومن ثم وصل الحضور إلى السوق القديمة التي هجرت وأغلقت فيها المحال التجارية بسبب التضييقات العنصرية، كما شاهد الحضور بأم أعينهم بعضا من تصرفات أوباش المستوطنين، حيث شوهدت على بوابات أغلب المحالّ التجارية، الشعارات العنصرية ضد العرب وبقائهم، كما أن الطرق الرئيسية بما فيها شارع الشهداء قد أغلقت كلها أمام الفلسطينيين لتكون بمتناول المستوطنين وحدهم.

وزار الحضور أيضا منزل عائلة الجعبري، الذي استولى عليه المستوطنون قبل عدة أشهر، وفي ضيافة العائلة شاهد الحضور أشرطة فيديو توثق تصرفات المستوطنين في المنزل واعتدائهم على أهله، واستمعوا إلى شهادة حية حول مأساوية الظروف من المواطن هشام الجعبري.
وفي المحطة الأخيرة انتقل المشاركون للمشاركة إلى جانب المزارعين الفلسطينيين بأعمال قطف الزيتون.
هذا وكانت الجبهة الطلابية قد افتتحت فعاليات أسبوع التضامن، منتصف الأسبوع المنصرم، بندوة سياسية تحت عنوان "الخدمة المدنية وإسقاطاتها كمقدمة للخدمة العسكرية" وشارك فيها العشرات من الطلاب.
افتتحت الندوة عضوة قيادة الكادر الجبهوي في الجامعة، دانيا فاكنين، إذ رحبت بالحضور مؤكدة على ضرورة تكثيف النشاطات السياسية والإجتماعية في الجامعة، ثم تولى إدارة الأمسية الطالب أمجد شبيطة، والذي بدأ مداخلته بطرح مجموعة من الأسئلة حول كنه ما يسمى بالخدمة المدنية أو الوطنية، ودعا المحاضرين إلى تقديم الإجابات، ضمن مداخلاتهم.
المداخلة الأولى كانت لسامر سويد، رافض الخدمة العسكرية وعضو سكرتارية لجنة المبادرة الدرزية والذي دحض في مداخلته أكذوبة ربط الحقوق بالواجبات مشيرا إلى ما تعانيه البلدات العربية الدرزية رغم ما فرض على أبنائها من خدمة عسكرية مجحفة، كما تطرق سويد إلى تجربته الشخصية وتعرضه للسجن بسبب رفضه المبدئي للخدمة العسكرية، وقال "إن لم تشفع الخدمة العسكرية وما يسمى بحلف الدم المزعوم الكاذب للبلدات العربية الدرزية فهل من المنطق أن تشفع الخدمة المدنية وحدها لسائر البلدات العربية ؟!"

وكانت المداخلة الثانية للبروفيسور جادي الغازي، المحاضر في جامعة تل أبيب، وأحد أبرز رافضي الخدمة العسكرية عشية حرب لبنان الأولى، وناقش الغازي من منطلقات فلسفية فكرة ربط الحقوق بالواجبات وأكد على أن حق المواطنين العرب بالمساواة التامة يشتق من بقائها في وطنها. ودعا الغازي إلى تطوير برامج خدمة مدنية بديلة للمواطنين العرب والتقدميين اليهود، إذ تساءل "هل ستعترف الدولة بمشروع مرافقة العائلات الفلسطينية في المستشفيات الإسرائيلية كمشروع خدمة مدنية، مثلا ؟" وأشار هنا إلى خطورة ألا يدار مشروع الخدمة المدنية بشكل ذاتي على أيدي المواطنين العرب ومؤسساتهم، ومن هنا انتقل الغازي للتأكيد- وفق وجهة نظره- على أهمية "الدمقراطية التوافقية" مثلما صدرت في "التصور المستقبلي للجماهيلا العربية".
المداخلة الأخيرة، كانت للمحامي أيمن عودة، مركز عمل الجبهة القطرية ورئيس لجنة مناهضة الخدمة المدنية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا.
وتناول عودة في مداخلته الواسعة موضوع الخدمة الوطنية من كافة جوانبه، مؤكدا بأن هذا المشروع جاء كردة فعل من قبل السلطة بعيد جرائم أكتوبر 2000 بهدف تدجين الشباب العرب وسلخهم عن هويتهم، ثم أشار إلى التقارير الرسمية المختلفة التي تؤكد بصريح العبارة بأن الخدمة المدنية ليست إلا مقدمة للخدمة العسكرية البغيضة.
بل وأشار عودة إلى أن الخدمة المدنية وإلى جانب كل عوامل رفضها من منطلقات وطنية ومبدئية غير مجدية حتى على مستوى الحسابات الانتهازية الضيقة.
ثم فتح باب الأسئلة النقاش مع الجمهور.
هذا وأفادنا نضال حايك، سكرتير الجبهة الطلابية في الجامعة العبرية في القدس بأن الفعاليات التضامنية مع شعبنا مستمرة بالعمل، وبأن الجبهة الطلابية ستقوم هذا الإسبوع بتنظيم معرض لرسومات الفنان ناجي العلي في قاعة "الفوروم" في حرم "جبل المشارف" في الجامعة كما ستنظم أمسية سياسية بمشاركة النائب محمد بركة، رئيس مجلس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، حيث سيعرض فيلم "أولاد آرنا".
كما قال حايك بأن تفاصيل أوفى حول هذه النشاطات وغيرها سينشر عنها لاحقا.
من الجدير ذكره بأن الدائرة الطلابية في الحزب الشيوعي والجبهة الطلابية كانت قد أصدرت مؤخرا ملصقات ومنشورات على شرف أسبوع التضامن مع الشعب الفلسطيني والذي تزامن مع انعقاد لقاء أنابوليس وتكالب المشاريع المتآمرة على حقوق شعبنا المشروعة.