مروحية حامت في سماء البلدة القديمة والمسجد الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى

خرج العشرات من الشبان الملثمين في سلوان وراس العامود والطور ووادي الجوز ورشقوا جنود الاحتلال المتواجدين بكثافة على مداخل القدس بالحجارة

شهد اليوم الجمعة منعاً للمصلين من دخول المسجد الأقصى المبارك وذلك حسب ما تدعيه إسرائيل برفع حالة التأهب في القدس تحسبا من اندلاع مواجهات، واضطر الآلاف من المصلين لأداء صلاة الجمعة على مداخل البلدة القديمة والتي فرض عليها الاحتلال طوقاً أمنياً محكماً. وتشمل إجراءات الاحتلال نشر المزيد من عناصره وجنوده وشرطته في كافة أنحاء المدينة وخاصة على مداخلها الرئيسية وعلى بوابات البلدة القديمة وبوابات المسجد الأقصى وتسيير الدوريات الراجلة والمحمولة والخيالة وسط مدينة القدس المحتلة وداخل أسوار المدينة وخارجها ونصب المتاريس والحواجز العسكرية والشرطية في كل مكان للتدقيق ببطاقات المواطنين وعرقلة وصولهم إلى الأقصى المبارك، كما أن طائرة مروحية حامت في سماء البلدة القديمة والمسجد الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى، بالإضافة إلى إطلاق سلطات الاحتلال منطاد استخباري في سماء المنطقة لمراقبة تحركات المواطنين.
 

ترهيب سكان حي البستان
وبعد انتهاء الصلاة خرج العشرات من الشبان الملثمين في سلوان وراس العامود والطور ووادي الجوز ورشقوا جنود الاحتلال المتواجدين بكثافة على مداخل القدس بالحجارة، ورد الجنود بإطلاق قنابل الغاز وقنابل الصوت عليهم.
من جهة اخرى ادى العشرات من سكان سلوان اليوم صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام في حي البستان، حيث كان اليومان الماضيان قد شهدا تصعيدا غير مسبوق اتجاه حي البستان بقتل الشهيد سامر سرحان احد سكان الحي والمدافعين عنه من قبل احد افراد امن المستوطنين في حي وادي حلوة.
وقد حاصرت قوات كبيره من اجهزة الامن الاسرائيلي حي البستان والمصلين اثناء الصلاة، وشارك المصلون المحامي احمد الرويضي رئيس وحدة القدس في الرئاسة الذي اكد ان قتل الشهيد سرحان جاء في محاولة لترهيب سكان حي البستان وسلوان لترك منازلهم وهجرتها لتنفِيذ مخططات الاستيطان وفي مقدمتها الحدائق التوراتيه التي اعلنت اسرائيل عن نيتها اقاِمتها جنوب المسجد الاقصى المبارك على اراضي احياء وادي حلوه والبستان في سلوان.

قتل الشيهد سامر سرحان
وانتقد الرويضي حملة الاعتقالات والمداهمات الليلة التي تقوم بها القوات الخاصة الاسرائيلية والمستعربين في سلوان.وعقب إنتهاء صلاة الجمعة في حي البستان ردد المصلون هتافات مندده بجريمة قتل الشيهد سامر سرحان وداعية الى الوحدة والصمود في القدس. وشرعت قوات الاحتلال باعتقال عدد كبير من قيادات و كوادر حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح في مدينة القدس على خلفية المواجهات التي تشهدها المدينة خاصة في مناطق سلوان و راس العمود و العيساوية. و قد اندلعت هذه المواجهات المستمرة منذ فجر أمس الأول إثر قيام أحد المستوطنين باغتيال الشهيد سامر سرحان في بلدة سلوان المتاخمة للمسجد الاقصى المبارك.و من ابرز المعتقلين عضو لجنة قيادة اقليم القدس في حركة فتح مأمون العباسي و أمين سر منطقة سلوان التنظيمية عدنان غيث اللذان جرى اعتقالهما من منزليهما فجر اليوم حيث قامت قوات كبيرة من عناصر أمن الاحتلال بمحاصرت منزلي القياديين في حي الشياح و في بلدة سلوان بقوات مدججة بالسلاح رافقتها مروحيات عسكرية.

حكومة اليمين الاسرائيلية
وأكد ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح بأن الاعتقالات التي تستهدف المقدسيين بشكل عام و القيادات و الكوادر الفتحاوية بشكل خاص في القدس العربية المحتلة ستنتهي مثل سابقاتها بالمزيد من مقاومة اعتداءات الاحتلال و أذرعه المختلفة و خاصة عصابات المستوطنين الذين يتمتعون بغطاء سياسي و حماية أمنية من قبل حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلية.
و شدد دلياني أن الاعتقالات والاغتيالات لم تثن المواطنين المقدسيين عن مواصلة مسيرتها في الدفاع عن حقوق شعبنا الوطنية و مقدساتنا و وجودنا في مدينة القدس المحتلة للوصول الى تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، معتبراً حملة الاعتقالات تخبطاً اسرائيلياً جراء الهبة الجماهيرية التي تشهدا القدس المحتلة و إمعان في سياسة القمع و الظلم التي ينتهجها الاحتلال.
ولفت دلياني الى أن السلام منوط بانسحاب دولة الاحتلال من الاراضي المحتلة عام 67 وعودة اللاجئين وفق اتفاق سياسي مع منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الشرعية الدولية، وأن الاستيطان لن يجلب سوى المزيد من انعدام السلام و التوتر في المنطقة بأسرها.