النائب ابراهيم صرصور

القليل من الوعود قد تم تنفيذها ليبقى جهاز التعليم العربي في تدهور

 طلاب القدس الشرقية يعانون من تمييز بنيوي وممنهج ومؤسساتي في جميع المجالات وخصوصا في مجال البناء

في رسالة مطولة لرئيس بلدية الاحتلال في القدس الشرقية ، طالب الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية / الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، بإنصاف جهاز التعليم العربي في المدينة المقدسة ، وذلك على خلفية التدهور الخطير الذي أصاب هذا الجهاز في جميع مجالاته بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة والعنصرية.


ابراهيم صرصور

وقال : " من خلال متابعتي الدائمة لأوضاع أهلنا في القدس الشريف ، وحرصنا الدائم على رفع معاناتهم وإسماع صوتهم لكل المعنيين ، ومن خلال اتصالاتنا الدائمة مع الفعاليات الرسمية والشعبية وجمعيات المجتمع الأهلي المهتمة بالشأن المقدسي عموما وفي مجال التعليم خصوصا ، فقد وقفنا على حقيقة الأوضاع المتدهورة لهذا الجهاز في القدس الشرقية ، وذلك نتيجة سياسة الإهمال والتجاهل الإسرائيلية بهدف التضييق على سكان المدينة الفلسطينيين وإجبارهم على ترك المدينة وإخلائها لمصلحة المستوطنين اليهود".

طلاب القدس والتمييز ضدهم
وأضاف : " تشير التقارير الصادرة عن عدة جهات حقوقية إسرائيلية إضافة إلى مثيلاتها الفلسطينية ، أن طلاب القدس الشرقية يعانون من تمييز بنيوي وممنهج ومؤسساتي في جميع المجالات وخصوصا في مجال البناء ، الأمر الذي يضطر هؤلاء الطلاب إلى الدراسة في صفوف مكتظة بشكل كبير وفي مباني غير ملائمة بتاتا ، تم تحويلها إلى صفوف تعليمية مع افتقارها لأبسط الاحتياجات والخدمات ، ومن لم يجد له مكانا يضطر إلى البحث عن مكان في جهاز تعليم القطاع الخاص والذي يكلف مبالغ ضخمة . بينما يضطر الآباء الذين لا يملكون ما يغطون به نفقات التعليم في القطاع الخاص إلى إبقاء أبنائهم في البيوت ، مما يشكل خطرا حقيقا على حاضرهم ومستقبلهم وسلوكهم".
وأضاف : " اللافت للنظر أنه ورغم قرارات صدرت عن المحكمة العليا والتي تطالب كلها بلدية الاحتلال في القدس بتصحيح الأوضاع ، وبالرغم من وعود قطعتها البلدية أمام المحكمة بوضع خطط بعيدة المدى وتجنيد الميزانيات المطلوبة لتصحيح هذه الأوضاع ، إلا أن القليل من الوعود قد تم تنفيذها ليبقى جهاز التعليم العربي في تدهور مستمر وهو يواحه تراكما خطيرا من الأزمات التي لا مبرر لبقائها واستمرارها لو كانت هنالك الإرادة الحقيقة لدى البلدية ورئيسها . من هذه الأزمات على سبيل المثال لا الحصر، أولا ، النقص الخطير في غرف التدريس ، فرغم الوعود التي قطعتها البلدية إلا أن 39 صفا جديدا بني فقط خلال العام 2010 . ثانيا ، 40 ألف طالب وأكثر يضطرون للدراسة في المدارس الخاصة الأمر الذي يكلف الأهالي مبالغ لا قدرة على احتمالها . ثالثا ، هنالك 5300 طالب غير مسجلين في إي من الأطر التعليمية المتوفرة العام والخاص . رابعا ، نصف الغرف الدراسية البلدية غير صالحة للتدريس : 647 غرفة من 1398 غرفة . خامسا ، من 751 غرفة تدريس موافقة للمعايير ، هنالك 573 غرفة تدريس موجودة في مباني وبيئة غير ملائمة كمباني مستأجرة أو غرف مؤقتة ( كرافانات ) . سادسا ، أكثر من 25% من الغرف غير الملائمة حسب المعايير الرسمية ( 188 من 647 ) ، غير مناسبة إطلاقا للدراسة فيها".

إنصاف جهاز التعليم العربي في القدس
وأكد على أن : " وضعا فيه يضطر 42727 ( 51.95 % ) طالبا مقدسيا من مجموع 82250 وهو العدد الإجمالي للطلاب في القدس الشرقية المحتلة ، بالتوجه على المدارس الخاصة أو التسرب من جهاز التعليم ، ليعتبر قنبلة موقوتة وكارثة محققة نلمس ثمارها المرة في الوضع الاجتماعي والسلوكي المتردي لأعداد كبيرة من الشباب المقدسي ، الذين تشير دراسات فلسطينية اجتماعية أنهم الأكثر معاناة من انتشار الظواهر المدمرة كالمخدرات والانحراف والإجرام وغيرها من الظواهر السلبية . في المقابل اعتمدت بلدية القدس مع بداية السنة الدراسية الحالية معايير موجهة لتمويل التعليم المعترف به وغير الرسمي ( المدارس الأهلية ) ، بشكل يتم فيه تفضيل المدارس التابعة لشبكات التعليم الديني ( الحاريدي ) ، من 75% تمويل في السنة الماضية إلى 100% تمويل هذا العام وذلك حسب قانون ( نهاري ) المعدل ، بينما هي تتجاهل جهاز التعليم العربي ، من خلال وضع معايير تهدف إلى إخراج المدارس العربية من دائرة الدعم البلدي ، مما يزيد من تفاقم الأوضاع في هذه المدارس العربية ."...
وخلص الشيخ صرصور إلى أنه : " وحتى يزول الاحتلال عن القدس الشرقية ويعلن عنها عاصمة لدولة فلسطين العتيدة ، على بلدية الاحتلال وسلطته أن ينصف جهاز التعليم العربي في المدينة ، وأن يقدم له ما يحتاجه من أجل الاستجابة إلى الاحتياجات الحقيقة للمجتمع المقدسي . "...