الحداد: لا يعتمد اهالي غزة كثيرا من الصبر ازاء المفاوضات التي لم تشرع دون موافقة وطنية مما تعتبر بالحكومة غير الشرعية

كتبت الصحافية الفلسطينية ليلى الحداد التي تقضي وقتها ما بين غزة والولايات المتحدة مقالة نشرت على صفحات زاوية الرأي على موقع صحيفة الجارديان البريطانية صباح اليوم تناولت من خلاله الموضع والعزلة الذي الزمتها الرئاسة الامريكية والطرفين المتفاوضين الاسرائيلي والفلسطيني لقطاع غزة.

تستهل الحداد مقالتها بالقول: اذهب وسأل أيا ما تشاء في قطاع غزة عن موقفه من المفاوضات الاسرائيلية والفلسطينية التي ترعاها الادارة الامريكية وستجاب بثلاث اجابات:
1. حتما انك تمزح.
2. ثمة مؤامرة نتنة في اورقة ودهاليز السلطة الفلسطينية في رام الله.
3. مفاوضات؟!
فلا يعتمد اهالي غزة كثير من الصبر ازاء المفاوضات التي لم تشرع دون موافقة وطنية مما تعتبر بالحكومة غير الشرعية (في اشارة الى رئاسة عباس وحكومة فياض التي انتهت مدتها) وحسب بل تجاوزت الحصار التي عانت من غزة اربعة اعوام ولا تزال. وتركتها في معزل خارج دائرة المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة. ثم تذهب الحداد الى عرض اراء مختلفة لبعض الغزيين ومواقفهم ازاء المفاوضات.

عباس قد انقضت مدة رئاسته
فتقتبس اقوال علا عنان, 25 عاما , مهندسة حواسيب, من مدينة غزة, حين قالت: من اخذ رأينا في الذهاب الى هذه المفاوضات؟ انا اعني ان الرئيس محمود عباس قد انقضت مدة رئاسته فنيابة عن من يذهب الى هذه المفاوضات؟ نيابة عن الفلسطينيين؟! (تساءلت) كلا لا اظن ذلك.
اما ابو العبد من مقاطعة مواسي في القطاع, 30 عاما يعمل صياد على شواطئ غزة, فيقول: نحن نسمع عن هذه المفاوضات عبر شاشات التلفزيون غير اننا لا نرى أي تجسيدا لها على ارض الواقع. فغزة مهمشة تماما ومنبوذة خارج هذه المفاوضات. فلا كهرباء ولا مياه في القطاع. تكاليف المعيشة باهظة جدا والحدود جميعها مغلقة.

المفاوضات لا تعني شيئا
بالتأكيد فان اهالي غزة لا يلقون بالا ولا يكترثون بما يجري في واشنطن (او شرم الشيخ) من لقاءات ومفاوضات, فهي لا تعنى بهم البتة. هذا ما جاء على لسان نادر نابلسي صاحب حانوت في شارع رمال في غزة. ويتابع: هذه المفاوضات لا تعني لنا شيئا لاننا لا نعني لها شيئا.
فكثير من الغزين كامثال نابلسي ليعتبرون المفاوضات مهزلة كبيرة نظرا لوضع القيادة الفلسطينية وحتما وقد انقضت مدة رئاسة عباس, الامر الذي يجعله وحكومة فياض غير شرعيين ولا يمثلان الشعب الفلسطيني.

حكومة فلسطينية شرعية
عباس يناشد لاقامة حكومة فلسطينية شرعية تمثل وتتشاور مع شعبها في جميع قراراتها. فلا يستطيع عباس التفاوض على اهواءه وبحسب ما يسقط في راسه ورؤوس عصبته وعصابته في رام الله. فيندهش بشير لباد 22 عاما من الفوضى السياسية التي تعتري السلطة الفلسطينية التي تذعن الى مباشرة المفاوضات دون اية ضمانات او شروط مسبقة مع الاسرائيليين في حين ترفض التفاوض في نفس الظروف مع حماس!
ثم توضح حداد عدم الاكتراث الذي يعم غزة ازاء المفاوضات فتقول بحسب ما جاء في وثيقة رسمية اسرائيلية مؤخرا يؤكد ان سياسة اسرائيلي حيال غزة هي عزلها عن الضفة الغربية وتعميق الشقاق الذي تسببته فرقة القيادة الفلسطينية. فهي بحصارها القاهر تلههم عن مثل هذه المفاوضات وغيرها بصعوبات الحياة اليومية التي تصاحبت مع الحصار, كيف يكسبون قوت يومهم, الماء والكهرباء وغيرها. الاسرائيل ترمي الى طرد غزة خارجا تعاني البرد والصقيع.