طالب تقرير لجنة الفحص التركية المؤسسة الإسرائيلية بوقف الحفريات في طريق باب المغاربة، كما وحذّر التقرير التركي من مخاطر مستقبلية قد يتعرّض لها المسجد الأقصى بسبب الحفريات الإسرائيلية، فيما وجه التقرير التركي انتقدادات عديدة للمؤسسة الإسرائيلية بسبب الحفريات المذكورة.
وكانت لجنة  فحص تركية مهنية زارت القدس في شهر آذار من العام 2007 من أجل فحص اعمال الحفريات والهدم التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية في طريق باب المغاربة وذلك في ظل موجة الإحتجاج الفلسطيني على الإنتهاكات الإسرائيلية.



التقرير التركي الذي تم الانتهاء من إعداده في الصيف الماضي، ولكنه لم ينشر للجمهور، يرى أن الحفريات الإسرائيلية غير مقبولة وفق المعايير القانونية والعلمية، وأن الحفريات ترمي إلى ما هو ابعد من الغايات العلمية، ويرى التقرير أيضا انه حتى وإن لم تكن هناك عملية حفر فعلي في  المسجد الأقصى من اتجاه باب المغاربة إلا أن هناك دلالات واضحة تعطي الانطباع بأن عمليات الحفر تحت المسجد الأقصى من قبل المؤسسة الإسرائيلية ما هي الاّ مسألة وقت.
وأفاد التقرير التركي بأن الحفريات الأثرية في طريق باب المغاربة والتي تمس بآثار من الفترات الأموية والأيوبية والمملوكية والعثمانية، يجب أن تتوقف فوراً، ويرى التقرير في أعمال الحفريات وشق الأنفاق واستخراج الأتربة بكميات ضخمة، التي اطلعت عليه اللجنة على طول  الجدار الغربي للمسجد الاقصى، أنها تعطي انطباعاً أن هناك تدخلا على نطاق واسع وفي العمق، وأن هذا التدخل يرمي إلى ما هو أبعد من الأهداف العلمية حتى وإن لم يكن هناك حفريات باتجاه  المسجد الاقصى بحسب التقرير التركي، كما يدرك التقرير أن النشاطات الحاصلة من قبل المؤسسة الإسرائيلية هي جزء من مجهود معد سلفاً ويطبق منهجياً من أجل تدمير موجودات أثرية تعود إلى الفترات الأيوبية المملوكية والعثمانية.

وينتقد التقرير أيضاً جهود الإعلام الإسرائيلي فيما يخص الحفريات والتي ادعت أن ما تم إزالته ما هو إلا حصى وتراب، فالتقرير التركي يفيد أنه بالإضافة إلى التراب والحصى دمرت الحفريات الآثار وهي آخر ما تبقى من التاريخ الإسلامي في ساحة حائط البراق للمسجد الأقصى.
التقرير يذكر أيضا لافتات كتبت باللغة العبرية كمثل " اقرب نقطة إلى قدس الأقداس"  والتي تقع في بعض المواقع في شق الأنفاق والحفريات على طول الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وقال التقرير أن هذه اللافتات تعطي انطباعاً ان المسألة مسألة وقت قبل أن تجري حفريات تحت  المسجد الأقصى  من اتجاه باب المغاربة، مسببة القلق عند جميع البلدان الإسلامية، خصوصاً لدى الفلسطينيين.

الوفد التركي في منطقة باب المغاربة
 
التقرير أيضاً يعطي معلومات مفصلة حول البناء المقبب الذي  كشف عن وجوده على يد عالم آثار إسرائيلي أسفل طريق باب المغاربة، وقال التقرير ان الميزات الأثرية لهذه الغرف والأقواس تشير أن هذه بقايا المدرسة الأفضلية، المؤلفة من طابقين، والتي بنيت عام 1196م والى الشمال من الطريق بالقرب من الجدار الغربي ما يزال محراب مسجد المدرسة الأفضلية قائماً حتى اليوم، بعض الصدوع تشكلت على الجدران المحيطة بالمحراب وأرضية المحراب مجوفة في بعض أجزائها وتركت غير محفوظة، وفي الاستنتاجات يخلص التقرير إلى أن الأجزاء التي سلمت من الهدم من المدرسة الأفضلية يجب أن تدعم وتحفظ.
يذكر أن المؤسسة الإسرائيلية بدأت مطلع شهر شباط من العام الجاري بهدم لطريق باب المغاربة وغرفتين من المسجد الاقصى بهدف بناء جسر ضخم مكان الطريق ليتسنى للقوات الإسرائيلية  وللجماعات والمجموعات اليهودية من خلاله إقتحام المسجد الاقصى، وما زالت عملية الحفر والهدم تتواصل الى اليوم، وقد أدت عمليات الهدم والإسرائيلية في طريق باب المغاربة الى احتجاجات فلسطينية وقفت على رأسها الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ورئيسها الشيخ رائد صلاح، وتوالت بعدها  الإحتجاجات على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي.