الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 09:02

تميم منصور-اللهم قلل من زعامتنا وأحزابنا وجمعياتنا

كل العرب
نُشر: 12/09/10 18:55,  حُتلن: 08:41

تميم منصور في مقاله:

هل يوجد شعب في العالم بحاجة الى التكاتف أكثر من الشعب الفلسطيني في كل مكان يتواجد به؟

الأطر والتجمعات القبلية والطائفية هي البديل للأحزاب العلمانية خاصةً بسبب غياب الديمقراطية

لكل شجار سواء كان نسوّي أو ذكوريا وله قاموسه اللغوي والحانه الخاصة به، فلكل جنس "تشاقيعه التي تفش خلقه" وجميعنا نتعلم هذا الفن اللغوي أما من الشارع أو المدرسة او البيت، ولا ننكر أن لغة الضاد غنية بهذه التعابير لا تنافسها أية لغة في العالم.
أكثر ما كان يدهشني ويحيريني من هذه الشتائم ما كنت أسمعه وأنا في سن الطفولة من احدى النساء وهي تقول لغريمتها ( الله يكثر من زعماء عيلتكم ) ، كنت أستغرب هذا الدعاء غير الساخن كيف يثير حيفظة الطرف الأخر.

القادة والزعماء
أدركت فيما بعد معنى هذا الدعاء وعرفت أن كثرة القادة والزعماء ومن يدعونها يمزق المبنى الاجتماعي لأي مجتمع، لأن تكدس هذه الأعداد يضاعف عدد الأحزاب والحركات والجمعيات والطوائف والحمائل المختلفة، وهذا من شأنه يحول دون اللحمه ورص الصفوف والتعاون،وهل يوجد شعب في العالم بحاجة الى مثل هذا التكاتف أكثر من الشعب الفلسطيني في كل مكان يتواجد به.
لا نريد أن نذهب بعيداً كي نقرأ الخرائط والبيانات بأسماء الزعامات والأطر المختلفة التابعة لها، ففي غالبية الدول العربية فإن الأطر والتجمعات القبلية والطائفية هي البديل للأحزاب العلمانية خاصةً بسبب غياب الديمقراطية، أما هنا بين ظهراني عرب 48 فحدث ولا حرج عن عدد ألوان الطيف الطائفي والقبلي والحزبي والحركي والجمعيات المختلفة.

عدد الأحزاب والحركات
ان عدد العرب الفلسطينيون في اسرائيل لا ينسجم ولا يتحمل عدد الأحزاب والحركات والجمعيات التي اقيمت في الثلاثة عقود الأخيرة ،لقد أصبحنا مثقلين بها لأنها تفوق قدراتنا وطاقاتنا، نتعثر باحداها اينما نسير.
يقدر عدد هذه الجمعيات مائتي جمعية وأكثر، اسماؤها متشابهة ومتداخلة وأهدافها غير مختلفة حتى أنه أصبح من الصعب على المواطن العادي التمييز بينها، تأسس معظمها في الفترة الواقعة ما بين 1980 ــ 1990 في فترة الاحتدام السياسي بين الحركات والأحزاب السياسية العربية ، كل حركة أو حزب لا يتأخر عن ربط أكبر عدد من هذه الجمعيات وراءه، من هذه الجمعيات ما هي طائفية يغلب عليها طابع السرية والعزلة والعمل الانفرادي، غالبيتها تعتمد على الدعم المادي الخارجي،ومن هذه الجمعيات ما يكون الوعاء الذي تستمد منه هذه الأحزاب والحركات الأموال لتمويل نشاطها الدعائي والاعلامي، كما تستغل هذه الأموال لاستقطاب الأنصار والمؤيدين في الانتخابات البلدية والبرلمانية.
الغريب انه لا يوجد تنسيق بين غالبية هذه الجمعيات وهذا يمنع استثمار قدراتها لخدمة الجماهير العربية، أين هو الدور الذي قامت به لدعم شبابنا وحمايتهم ومنع العنف بينهم، هناك ثغرة واسعة بينها وبين المواطنين مع ذلك فانها أي الجمعيات تسمح لنفسها التحدث باسم هؤلاء المواطنين في الخارج للحصول على الأموال ليس إلا.

مدخول الجمعيات للمصالح الخاصة
في السنوات الأخيرة اثيرت الشبهات حول العديد من الأشخاص الذين استغلوا مدخول هذه الجمعيات لمصالحهم الخاصة، لماذا لا يتم التنسيق بينها؟ ولماذا لا تندمج الجمعيات ذات الهدف الواحد مع بعضها البعض كي تكون قوة مؤثرة قادرة على النهوض ورفع مداميك البناء الذاتي للعرب في اسرائيل .
اذا تناولت الجمعيات التي أقيمت من أجل دعم طلاب الجامعات ودفع عجلة التعليم والتحصيل العلمي والمدرسي في المعاهد العربية المختلفة في كافة المراحل نجد أن الغيورين على مصلحة التعليم لم يكتف بلجنة متابعة قضايا التعليم العربي في اسرائيل رغم أن هذه اللجنة هي السقف الشرعي والمهني والأخلاقي والمعنوي القادر على تغطية جزءاً من متطلبات الجماهير العربية، فهي منبثقة عن لجنة المتابعة القطرية توأم اللجنة القطرية للسلطات المحلية، هاتان اللجنتنان بمثابة حكومة داخلية تمثل قضايا المواطنين العرب القطرية، رغم تقصيرها في قضايا كثيرة، لكن بسبب الافراط في التعددية وبسبب دوافع ضيقة أقيمت جمعيات خاصة بهذا المجال معظمها ليست أكثر من اسماء انشائية براقة فوقية في تعاملها، تفرض على قضاياها المالية تعتيماً تفضل أن تبقى دائماً في الظل.
فعالياتها موسمية دعائية أكثر منها جماهيرية، لا تترك بصمات داخل مجتمعنا، الطلاب العرب والمدارس يجهلون وجود معظمها وهناك شبه عزلة تامة بينهم وبينها.


من هذه الجمعيات ما هو " طائفي " ومنها ما هو حزبي وأخرى مستقلة، سلوكها الطائفي يزيد ويرسخ ويغذي الانقسامات الطائفية في البلاد، أما الحزبي منها فتزرع الضغينة بين المقربين منها والفئات الأخرى، أما المستقلة منها فلها خصوصيتها لا تعيش ولا تخدم إلا ذاتها، تفضل البقاء بمعزل عن الأخرين.
يجب على المثقفين العرب مجافاة هذين المجمعين لعل القائمين عليها يدركان أن ما يقومان به لا يخدم اللغة العربية ولا الناطقين بها.
 

مقالات متعلقة