* في اعقاب فشل عملية زراعة الكبد: اللحظة التي احتفل بها امجد في عرعرة بميلاده العاشر جاء الخبر بوفاة والدته سوسن ملحم  في كولومبيا

الابن أمجد يحضن صورة والدته

المرحومة سوسن، كانت تعاني من مرض في الكبد منذ سنوات، الا انها كانت مفعمة بالامل وتحدت المرض، ومارست حياتها بشكل طبيعي، من اجل ابنها، بحيث رفضت حتى ان يقوم شقيقى رامي بالتبرع لها بجزء من كبده، من اجل اتمام عملية زراعة جزء من الكبد لديها في مستشفيات البلاد، رفضت ان تعرض حياة شقيقها لاي خطر مستقبلي، واصرت على العلاج خارج البلاد. في تاريخ 10-09-2007 ، سافرت برفقة والديها الى كولومبيا، من اجل اخضاعها  لعملية زراعة كبد، انتظرت هناك فترة شهرين ونصف، حيث اجرت كافة الفحوصات، وكانت باتصال دائم مع اهلها في البلاد، وتواصل مع ابنها امجد عبر البريد الالكتروني، كانت على قناعة بانها ستعود سالمة معافية الى البلاد والى احضان اخواتها واخوانها، وبالطبع لابنها، حيث تحدت المرض من اجله، فترة ثلاثة اشهر كانت بالنسبة للعائلة مسيرة ورحلة عذاب واشبه بالمد والجزر، احياننا تفاؤل بنجاح الفحوصات، واحيانا احباط، المرحومة ومنذ مطلع الشهر الحالي اخضعت لثلاث عمليات زراعة كبد جميعها فشلت، الى ان انتقلت الى جوار ربها يوم الاربعاء الماضي، حيث تقوم عائلتها بكافة الاستعدادت لاحضار جثتها من كولومبيا والتي من المتوقع ان تصل الى البلاد في نهاية الاسبوع.
 يقول عماد تيسير ملحم شقيق المرحومة:" قبل كل شيء هذا قضاء وقدر، نحن نؤمن بالخالق، فالانسان نهايته الحتمية الموت، عشنا على الامل وتفاؤل وكنا جميعا على قناعة بانها ستعود سالمة بعد تماثلها للشفاء، حتى سوسن كانت تتحلي بالصبر وبمعنويات عالية، تحدت كافة العراقيل والصعوبات ولم يدخل الياس الى قلبها، كانت دائما متفائلة بالشفاء من اجل ابنها امجد، كانت مفعمة بالحياة والحيوية والنشاط، ودائما تعتمد على ذاتها بكافة الامور، تم اخضاعها الى ثلاث عمليات زراعة كبد. المرض لم ينال من معنوياتها وعزيمتها، كعائلة مؤمنة كنا ندعم، نساند ونساعد بعضنا البعض، صحيح كان لحظات من الاحباط والياس والحزن لفشل العملية او فشل العلاج، لكن كانت لحظات مفعمة بالامل بالذات من قبل سوسن، ما حدث بالنسبة لنا مصيبة وكارثة، الفاجعة قوية، تخيل في اللحظة التي تلقينا خبر وفاتها عبر اتصال هاتفي من كولومبيا، حيث يتواجد معها هناك والدي، تخيل كنا نحتفل مع ابنها امجد بميلاده العاشر، سنويا كانت تقيم له احتفال خاص ومميز، وعليه استمرينا بالاحتفال معه ولم نرد ان يشعر باي فراغ، صحيح كان يسال عن والدته ويتذكرها وكيف كانت تحتفل معه".

يضيف تيسير:"سوسن عانت من مرض في الكبد منذ سنوات، اخضعت للعلاج في مستشفيات البلاد، على ايدي كبار المختصين في امراض وزراعة الكبد، اقترحوا علينا ان يتم زرع جزء من الكبد في جسدها، شقيقي رامي وافق على ذلك واجرى كافة الفحوصات اللازمة، ساعات قبل العملية وعندما اخبرنا الطاقم الطبي بان نجاح العملية غير مضمون، وان المتبرع بجزء من كبده قد يعرض حياته في المستقبل للامراض والمضعفات، رفضت سوسن الامر من منطلق حرصها على سلامة وصحة شقيقها. المشلكة في البلاد، انه لا يوجد اي وعي لاهمية التبرع بالاعضاء، لا عند السكان العرب ولا حتى عند السكان اليهود، هناك طلبات كثير من المرضى لزراعة مختلف الاعضاء، لكن نسبة التبرع بالاعضاء ضئيلة وشحيحة، والمستشفيات تقف عاجزة امام الاقبال المنقطع النظير والحالات الطارئة والملحة والتي بحاجة للعمليات".