الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 08:02

يوسف جمل :- ألو... شرطة .... إلحقـوني !!

كل العرب
نُشر: 14/09/10 07:33,  حُتلن: 20:08

توقظني زوجتي لحضور رجال من الشرطة يقفون بباب المنزل وينتظرون ريثما يجيبهم أحد من داخل البيت وقد أصاب الجميع الهلع لا يدرون ما الخطب .
نزلت على عجل وشريط الأحداث والذكريات وسيناريو الساعات والأيام الماضية يمر على عجل في ذهني , أبحث بين سطوره وفي مجرياته عن احتمالات بشيء ما حدث معي والقلق من احتمال بحدوث شيء مع أحد من أفراد أسرتي جعل هذه الزيارة إلى بيتي من قبل أفراد من الشرطة في عصر يوم رمضاني شديد الحرارة يصحبه هدوء وهجوع في الحي الذي أسكنه .
لقد ذهلت من قدرة الإنسان على سرعة مراجعة أيام وأسابيع من حياته وإجراء فحص وتمحيص داخلها عن سبب ربما يستدعي هذا الحضور المفاجىء الغريب وانتهى بي الأمر إلى الاطمئنان والهدوء اللذان منحاني الثقة والراحة واستقبال رجال من الشرطة حضروا بسيارة شرطة رآها كل الجيران والمارة والله يجيب اللي فيه الخير !!
وبعد استفسار تبين أنهم حضروا إلى بيت أحد الجيران ولا يعرفون البيوت فظنوا أن هذا بيته ولا أدري لماذا ؟
سألتهم ماذا حدث وما الأمر ؟ اكتفوا بالاعتذار وتركوني أضرب أخماساً بأسداس ولعل السبب شيء جلل يستدعي الاهتمام والاستفسار والمتابعة حرصاً على الجار أو ربما يحتاج الأمر إلى التدخل في ما لو كان جاري غائباً عن البيت أو احتاج أهله إلى مساعدة في هذه الزيارة الغريبة وجارنا عزيز ونحن رب المنزل .
وما هي إلا لحظات حتى غادر رجال الشرطة بيت جاري قبل أن أتحرك للذهاب إليه , تبين بعدها أن هناك بلاغ كاذب وصل إلى مركز الشرطة على لسان فتاة بأن جاري يعتدي على ابنته ويحبسها ويضربها وأن صاحبة البلاغ هي ابنة جاري .
بعدما تأكد رجال الشرطة من كذب البلاغ اعتذروا وغادروا وأغلقت الأبواب والنوافذ .
وما هي إلا أيام قليلة فإذا بصديق لي يسرد علي قصة مشابهة حدثت له مجملها أن رجال الشرطة حضروا إلى بيته بدعوى قيامه بالاعتداء على زوجته وأن الذي قدم البلاغ امرأة ذكرت اسم زوجته وكأنها هي المشتكية .
يحدثني صديقي والابتسامة على محياه ويقول حضر إلى البيت رجال الشرطة ونحن نجلس في شرفة المنزل نتسامر ونحتسي القهوة ونأكل من حلويات رمضان وخيراته ونتابع المسلسلات وقد ذهلنا من ذلك كما وتفاجىء رجال الشرطة من ما كانوا يتوقعون رؤيته , من زوجة مضروبة وكدمات على الوجه ودم يسيل ويد مكسورة ودموع غزيرة ورجل يقدح شرراً ويلهث ويتصبب عرقاً من الجهد الذي بذله في العلقة الساخنة التي وجدوا عوضاً عنها قهوة ساخنة وحبات رمان بلون الدم تتلألأ في صحن كريستالي بديع .
ما كان مني إلا أن ربطت ما بين الواقعتين وخلصت إلى أن هناك من يتصل بالشرطة ويقدم بلاغات كاذبة على لسان نساء وفتيات يبلغ فيها عن طلب المساعدة والتدخل من رجال الشرطة لفك الارتباط وإنقاذ المعتدى عليها من براثن الآباء أو الأزواج , فتسارع الشرطة لأداء دورها حرصاً وحفاظاً على السلامة ومنعاً للعنف أو الجريمة .
وما بين هذا وذاك يتبين أن هناك من يجد متعة ولذة غريبة في ذلك وخاصة ونحن في رمضان الكريم المليء بالخير والمحبة والتسامح , المليء بالصلاة والدعاء والرجاء , المليء بالزكاة والصدقات والعطاء , المليء بالتكافل والتراحم وصلة ذوي القربى والخشوع والخضوع والخشية من الله تعالى , المليء بالتوبة والعدول عن الشر والأذى والضرر لكنه لا يزال البعض منا من يجد السبيل إلى المكر والدهاء والفتنة والإيذاء والتلاعب بالأعراض وبالمشاعر والأحاسيس ويجد المتعة في ذلك وربما يقول بعدها اللهم إني صائم.
 

مقالات متعلقة