الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 21:02

جوني منصور- قلق من حالة التربية في المجتمع الاسرائيلي

كل العرب
نُشر: 06/09/10 10:55,  حُتلن: 07:47

جوني منصور في مقاله:

نطالب بتغيير عميق في مناهج التعليم الاسرائيلية الموجهة إلى الطالب اليهودي

هؤلاء الشباب سيتولون قيادات في المجتمع الاسرائيلي، وسيتولون مسئوليات مدنية بعد خدمتهم العسكرية، فلنتصور كيفية تطور أفكارهم وتصوراتهم بخصوص العرب في اسرائيل؟

طلعت علينا الصحف الاسرائيلية هذا الصباح يوم الاثنين الموافق 6 أيلول 2010 بخبر مفاده أن 59% من الشباب الاسرائيلي يرفض منح العرب المساواة التامة في دولة اسرائيل. وهذه النسبة توصل إليها بحث ميداني أجراه البروفسور كميل فوكس رئيس قسم الاحصائيات في جامعة تل ابيب، تمهيدًا لإنعقاد مؤتمر التربية في عصر الديجتال المنعقد في حيفا مطلع هذا الاسبوع.

أسس الدمقراطية؟
الأسئلة التي أود طرحها وبالتالي التعبير عن رأي حر في هذا السياق: ماذا يعلمون في المدارس الاسرائيلية (أقصد المدارس العبرية)؟ هل يعلمون أسس الدمقراطية ؟ هل يعلمون في مناهج التاريخ وكتب المدنيات ان هناك أقلية قومية عربية فلسطينية في اسرائيل تعيش في وطنها منذ فجر التاريخ؟ هل يعلمون مبادئ التسامح وتقبل الآخر وإن كان مختلفا في الدين والعرق واللون واللغة؟ طرحنا لهذه الاسئلة او التساؤلات ليس من باب حاجتنا الى اجابات عنها، ليس هذا هو هدفنا مطلقا. هدفنا أن ندرك أن جهاز التربية والتعليم في المدارس العبرية لا يعمل بما فيه الكفاية على خلق جيل يحترم الاخر ويقبل الاخر، ولا يعمل هذا الجهاز على تنشئة جيل من الشباب الاسرائيلي يميل إلى السلام والعيش مع الآخر(مع الفلسطيني في هذه الحالة).

الحقوق الوطنية
الاستنتاجات التي توصل إليها فوكس في بحثه الميداني هذا ليست جديدة، ولكن الجديد فيها الزيادة المستمرة في أعداد رافضي منح العرب في اسرائيل حقوقهم المواطنية، والزيادة المطردة في ميل المستطلعين إلى اليمين المتطرف الرافض أي شيء آخر غير فكرة اسرائيل يهودية ودمقراطية. هذه المعادلة غير المنطقية وغير الواقعية التي تروج لها حكومات اسرائيل اليمينية واليسارية (إن كانت هكذا في الماضي) ما هي إلا سلعة تزج الاسرائيليين في خنادق تضيّق عليهم وتعيدهم إلى عصور سابقة كان فيها اليهود منعزلين عن بيئتهم وغير مستعدين للعيش مع محيطهم.

دلالات خطيرة للمستقبل
النسبة المرتفعة في اوساط الشباب الاسرائيلي الرافض قبول الآخر والرافض منحه حقوقه الطبيعية والمنطقية في المساواة يحمل دلالات خطيرة للمستقبل. هؤلاء الشباب سيتولون قيادات في المجتمع الاسرائيلي، وسيتولون مسئوليات مدنية بعد خدمتهم العسكرية، فلنتصور كيفية تطور أفكارهم وتصوراتهم بخصوص العرب في اسرائيل؟ باعتقادنا، بات من الضروري على قيادات المجتمع العربي في الداخل طرح هذا الموضوع على جدول الاعمال وبناء خطة استراتيجية لإحداث تغيير في هذه التوجهات العنصرية والتمييزية. باعتقادنا انه غير كاف أن نتحدث عن الأرقام والنسب المئوية، ونوجه سهام انتقادنا إلى المجتمع الاسرائيلي الآخذ بالانحراف بقوة وبسرعة نحو اليمين، إنما أن نطالب بتغيير عميق في مناهج التعليم الاسرائيلية الموجهة إلى الطالب اليهودي. نسمع بشكل مستمر انتقادات لاذعة من وزراء ومسئولين اسرائيليين بخصوص مناهج التعليم العربية سواء في السلطة الفلسطينية أو في عدد من الاقطار العربية، بأن هذه المناهج تصور اسرائيل بصورة سلبية. الواقع أننا من خلال تفحصنا منهج التاريخ الصادر عن السلطة الفلسطينية ومنهج تدريس التاريخ الصادر عن وزارة التربية الاردنية تبين عكس ذلك بالتمام. لا يوجد اي ذكر يصور اسرائيل سلبا، ولا يوجد اي اشارة لا سامية مطلقا. من يفحص منهج التاريخ الاسرائيلي للمدارس العبرية سيفاجأ بأنه مضلل ومليء بالعبارات الفوقية، وتلك التي تحط من العرب وأحيانا الاسلام دينا وحضارة. إذن، اي منهج يجب تغييره في هذه الحالة؟ أترك هذا الأمر لمن يتوجب عليه توفير الاجابات.
 

 59% من الشباب الاسرائيلي يرفض منح العرب المساواة التامة في دولة اسرائيل

مقالات متعلقة