إلى ابن أختي الغالي :
في هذه الليلة المباركة شوهد ذكرى زفافك يا غالي ....
زفافك إلى جنة الخلد، وبإذن رب العالي ....
لتتخذ بها موطناً إلى أبد جالي ...
ولتكن هنالك طير من طيور الجنة سامي ...
فهنيئاٌ لك بالجنة يا أيها الطير الغالي ...
هذا ما هون علينا وأعطنا الصبر وطول البالِ ...
بعد أن رحلت وتركت بحياتنا جزءاً خالي ...
تعتنقه الآم وآهات وكثرة الأحزان ...
اذ الدمع كان ولا يزال على الخد ساري ...
لرحيلك وفراقك المفاجئ الجارح للوجدان ...
يقولون أن الدهر ينسي بكونه دهراً جاري ...
بل صدق من قال أن الذكرى هي أعلى وأقوى من أي نسيان ...
فستبقى ذكراك قائمة يا غالي إلى مدى الازمان ...
ذكرى الطفل المحبوب لكل من عرفه من إنسان ...
ذكرى الطفل الشقي الذي وزع شقاوته في كل مكان ...
ذكرى الطفل البريء ذو ضحكة مليئة بالألحان ...
ذكرى الطفل المتفوق بدراسته بطبيعة الأحوال ...
ذكرى الطفل الجبار بمرضه لكل وجع وآلام ...
ذكرى الطفل المؤمن الذي امتلأ قلبه بالأيمان ...
طفلاً تميز بحفظه لسور من القرآن ...
وأكثرها تكراراً سورة الرحمن ...
بصوت عذب ورنان ...
تعشقه كل من سمعته من الأذان ...
والكثير من الذكريات ... والتالي، والتالي...
أيعقل أن يفوق الدهر هذه الذكريات بالنسيان ...
أبداً، بل ستبقى ذكراك قائمة إلى مدى الأزمان ...
قائمة ، صامدة ، عالية ، في كل مكان وزمانِ ...
فأنت باسل ، بسوله ، باسلونِ ...
يا طيراً في جنة بالأعالي ...
مرسوماً وبغاية الجمال ...
في ذهني وخيالي ...
فلك ثانية أجمل التهاني ...
بالجنة يا أغلى الغوالي ...
وختاماً بكامل سلامي ...