اندرو رونزلي:

على الرغم من تردي شعبية اوباما الا ان الوقت مبكرا جدا لالغائه كليا

اول رئيس اسود للبيت الابيض فقد اعتبر المحرر والمصلح لشؤون بلاده

الرئيس أوباما قام بالوفاء بوعده بسحب القوات الامريكية من العراق وقبل الوقت المحدد

 الشعب الامريكي تعيس. واهم الاسباب التي تقف وراء تعاسته هو الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه البلاد

في مقالة اشادت بانجازات الرئيس الامريكي باراك اوباما فسر اندرو رونزلي من على صفحات الاوبزيرفر البريطانية التدهور في شعبية اوباما التي اشغلت الشارع الامريكي والاعلام المحلي والعالمي في الاونة الاخيرة. يقول رونزلي ان شعبية اوباما في ازمة حادة وان يقف على شفا جر هار يوشك ان يهوي به خارج الملعب السياسي لدرجة ان مقدم لبرنامج تلفزيوني علق على العطلة الصيفية التي قام بها اوباما بالقول انه سيكون متسعا من الوقت لمثل هذه العطل لدى انصرام ايام ولايته الاولى, عانيا بذلك انه لن يكون بمقدور اوباما كسب كرة ثانية او ولاية للبيت الابيض ثانية. غير ان الكاتب يوضح ان على الرغم من تردي شعبية اوباما الا ان الوقت مبكرا جدا لالغائه كليا.

ثم يذهب الكاتب الى ابراز الانجازات التي قام بها اوباما خلال الثماني عشرة اشهر الفائتة. فيشيد بالمشروع الاصلاحي للنظام الصحي في الولايات المتحدة,ذلك التي تجرا عن يخوض معركته اوباما بكل شجاعة. ذلك الذي كانت نهاية كلنتون على يده واخرون لو تملكوا الشجاعة الكافية للخوض فيه حتى.

الكساد الحاد
ثم يذكرنا رونزلي بمحاولة اوباما انقاذ النظام المالي اثر الكساد الحاد الذي حل به والذي تكبد فاتورة وصلت الى 787مليار دولار, كانت كفيلة لبعث بعض من الانتعاش. كما وقام باصلاح نظام الاقراض الطلابي الذي عانى شوائب عدة, وفوق كل هذا وذاك قام بتقليص بعض الضرائب على 95 بالمائة من الامريكين. ويتابع رونزلي بكر مناقب اوباما فقال انه رشح سيدتين للمحكمة العليا. كما وقام بحفظ كرامة بيت الابيض على عكس الفضائح التي جلبها كلينتون في فترة ولايته او الشجر الداخلي الذي ساد في فترة بوش الرئاسية.

شد رباط العلاقات
ثم يخوض الكاتب في الشؤون الخارجية ومواقف الولايات المتحدة على الصعيد العالمي. فقال ان اوباما نجح في شد رباط العلاقات بين بلاده وبروسيا املا منه ان يتكاتف البلدين في محاول والتصدي لمشروع ايراني النووي. من ناحية اخرى قام بتعيين الجنرال دافيد باتريوس لتولي التغيير في المباشر في شأن النزاع في افغانستان خصوصا بعد اعوام من الفشل الاستراتيجي هناك. كما وقام بالوفاء بوعده بسحب القوات الامريكية من العراق وقبل الوقت المحدد. وانه سيستضيف يوم الثلاثاء الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة الاسرائيلي لبدء اول مفاوضات مباشرة مذ 20 شهرا لفك النزاع بين الطرفين. كما وقوى علاقته مع اوروبا ومد يد السلام الى العالم الاسلامي وغيرها من الانجازات التي حري بان يشيد بها الشارع الامريكي.

شعبية اوباما
ثم يذهب رونزلي الى تعليل التدهور الحاصل على شعبية اوباما رغم جميع هذه الانجازات!
فيقول في اول سبب يتعلق باوباما نفسه. فقد دخل البيت الابيض وقد صوره البعض على انه المخلص او المنقذ لبلاده. فكل الاضواء سلطت عليه, فبالاضافة الى انه اول رئيس اسود للبيت الابيض فقد اعتبر المحرر والمصلح لشؤون بلاده. وهذه النظرة ستتكسر مهما فعل وانجز اوباما. فلن يستطيع ابدا ارضاء الجميع.

كيفية الاحتفال!
ويستأنف الكاتب بان السبب الثاني يتعلق بالديمقراطيين انفسهم. فعلى حد قوله "انهم على يعرفون كيفية الاحتفال". فاسابيع قبل الانتخابات المتوقعة لشهر نوفمبر يتخذ الديمقراطيون اسلوب الاعتذار والدفاعية بشرح الامور التي اتخذت سبيلا خاطئا وكيفية اصلاحها واعادتها الى درب الصواب. بدلا من الاشادة بالانجازات التي تم تحقيقها.

الشعب الامريكي نفسه
والسبب الثالث الذي يذكره رونزلي في مقالته هو الشعب الامريكي نفسه. فعلى حد قوله ان الشعب الامريكي تعيس. واهم الاسباب التي تقف وراء تعاسته هو الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه البلاد, خصوصا النسبة المرتفعة للبطالة التي تضرب 9.5 بالمائة رغم مليارات الدولارات التي انفقت في مشروع اوباما لانقاذ اقتصاد بلاده.

الوضع الاقتصادي لن يبقى على حاله الى الابد
ويلخص رونزلي بانه على الرغم من تدني شعبية اوباما التي تتهدد الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة الا ان الافق البعيد سيكون في صالحه. فالوضع الاقتصادي لن يبقى على حاله الى الابد. ومع حلول نهاية ولايته الاولى سيكون النظام الاقتصادي في صحة وعافية. وسيتحسن مزاج الامريكيين فيقدرون ما قد لهم اوباما من انجازات. كما ازمات السير. سيعاني الكثير من ازمات ويبذلون الوقت الكثير الا انهم سيفرحون عند انتهاء اعمال الترميمات ويتمتعون بشبكة مواصلات افضل.

رهان جديد
ويختم رونزلي بالقول ان ثلاثة من الرؤساء الامريكيين كسبوا كرة ثانية لولاية البيت الابيض رغم ازمات اكثر تعقدا من التي يعانيها اوباما حاليا. ويصرح رونزلي ان رهانه سيكون بان اوباما سيكسب ولاية ثانية فبعد كل شيء ما انجزه اوباما في 18 شهرا لم ينجزه كثير من الرؤساء في ولايتين كاملتين.