اسفرت الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان، عن الحاق خسائر فادحة في الجانب الاسرائيلي على الصعيد العسكري في ساحات المعارك وعلى الصعيد المدني في الجبهة الداخلية.
حيث اعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل 116 ضابط وجندي، وجرح مئات الجنود من بينهم حوالي 50 شخص في حالة الخطر، ودمرت عشرات دبابات الميركافا وآلات عسكرية مختلفة وكثيرة، وفقد الجيش الاسرائيلي طائرتان عاموديتان وطائرة استطلاع وطائرة اف 16 ايضا.
حصيلة الصواريخ التي سقطت على شمال البلاد منذ بدء الحرب 3970صاروخا، من بينها 901 صاروخ سقطت على المدن الشمالية ادت الى اصابت 2015 شخصا وقتل 52 من بينهم 12 من جنود الاحتياط في كفار غلعادي قبل حوالي اسبوع. ومن بين تعداد الاصابات المذكور، اصيب 40 شخصا بجروح بالغة ، 59 بجروح متوسطة، 546 بجراح طفيفة و1318 بحالات من الهلع. 
وعن سقوط الصواريخ على البلاد فقد كان التوزيع كالتالي: منطقة الجليل 3530، منطقة الساحل 221، المروج 217، منطقة يهودا والسامرة صاروخين. اما توزيع سقوط هذه الصواريخ على المدن الشمالية فكان كالتالي: كريات شمونة 1012، نهريا 808، معونا642، صفد 471، الجولان 139، يردين 159، عكا 106، كرميئيل 176، مسجاف 11، شفاعمرو 5، طبريا 181، زبولون 124، حيفا 93، مجدال هعيمق 16، طيرة الكرمل 2، زخرون يعقوب 1، الخضيرة 2، الناصرة 6، الناصرة العليا 1، العفولة 7، بيسان 6. وقد سقطت معظم هذه الصواريخ ما بين الساعة الثالثة من بعد الظهر حتى الساعة الرابعة يوميا.
أما في الجانب اللبناني فقد سقط ما يزيد عن الـ 1000 قتيل خلال هذا الحرب ودمرت بنية الجنوب التحتية، حيث قصفت الجسور والطرق الرئيسية، ودمرت بعضاً من محطات الكهرباء وغيرها..
وتقدر خسائر المصانع والمرافق التجارية في شمال البلاد خلال شهر الحرب بحوالي 4.3 مليارد شيكل، هذه الخسائر التي نجمت معظمها بسبب شح الانتاج خلال الشهر الماضي حسب ما اشارت عليه المعطيات التي وصلت الى اتحاد أرباب الصناعة. وتستثني هذه الخسائر اضرار مالية اخرى نجمت عن الخسائر الغير مباشرة التي سببتها الحرب بما فيها الغاء عدة طلبات على البضائع من البلاد والخارج وانخفاض عدد المستهلكين للبضائع والمنتجات، ناهيك عن الاضرار الجسيمة التي لحقت بعدد كبير من المصانع والمحال التجارية نتيجة سقوط الصواريخ عليها. 
وقالت مصادر من الجيش الاسرائيلي ان هنالك حديث جدي عن تشكيل لجان تحقيق في مجريات الحرب والاسباب التي ادت الى تكبد الاسرائيليين خسائر فادحة، واضافت المصادر ن هنالك العديد من القضايا الملحة التي يتوجب اجراء تحقيق عميق فيها، ونادت بعض الاصوات الى اجراء تحقيقات خارجية للكشف عن كافة الحقائق. ومن بين المواضيع والنقاط والاسئلة التي ستطرح عما قريب كما قالت المصادر العسكرية:
*التحقيق في قضية تسلح حزب الله وزيادة قوته في السنوات الاخيرة حيث زاد حزب الله بشكل غير متوقع من قوته وادخل وسائل قتال جديدة وزود مقاتليه باسلحة متطورة ومنها الصواريخ على انواعها واستعمال تقنيات تكنولوجية متطورة.
*هل كان من الحكمة ان تنتظر الحكومة الاسرائيلية 6 سنوات حتى تنفذ هجوما نوعيا على حزب الله ولماذا لم يقم الجيش الاسرائيلي بمثل هذا الهجوم في مرحلة مبكرة.
*القضية الاخرى التي سيجري التحقيق بها كما افادت المصادر العسكرية كانت جاهزية الجيش الاسرائيلي لمواجهة حزب الله وما هي الوسائل التي تم من خلالها تحضير وتدريب الجنود الاسرائيليين لمواجهة حزب الله ومدى نجاعتها والتسيق بين الوحدات العسكرية الاسرائيلية المختلفة.
*الاسباب التي سهلت على مقاتلي حزب الله تدمير الاليات العسكرية الاسرائيلية المختلفة، خصوصا بعد اعتراف الجيش الاسرائيلي بتدمير حزب الله لعشرات الاليات العسكرية الثقيلة والمدرعات، خصوصا اهانة دبابة "الميركفا 4" الاكثر تطورا في العالم، بالاضافة الى التحقيق في وسائل الامن والامان في الاليات العسكرية.
*الاسباب التي ادت الى اندلاع حرب الجنرالات داخل صفوف الجيش الاسرائيلي ولماذا تمت "اقالة" قائد قوات جيش الشمال اودي آدم، وتعيين ممثل له في الميدان، والعلاقات بين قيادات الجيش.
*تحقيق في الوسائل اللوجستية، حيث قالت المصادر العسكرية ان الجيش الاسرائيلي قدم لجنوده اكثر الوسائل القتالية المتطورة والمزودة باعلى التقنيات، لكن عدد كبير من الجنود قال ان المعدات والوسائل القتالية التي حصلوا عليها لم تكن بالجودة المرجوة ولوحظ وجود نقص حاد في تزويد الجنود بالطعام والماء.
*التحقيق في قضية خطف الجنديان قبل اندلاع الحرب، والتنسيق غير المتين بين القيادة والجنود في الميدان خاصة فيما يتعلق بالتنسيق مع جنود وضباط الاحتياط.