الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 07:01

فؤاد سليمان يكتب بحرية بالعرب: فروق هزلية

كل العرب
نُشر: 27/08/10 20:17,  حُتلن: 08:11

فؤاد سليمان:

العرب عادة ما يصبحون على فطور يُمكن نَعته بالوليمة اما اليهود فيكتفون بكأس هزيل من اليوجورت

لو كانت هنالك مخلوقان في الكواكب تراقبنا وتدرس أفعالنا وأفكارنا، فلا بد أنها كانت ستجزم بأن لا حاجة لنا لبرامج هزليّة

جلست في شرفة دار أهلي. أبي كان نائمًا، فهو قد طوّر في الآونة الأخيرة عادة الـ"سيستا"، أي نوم القيلولة. ثم جاءت أختي وبدأت تحدثني عن أمسيات الـ"جاز" التي تغني فيها. استمعت بصبر ثم رجعت إلى البيت، بعد أن أكلت من طبخ أمي، فوجدت زوجتي تحاول البحث عن شخص يشتري عضويتها في المركز الرياضي.

الحالة المعكوسة
جلستُ أمام التلفزيون وأضأته. كان هنالك برنامج فكاهي بعنوان "צחוק מעבודה" (أي "ضحك من العمل"). بدأت أحضره. أحد المشاركين في البرنامج، هو كوميدي معروف اسمه "شاحار حاسون". بدأ "شاحر" يحكي نكتة عن شابين يهوديين يجلسان في مقهى وينظران إلى الصبايا الجميلات. تمر أمامهما فتاه. يصيح أحدهما "يا عيني" فيجيبه الآخر "يا ولدي". "حاسون" أضاف: "إنه أمرٌ مثيرٌ لحب الاستطلاع أن نفكر في الحالة المعكوسة. ما الذي كان سيقوله شابان عربيان بالعبريّة، لو جلسا بدل الشابين اليهوديين؟".

 فروق هزليّة بين العرب واليهود
أعجبتني الملاحظة وجعلتني أفكر في فروق هزليّة بين العرب واليهود. العرب، مثلاً، قلما يعرفون بدقّة فائض حسابهم البنكي أو بالأحرى مقدار العجز فيه. أما اليهود، فهم فغالبًا ما يتابعون وضع حسابهم ويعرفون ما فيه "إلى آخر شيكل". العرب عادة ما يصبحون على فطور يُمكن نَعته بالوليمة. فيه حمص ولبنة وزيتون وأجبان وغيرها، أما اليهود فيكتفون بكأس هزيل من الـ"يوجورت". العرب يستعملون عبارة "إن شاء الهف" واليهود لديهم نفس العبارة (אם ירצה השם)، لكن الاستعمال العربي أوسع وأشمل. مثلا، حين يسألك والدك: "هل تنوي أن تشارك في المسابقة؟"، تجيبه "إن شاء الله" وأنت تعني بينك وبين نفسك "العوذ بالله"،. عندما يأتي ضيوف، عندنا طبيعي ومقبول أن تُبقي العائلة جهاز التلفزيون الموجود في صدر الصالون مُضاء وعلى "فُل فوليوم". أما عندهم فحين يأتي الزائر يطفئون التلفزيون ويتبادلون معه الحديث.

القبعة في عز الليل والحرّ
وإذا كانت مثل هذه الفروق في إدارة الأموال وفي الأكل والعلاقات الاجتماعية غير كافيّة، فيمكن أن أضيف ما لاحظته من فروق في كيفية تعامل شبابنا وشبابهم مع كثرة الشَعر أو قلته. شبابنا يؤمنون بأن الله قد "بارك في الشاب المِشعر"، ولهذا فهم نادرًا ما يحلقون الشعر الكثيف الذي يتكوّم على ظهر الرقبة، أما شبابهم فكثيرُا ما يعانون من قلّة الشعر، لكن كثيرًا منهم قد وجدوا الحل الأمثل لمشكلة الصلع في منتصف الرأس، فلديهم الـ"كيبا" يضعونها فتسترهم، وذلك دون أن يضطروا لتغطية الرأس بقبعة كبيرة ومن ثم محاولة تبرير سبب لبسهم لقبعة في عز الليل والحرّ.

شعوب مضحكة
بعد أن انتهيت من مشاهدة البرنامج الكوميدي أشعلت سيجارة وبدأت أتخيل أني موجود في البرنامج، أحدث النكات عن الفروق بين العرب واليهود، ثم عدت من حلم اليقظة وبدأت أستمع إلى الموسيقى. وضعت ألبوم لفرقة "ولّعت" وبدأت أدخن. وقلتُ لنفسي: "لو كانت هنالك مخلوقان في الكواكب تراقبنا وتدرس أفعالنا وأفكارنا، فلا بد أنها كانت ستجزم بأن لا حاجة لنا لبرامج هزليّة، فنحن شعوب مضحكة..هكذا على الطبيعة". 

مقالات متعلقة