نقلت صحيفة معاريف الاسرائيلية اليوم الاثنين عن مسؤولين سياسيين في حزبي كاديما والعمل الحاكمين انه لا مفر من تشكيل لجنة تحقيق رسمية لتقصي الحقائق في الفشل الذريع الذي كان من نصيب اسرائيل في حربها ضد حزب الله، ان كان ذلك من ناحية تحضير الجبهة الداخلية للحرب، وان كان من ناحية تجهيز الجيش الاسرائيلي للحرب في لبنان.

أولمرت، ليفني وموفاز خلال جلسة الحكومة للموافقه على قرار وقف اطلاق النار

وجاءت هذه الاقوال بعد ان كشفت القناة الثانية التجارية النقاب عن انه في جلسة الحكومة الاسرائيليلة، الاحد، التي صادقت على اتفاق وقف اطلاق النار، امتنع وزير المواصلات شاؤول موفاز، والذي كان وزيرا للامن، عن التصويت، ونقل المراسل السياسي للتلفزيون اودي سيغال عن احد الوزراء دون ذكر اسمه قوله انه يتحتم على الدولة العبرية الاعتراف بالفشل الذريع خلال المواجهة مع مقاتلي حزب الله. الى ذلك بدات تتعالى في اسرائيل العديد من الاصوات من اليسار واليمين، التي طالبت بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، وقال المراسل السياسي لصحيفة هارتس الاسرائيلية ان اوساط سياسية لا تستبعد البتة حدوث هزة ارضية سياسية في البلاد، ولم يستبعد اجراء انتخابات مبكرة.

رئيس هيئة الأركان، دان حالوتس

على صعيد اخر نقل المراسل السياسي لصحيفة معاريف الاسرائيلية بن كاسبيت، المعروف بصلاته الوطيدة مع صناع القرار في تل ابيب من المستويين الامني والسياسي عن مسؤولين عسكريين اسرائيليين قولهم ان اتفاق وقف اطلاق النار هو هش للغاية، وان مسالة تجدد الاعمال العدائية بين اسرائيل وحزب الله هي مسالة وقت فقط، واضاف نقلا عن مسؤول امني اسرائيلي ان الحرب القادمة بين الطرفين ستندلع عاجلا ام اجلا، مشددا على ان اسرائيل لم تحقق الاهداف التي حددتها الحكومة الاسرائيلية منذ بدء العدوان على لبنان في الثالث عشر من شهر تموز القادم. واضاف المحلل الاسرائيلي قائلا ان حرب الجنرالات في جيش الاحتلال الاسرائيلي ستبدا قريبا جدا، على خلفية الاتهامات المتبادلة بين قادة الاجهزة الامنية المختلفة، مشيرا الى تصريح رئيس هيئة الاركان العامة في الجيش الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس، الذي قال انه يتحتم على اسرائيل ان تفحص بشكل جذري كيف سمح الجيش الاسرائيلي على مدار ستة اعوام لمنظمة حزب الله اللبنانية من ان تتحول الى منظمة تمتلك الاسلحة المتطورة جدا، دون ان يحرك ساكنا، وراى المحلل الاسرائيلي ان اقوال حالوتس هي توطئة لما سيقوله امام لجنة التحقيق الرسمية التي ستشكل وسيكون على راسها احد قضاة المحكمة العليا الاسرائيلية، من الذين احيلوا الى التقاعد.

وزير الدفاع بيرتس برفقة رئيس هيئة الأركان حالوتس

وافاد المراسل الاسرائيلي ان جلسة الحكومة كانت متوترة للغاية، وان وزير الامن عمير بيرتس قال خلال الجلسة انه لا يوجد لديه ادنى شك بان الحكومة لم تكن مستعدة لهذه الحرب التي كشفت عن العديد من العيوب في الجبهة الداخلية وفي الجيش الاسرائيلي، وبالتالي اضاف بيريتس يتحتم على الحكومة الاسرائيلية ان تستخلص العبر والنتائج من هذه الحرب. على نفس الصعيد نقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن الجنرال عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية قوله ان ايران وسورية ستقومان باعادة تسليح حزب الله من جديد، وان مسالة عودة حزب الله بقوته العسكرية الى الساحة اللبنانية هي مسالة وقت ليس الا، لافتا الى ان الحزب سيعاود الكرة ويهاجم اسرائيل لانه يشعر بانه حقق انتصارا كبيرا على الجيش الاسرائيلي، على حد قوله.
ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن احد الوزراء قوله ان هناك ضغطا جماهيريا كبيرا في المجتمع الاسرائيلي الذي يطالب بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لفحص اخفاقات الجيش في حربه ضد حزب الله، واضاف انه من المفضل ان يبادر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى الاعلان عن تشكيل هذه اللجنة، حتى لا يغرق لاحقا في التوصيات التي سترفعها الى الحكومة الاسرائيلية، على حد تعبيره.
في سياق متصل، قال قائد سلاح البرية الاسرائيلي، الجنرال بيني غينتس، الاثنين بعد البدء في وقف اطلاق النار ان جيش الاحتلال الاسرائيلي على استعداد لاحترام وقف اطلاق النار ونتمنى من أن الجانب الآخر يحترم هذا أيضا. ولكنه سيوفر الحماية لقواته، على حد تعبيره. وزعم الجنرال غينتس كما افادت الاثنين صحيفة هارتس الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي لن يقوم باغتيالات محددة في لبنان. ونحن نريد ان نحترم وقف اطلاق النار.
واعتبر قادة من الجيش الاسرائيلي ان وقف اطلاق النار يحمل في طياته الكثير من الألغام، على حد تعبيرهم.
وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية لصحيفة هارتس إن المشكلة الأساسية التي تقف أمام الجيش هي كيف يمنع تراكم قوة حزب الله. وقال غينتس: الايام المقبلة هي أيام فيها الكثير من الشكوك. من الممكن ان تكون هناك حملات عسكرية واطلاق نار. وعلينا ان نعلم أن وقفا لاطلاق النار لا يعني وقف عملياتنا في لبنان.
واضاف غينتس: للأسف دفعنا ثمنا باهظا بالارواح وفقدنا مروحية ولكن هذا كان الى جانب الكثير من الانجازات. وكل هذه الانجازات كانت من فعل الجنود. وزعم غينتس في سياق حديثه ان الهجوم البري الذي تكبد فيه الاسرائيليون خسائر كبيرة ساهم كثيرا في التوصل الى مثل هذا الاتفاق.
واضاف: هناك انجازات استراتيجية وقتلنا مئات المقاتلين من حزب الله وضربنا الكثير من مخازن الأسلحة.
وادعى الجنرال غينتس انه لم يتفاجأ من الرقم القياسي الذي حققه حزب الله أمس من حيث عدد الصواريخ التي قصف فيها اسرائيل. مشيرا الى ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية كانت على علم بذلك وحذرت المستوى السياسي من هذه القضية.
وحول امكانية ضرب المركز الاسرائيلي بصواريخ طويلة المدى قال غينتس: الحرب هي أمر ليس متوقعا. فيه الكثير من التطورات. رأينا قبل فترة محاولة لاطلاق طائرة من دون طيار الى مركز اسرائيل وصواريخ طويلة المدى.
الى ذلك زعمت الاجهزة الامنية الاسرائيلية امس الاثنين ان الجيش تمكن من احباط عمليتين خطط لهما حزب الله. وحسب المراسل العسكري للتلفزيون الاسرائيلي امير بار شالوم، فقد تمكن سلاح الجو الاسرائيلي من اسقاط طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، مشيرا الى ان حزب الله ارسلها لكي تتفجر في احدى المدن الشمالية في اسرائيل. وقال التلفزيون الاسرائيلي نقلا عن مصادر عسكرية مطلعة قولها انه في الساعات الاولى من فجر امس الاثنين رصدت المخابرات الاسرائيلية شاحنة كبيرة مليئة بالمتفجرات بالقرب من مستوطنة المطلة وهي في طريقها الى اسرائيل، وعلى الفور قام سلاح الطيران بمهاجمتها وتفجيرها على الاراضي اللبنانية، على حد زعمه.