- أهم ما جاء في رسالة دافيد الهرار

* نحن سنكون دولة واحدة لشعب واحد لأنه لا يوجد هنا شعبان. سنترك حماقة الماضي ونتوجه للحكمة

* صديق عزيز فحص على مدى أكثر من عشر سنين داخل قبائل وحمائل العرب في إسرائيل فوجد أن لنا اخوة، فجميعنا من نسل سيدنا يعقوب بن اسحق وحفيد أبينا إبراهيم

بعث دافيد الهرار المطرب اليهودي المعروف برسالة الى رئيس بلدية سخنين مازن غنايم ولأهالي المدينة يخاطبهم فيها بعد أن قام بزيارة المدينة لأول مرة بعنوان "سخنين الحبيبة" يتطرق فيها الى شعوره ما قبل وما بعد الزيارة،جاء فيها:



جعلت الربّ أمامي في كل حين. بسم الله الرحمن الرحيم
"أتيت إليكم في سخنين ينتابني تخوّف كبير. منذ سنوات طويلة وأنا لا أدخل الى قرية عربية لأنني كنت أعلم أنكم ترون بي عدوا مكروها. من قال لي ذلك؟ لا أعلم، روح شريرة. من المعروف لدينا أن اليهودي الحريص على نفسه يبتعد عن تلك الأماكن التي يعتبر فيها غير مرغوب وحياته في خطر. لقد علّموني منذ الرضاعة أن لا أثق بكم كما أنكم لا تثقون بنا. من قرّر ذلك؟ لا أحد يعرف، ربما طلاب نفس الروح الشريرة. منذ أن كنت طفلا، انكشفت على الكتب وتعلمت أننا نحارب سدى على هذه الأرض مئات السنين، وهي فقط تمتص وتمزج دماء أبنائنا بدماء آبائنا وآباء آبائنا القديسين، يهود وعربًا".
جئت الى بيتكم وبحثت عن العيون ذات البريق والمتشككة فوجدت عيونا طيبة وهادئة. أردت أن أسمع منكم الحقيقة ولم يكن الأمر ضروريا، لأنه عندما كنا معًا في الغرفة نفسها- كنا نحن الحقيقة النقية. هذا هو الواقع الذي لا يمكن نكرانه بعد. أي كرم ضيافة وأية طيبة قلب! هل الجميع هكذا؟ قالوا لي أخرج الى الشارع لترى أناسا مثل كل الناس. نحن أيضا نضحك ونبكي ونغضب ونأكل ونشرب، ولدينا أولاد وأحفاد وأبناء أحفاد، وكذلك لدينا قلق وفرح وحزن وأيام حداد وأعياد وأوقات للسرور. وفي الساحة تتمايل أغصان الأشجار مع الريح وقطة تموء وسيارة حديثة تمر على عجل ومنظر إلهي تحت السماء الصافية، وحول ذلك جبال وتلال خضراء دائمة الخضرة، الله أكبر! هذه هي بلاد أعدائنا؟ هؤلاء يطلبون روحي؟ يا روحي المضطربة... لا تطلبي الراحة! أريد أن أعرف أكثر فأكثر... كل الخوف اختفى وزال كأنه لم يكن وخجلت أنه كان.

بعد الفحوصات اكتشفنا أن لنا أخوة عرب!!
أخذني إليكم السيد تسفي ميسيناي، يهودي عزيز أجرى أبحاثا تستند الى أبحاث وراثية لدى عرب هذه البلاد. لقد فحص على مدى أكثر من عشر سنين داخل قبائل وحمائل العرب في إسرائيل فوجد أن لنا اخوة، فجميعنا من نسل سيدنا يعقوب بن اسحق وحفيد أبينا إبراهيم. أي، أبناء شعب واحد نحن، لكن التاريخ ضربنا دون رحمة ومزقنا وفرّق الأخ عن أخيه. إخوة نحن. أنتم لحم من لحمي وجزء لا يتجزأ من نفسي، لماذا كنا أعداء لدودين؟ من لعننا سوية بنفس اللعنة الفظيعة؟
العربية والعبرية بإبدال الأحرف هما نفس اللغة. نحن لا نتنازع على الشمس التي تشرق على رؤوسنا جميعا. لم نحارب بعضنا قط على القمر والنجوم التي أنارت ليالينا. الغيوم أنزلت علينا أمطار خير وبركة دون التمييز بين عدو ومحبّ، والريا التي تضللنا وتخدعنا- مرة تحمل في أجنحتها أمل السلام وأحيانا رياح حرب. وفقط الأرض التي تعطي محصولها وتجمعنا جميعا داخلها، هذه الأرض الجميلة والخصبة التي أعطانا الله الرحمن الرحيم بنعمته أن نفلحها ونحرسها، كانت لنا عائقا. هي لن تكون الى الأبد كلها لليهود وهي لن تكون كلها للعرب لأننا جميعا في نهاية المطاف نكون لها، ولذلك، يا إله الملك والعدل حدّد لنا أن تكون كل هذه الأرض لنا جميعا، سوية.
كم كنت أرغب بالسكن في سخنين. أتناول زيت الزيتون المحلي الصافي الرائع وأتحلى بالتين الذي يقطر حلاوة. وأجلس معكم كما جلسنا لنتبادل حديث السلام ومحبة الأخوة، أخوة وصداقة. ونبهّر حديثنا بآيات من التوراة والقرآن وندرك أن الله العلي هو إلهنا، مالكنا جميعا، هو الرب العظيم لكل الأديان، إله كل الخلق- يريد أن نعيش فيها سوية، هذه هي مشيئته، وهو يستجيب لكل أمنياتنا. ما يجب أن نقول، نقول. ما يجب أن نفعل، نفعل. لا يجوز لنا أن نبقى صامتين هادئين ونترك الأشرار الفاسدين أن يدمّروا حياتنا المشتركة، وأن يزرعوا الموت والثكل في عائلاتنا وأن يجرفوا الملايين الى جيوبهم على ظهورنا المنحنية، نقول لهم كفى! الأمر بأيدينا، بأيدينا فقط.

دولة واحدة لشعب واحد لانه لا يوجد شعبان
نحن سنكون دولة واحدة لشعب واحد لأنه لا يوجد هنا شعبان. سنترك حماقة الماضي ونتوجه للحكمة التي تتطلع الى مستقبل مشترك، كشعب واحد. كل يحيا بإيمانه ويحترم الآخر. سنجعل البلاد مزدهرة أمام كل العالم، وسيأتي ملايين السياح، من كل الأديان، ليندهشوا كيف تم في سخنين زرع بذرة السلام لمجد هذه الديار المقدسة. سيجمع السلام، الهدوء والسكينة الجميع من كل أقطاب العالم. سيتوافدون الى كل الأماكن المقدسة لليهودية والإسلام والمسيحية، والى قبور الأولياء والمواقع الأثرية الهامة المنتشرة بآلافها في أنحاء هذه البلاد القديمة. حضارة آلاف السنين مثل آبائنا القدامى المشتركين في بلادنا ستدهش الجميع. هذا هو المستقبل الذي نرغب فيه وهو سيجلب علينا وعلى أبنائنا وعلى الأجيال القادمة وفرة من البركة الاقتصادية، الهدوء، الفرح وسلام الأخوة العقلاء الذين شبعوا أكثر من اللازم من حروب لا داعي لها. حبذا أن يتحقق هذا لنا جميعا، إن شاء الله آمين.