استمرار الجدل الواسع حول بناء مسجد للمسلمين بالقرب من منطقة جراند زيرو والتي شهدت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر

الشيخ عبد الهادي أحمد رئيس مسجد البيت المكرم في منطقة واشنطن الكبرى:

ليس المسيحيون واليهود هم وحدهم من قضوا في تفجيرات مبنى التجارة العالمي

عبد العزيز وهبة الله كانا يعملان في مبنى التجارة العالمي ساعة تنفيذ هذا الاعتداء الآثم، وهما مسلمان ويصليان ويقيما حدود الله. هل أغفل الإعلام الأمريكي قصتهما؟

بعد الجدل الواسع حول مسجد بيت قرطبة, ذلك المسجد الذي يسعى المسلمون إلى إقامته بالقرب من منطقة جراوند زيرو (أرضية مبنى التجارة العالمي) في مدينة منهاتن بولاية نيويورك, بدا واضحاً أن تأكيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وللمرة الثانية في أقصر تصريح له عندما قال يوم الأربعاء الفائت إن إجابته: لا ندم, حول ما صرح به ثالث أيام شهر رمضان المبارك على مأدبة إفطار في البيت الأبيض، بأن من حق المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية ممارسة عبادتهم كأي أحد آخر في هذا البلد, وما نشب عقب تصريحه من تيارات رافضة، سواء كانت من الجمهوريين أو الديمقراطيين على حد سواء في الكونغرس والبرلمان الأمريكي.

رئيس مسجد البيت المكرم في واشنطن الشيخ عبد الهادي احمد

علاوة على المظاهرات في مدينة منهاتن لعائلات الضحايا الرافضين لفكرة إقامة مسجد لما له من أثر سلبي على نفوس أهالي الضحايا الذين قضوا في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
لكن أن تخرج قصة من بين ركام الأصوات المؤيدة والرافضة في أول تناول إعلامي عربي لها لـ"العربية.نت"، فهذا أمر بحد ذاته رسالة إعلامية ستوجه الأنظار صوب اتجاه آخر، ألا وهو أن جميع الديانات والمعتقدات قد تضرروا في تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن المسلمون مفضلين على غيرهم في اختيار الحياة دون الموت.
ففي أول لقاء إعلامي مع الشيخ عبد الهادي أحمد، رئيس مسجد البيت المكرم في منطقة واشنطن الكبرى قرب العاصمة واشنطن دي سي، قال: "ليس المسيحيون واليهود هم وحدهم من قضوا في تفجيرات مبنى التجارة العالمي، فهذه بنت أخي وزوجها اللذان يعملان هناك ماتا في التفجيرات علماً أنهما تزوجا قبل شهر من نهاية قصتهما والرحيل عن هذه الدنيا. فأنا ما زلت أصلي وأدعي لهما أن يرحمهما الله لأنهما ماتا ظلماً كما ظلم الجميع في هذه الواقعة السوداء".
وتابع قائلاً "عبد العزيز وهبة الله كانا يعملان في مبنى التجارة العالمي ساعة تنفيذ هذا الاعتداء الآثم، وهما مسلمان ويصليان ويقيما حدود الله. هل أغفل الإعلام الأمريكي قصتهما؟ لماذا لم يقول الإعلام الأمريكي أن بنت أخي وزوجها ابن أختي أنهما مسلمان وماتا كما مات مئات المسلمين الآخرين من أصول هندية وباكستانية في مبنى التجارة العالمي أو بالقرب منه".

مسجد البيت المكرم

وحول هذه القصة أضاف الشيخ عبد الهادي قائلاً "كنت آمل أن يأتي الإعلام للدول الإسلامية والعربية وأن يعرف مرارة ما حدث لنا في ذلك اليوم، حيث لم نجد أشلاء ولا أجساد الشابين، فنحن أيضاً ضحينا من أجل أمريكا ونحن أيضاً مواطنون أمريكيون، وكما قدموا هم الضحايا نحن بدورنا أعطينا خسائر بشرية ومادية، فالموت لم يميز بين هذا أو ذاك ساعتها".
وحول مسجد البيت المكرم أكد الشيخ عبد الهادي قائلاً في تصريح لـ"لعربية.نت" "هذا المسجد كان كنسية، فلقد اشتريت هذه الكنسية بـ250 ألف دولار وحولته إلى جامع، ويعتبر هذا الجامع الأقرب لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وفي النية بناء مسجد آخر سيكون هو الأقرب إلى وزارة الدفاع الأمريكية في القريب العاجل إن شاء الله. إذن هذا بلدنا ونحن أمريكيون مسلمون، فلا نريد أن نسمع نبرة التمييز في بلد يحترم الجميع ولا يفرق بين معتقد أو لون أو دين".
من جانبه، قال المسلم الأمريكي من أصل إثيوبي: نعم تلقينا خبر الضحايا الأمريكيين من مسلمين وغير مسلمين في أحداث الحادي عشر من سبتمبر بنفس المرارة والألم. نحن لا نرضى عن هذا العمل الذي ملأ المكان بالرعب والموت، وكما رفضه غير المسلمين رفضه المسلمون أيضاً، لكن الإعلام ركز على الحادث على أن من قام به يعتبروا مسلمين أو يحسبون على الدين الإسلامي".

عبدالعزيز وهبة الله

يذكر أن الجدل حول بناء مسجد بيت قرطبة جاء على خلفية انزعاج عائلات الضحايا من غير المسلمين، وأن هذا المسجد سيكون ذكرى ترفع من حدة الاحتقان بين الديانات المختلفة، علماً أن عدد المسلمين الذين لقوا حتفهم في مبنى التجارة العالمي أو المناطق القريبة منه يقدر بـ150 شخصاً من مختلف الأصول، لكنهم يحملون الجنسية الأمريكية".