الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 17:02

الأب جبرائيل نداف يكتب: نفتقر الى التواضع

كل العرب
نُشر: 23/08/10 13:34,  حُتلن: 13:46

الأب جبرائيل نداف:

الحياة أبسط وأجمل إذا فهمنا أخطاءنا وحاولنا تجاوزها بدل إخفاءها بأخطاء أكبر فالأمور تتعقد والأخطاء تتعاظم

المتخاصمان لا يعترف أحدهما على الأقل بخطئه أو ربما بسوء فهمه لحقيقة موقف الآخر.. فالكل صادقٌِ والجميع محقٌ

عجبت من الناس في أمور كثيرة، ولكن ما أثار استغرابي ودهشتي هو إدعاء كل منهم الحق والحقيقة.

فالمتخاصمان لا يعترف أحدهما على الأقل بخطئه أو ربما بسوء فهمه لحقيقة موقف الآخر.. فالكل صادقٌِ والجميع محقٌ.

إذا أقنعنا أنفسنا بأن الجميع صادقون والكل يمتلك موقفاً يستحق الثناء عليه فلماذا المصادمات والخلافات التي قد تكون مهنية أو عائلية أو ربما قد تصل أحياناً إلى أخوية وأسرية .... الموضوع بحاجة إلى إعادة تقييم موقفنا من ذاتنا قبل تقييم موقفنا من الآخر. فالإنسان محدود ولأنه محدود هو خاطئ ويخطئ.

ليست المشكلة في خطئه وإنما في رفضه الاعتراف بخطئه أي رفضه الاعتراف بضعفاته ونقصه.

لماذا يرفضون الاعتذار؟
فلا أجد شخصاً إلا ويجادل ساعات وساعات ويحاول إقناع الآخرين بقوة وصحة موقفه ولكن كان من الأسهل عليه أن يعود إلى ذاته ويقيّم موقفه ولكن كلمة أنا مخطئ أو لست على صواب هي جملة وقعها صعب على معظم الناس.. لماذا يرفضون الاعتراف بالخطأ؟.. لماذا يرفضون الاعتذار؟.. هذا الأمر يستدعي منّا إعادة النظر في طريقة تربيتنا لأولادنا . فعندما نعلّم الولد على ضرورة مراجعة ذاته ليقول عفواً أو أنا مخطئ عندما يقترف خطاً، فالطفل يقولها بشكل أوتوماتيكي: "عفواً أو Sorry"، لينال حظوةً عند أهله أو خوفاً من عقابهم ولكن بدون اقتناع ... نحتاج إلى بذل جهد ووقت أكبر مع أولادنا لندربهم عليها ولكن في الوقت نفسه من الضروري عندما نخطئ نحن الكبار أن نعتذر من أولادنا ومن غيرهم ونكون قدوة لهم فلا نكتفي فقط بإعطاء التعليمات النظرية دون التطبيقية .

التواضع فضيلة
الحياة أبسط وأجمل إذا فهمنا أخطاءنا وحاولنا تجاوزها بدل إخفاءها بأخطاء أكبر فالأمور تتعقد والأخطاء تتعاظم.
حبذّا لو قيّم كل واحد منّا مواقفه فتمسّك بما هو حسن ونبيل وتراجع عمّا هو خاطئ ولكن كل ذلك بحاجة ماسة للتواضع فلا يمكن أن نكون على حق ونحن نفتقر إلى التواضع . فمشكلة الشيطان الأساسية هي غروره فهو ساقط ولأنه مغرور لم يعترف بخطئه وسقوطه وتمادى في عصيانه وابتعاده عن الله والخير والحق والحقيقة.

فالتواضع فضيلة من فضائل الحياة وقيمة من قيم الإنسان العظيم ..
كل من فهم التواضع وعاشه، استطاع أن يعيش بسلامٍ مع ذاته ومع الآخرين. والتواضع له ثمار رائعة، إذا نفضنا غبار الغرور عن حياتنا حصلنا على تلك الثمار العظيمة.

مقالات متعلقة