الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 05:01

تميم منصور- ولائم النفاق في شهر رمضان

كل العرب
نُشر: 21/08/10 14:42,  حُتلن: 14:48

تميم منصور في مقاله:

كيف للقاتل والسارق والمحتل أن يتمنى السعادة والخير لضحيته؟ 

لا يتذكر هؤلاء الصهاينة أهمية التقارب والتعاون بين كافة الأديان والطوائف المختلفة في اسرائيل سوى في شهر رمضان

ظهور هؤلاء على شاشات الفضائيات الاسرائيلية والأجنبية ما هو الا صك غفران لحكومة نتنياهو ليبرمان براك الرافضة للسلام

مشايخ هذه الولائم ومن يرافقهم من رؤساء السلطات المحلية العربية لا يمثلون الجماهير العربية الفلسطينية داخل الخط الأخضر، انهم لا يمثلون سوى أنفسهم 

شهر رمضان شهر النضال والكفاح والمواجهة ضد الفساد والظلم والنفاق والعنصرية والاحتلال والاستبداد، فغالبية انجازات العرب وانتصاراتهم عبر التاريخ تمت في هذا الشهر الفضيل.

لكن هناك من يرى أن هذا الشهر بعين تختلف عن قدسيته الروحية والمعنوية والانسانية، في مقدمة هؤلاء العديد من القادة والزعماء الاسرائيليين خاصةً من بين المكلفين من قبل أجهزة المخابرات بترويض المواطنين العرب الموجودون دائماً في خانة الاتهام والشك بالنسبة لهذه الأجهزة.

لا يتذكر هؤلاء الصهاينة أهمية التقارب والتعاون بين كافة الأديان والطوائف المختلفة في اسرائيل سوى في شهر رمضان، وهم في الحقيقة المسؤولون عن جميع حالات التمييز والاجحاف التي تعاني منها الأقلية العربية الفلسطينية داخل الخط الأخضر.

 الممارسات العنصرية
قبل اطلالة هلال هذا الشهر تكون برقيات التهنئة جاهزة يرسلها القتلة من قادة اسرائيل المدنيون منهم والعسكريون الى مواطني عرب 48 وإلى ملوك ورؤساء وامراء التطبيع في الدول العربية، انها رسائل نفاق يرسلها شمعون بيرس المكلف دائماً بالتغطية على الممارسات العنصرية والجرائم بحق الانسانية التي تمارسها المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة، كيف للقاتل والسارق والمحتل أن يتمنى السعادة والخير لضحيته؟ اذا وضعنا هذه الرسائل في ميزان الممارسات الاسرائيلية نجد أن هناك فجوات كبيرة بين واقع ما تحمله هذه الرسائل من تهاني وواقع هدم قرية العراقيب العربية في النقب للمرة الرابعة خلال عشرة أيام، لقد ترك أصحاب بيوت هذه القرية يعيشون في العراء تحت رحمة شمس صحراء النقب الحارقة.

حرية العبادة
كيف ينطبق التباكي على حرية العبادة وعلى التقارب بين الأديان والسلطات الاسرائيلية لا تزال تصادر أملاك الأوقاف الاسلامية وتمنع العرب وهم أصحابها الشرعيين من حق ادارة هذه الأملاك واستثمار ريعها لاقامة مشاريع حضارية خاصة بهم؟ هناك فجوات كبيرة بين واقع هذه التهاني وواقع اقدام السلطات الاسرائيلية وبأمر من وزير الداخلية "ايلي يشاي" على هدم مقبرة مأمن الله في القدس اضافة الى تحويل العشرات من المساجد الاسلامية الى مطاعم وبارات وأماكن أخرى دنسة.

عباءات الوعظ
ما يلفت النظر أن هؤلاء المخادعون لا يكتفون بهذه الرسائل للتعبير عن نفاقهم وخداعهم بل يختارون ارتداء عباءات الوعظ ويقيمون ولائم وموائد الرحمن السياسي باسم التعاون العربي اليهودي وباسم السلام والتطبيع وباسم التقارب بين الطوائف والأديان مع أنهم هم من يزرع بذور الشقاق حتى الاقتتال بين هذه الطوائف.
لكل زعيم اسرائيلي ولائمه وموائده المميزة كما يوجد لهذا الزعيم جيش من المنهرقين والوصوليين الذين يلهثون وينتظرون مثل هذه الموائد كي تكون تجديداً لقسم الولاء للدولة لأن اسرائيل تضع عرب 48 دائماً في خانة الاتهام وعليهم اثبات عكس ذلك.

يشبهون العرب بالافاعي
من ولائم النفاق هذه ،الوليمة التي أقامها الوزير من "حركة شاس" العنصرية "ايلي يشاي" وزير الداخلية في حكومة نتنياهو، الحركة التي ينتمي اليها يشاي تعتبر من كبرى الحركات العنصرية وتفوهات رئيسها "عوباديا يوسف" معروفة فقد شبه العرب بالافاعي وبالصراصير يجب ابادتهم ، وهو الذي أقام أكثر من صلاة واحدة أوهب ريع تقواها الى الرئيس المصري حتى يتشافى من مرضه لأنه يعتبره حليف اسرائيل الاستراتيجي.
أما الوزير "يشاي" نفسه فهو ينضح بالعنصرية وكراهية العرب فهو يقف في الصف الأمامي من كبار طوابير العنصريين والمتطرفين الرافضين لأي شكل من أشكال السلام، والداعمين للاستيطان بكل أنواعه فوق الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، وهو المسؤول عن صدور القانون العنصري الذي شتت شمل عشرات الألاف من العائلات الفلسطينية عندما منع استمرار الحياة الأسرية بين أزواج من عرب 48 مع نساء فلسطينيات من الضفة الغربية وقطاع غزة وبالعكس. اليوم يوجد ألاف الأطفال الفلسطينيون بدون هوية وبدون وطن يأوون اليه لأن حلم الوزير العنصري يشاي هجرتهم من الوطن.

أجهزة الموساد
الاعلام الاسرائيلي الموجه دائماً من أجهزة الموساد ينتظر هذه المناسبات ويقوم بترويجها في العالم لتبيض وجه اسرائيل البشع خاصةً في هذه المرحلة، خاصةً وأن غالبية المنافقون الذين يرتادون هذه الولائم يظهرون بزيهم الديني الخاص بكافة الطوائف ، ان ظهور هؤلاء على شاشات الفضائيات الاسرائيلية والأجنبية ما هو الا صك غفران لحكومة نتنياهو ليبرمان براك الرافضة للسلام.
 

مشايخ الولائم
ان مشايخ هذه الولائم ومن يرافقهم من رؤساء السلطات المحلية العربية لا يمثلون الجماهير العربية الفلسطينية داخل الخط الأخضر، انهم لا يمثلون سوى أنفسهم ويعتبرون فئة ضالة خارجة فقدت ذاكرتها، المضحك المبكي أن من بين روّاد ولائم النفاق هذه من ينتمون أو يمثلون الأحزاب الوطنية العربية العلمانية منها والاصولية خاصةً من رؤساء السلطات المحلية وفي مقدمتهم رئيس بلدية الناصرة والطيرة وأم الفحم.

ديوان رئيس الدولة
لماذا لم يتضامن هؤلاء مع موقف رئيس لجنة المتابعة الذي عبر في موقفه عن رأي غالبية الجماهير العربية بعد أن رفض الدعوة التي وجهت له من ديوان رئيس الدولة شمعون بيرس؟ كل الذين حضروا وشاركوا في ولائم النفاق هذه أكدوا أن الوطنية ما هي الا طفرات ومشاعر موسمية وفرشاة وسطل دهان "يزوقون" بها مواقفهم، ان تهافتهم على مثل هذه الولائم تسيء الى أجيالنا الصاعدة الشابة.

كنس الاحتلال والتخلي عن العنصرية
قديم الطعام في مثل هذه الولائم لا يزرع الوفاق والحب والمودة التي تحدث عنها ايلي يشاي، ما يوفر هذه الثوابت الانسانية العدل والمساواة وكنس الاحتلال والتخلي عن العنصرية.
شتان ما بين الذين استقبلوا الوزير العنصري يشاي وهم يلوحون بالعلم الفلسطيني وبين الذين هرعوا حاملين رايات النفاق والولاء، وهل يستوِ المناضلون الصادقون مع المنافقين؟

مقالات متعلقة