نضال عتمان قدم محاضرة بعنوان "المساواة والتمييز بين القانون والواقع" 

الورشة تميزت هذا العام بتبادل المعلومات عن عمل كل مجموعة والظروف والإمكانيات المتوفرة لكل منها، للإستفادة من خبرة وتجارب كل من المجموعات 

أديلا بياضي أشارت إلى أهمية تطوير وتذويت مبادئ وقيم المساواة والعدالة والديمقراطية في تعاملنا اليومي، خاصة لما يشهده مجتمعنا من حالات عنف وترد عام في القيم

إختتم مركز "مساواة" لحقوق المواطنين العرب مؤخرًا مجموعة من الورشات التدريبية في موضوع المساواة وحقوق الإنسان لمجموعات شبابية وتربوية مختلفة.وشارك عشرات المعلمين والمعلمات من مختلف مناطق البلاد في ورشة أقيمت على مدار ثلاثة أيام متتالية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله، أواخر تموز الماضي . وكانت نفس المجموعة تلقت تدريبًا مكثفًا العام الماضي في موضوع "القانون الانساني الدولي". وقد تميّزت الورشة هذا العام بتبادل المعلومات عن عمل كل مجموعة والظروف والإمكانيات المتوفرة لكل منها، للإستفادة من خبرة وتجارب كل من المجموعات.

كما أختتم مؤخرًا تدريب مشابه لعشرات الشباب والشابات من مناطق مختلفة في البلاد مثل القرى الغير معترف بها في النقب والطيبة والطيرة وطمرة وحيفا، وذلك بالتعاون بين مركز مساواة والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب وجمعية "تشرين" لإحياء الثقافة في الطيبة وجمعية "بيت الصداقة" في طمرة. حيث استضاف "مركز الكرمل" الحقوقي، التربوي والثقافي (وهو مقر مركز مساواة وجمعية التوجيه الدراسي) 55 مشاركًا ومشاركة في الورشة التدريبية تحت عنوان "المساواة والتنظيم المجتمعي" والتي استمرت على مدار ثلاثة أيام متتالية في حيفا.

رفع الوعي لدى المجموعات
وتأتي الورشات التدريبية في إطار مشروع "التربية لحقوق الإنسان" والذي بالإضافة لرفع الوعي لدى المجموعات المختلفة في كل ما يتعلق بحقوق الإنسان، يهدف إلى تفعيل المجموعات المختلفة ومدّها بأساليب عمل متطورة ليمكنها لاحقًا من العمل مع مجموعات إضافية مختلفة لإحداث التغيير المجتمعي.

أزمة قيمية في المجتمع العربي
نائبة مدير مركز مساواة أديلا بياضي - شلون كانت قد افتتحت الورشتين فرحّبت بالمشاركين وحدّثتهم عن عمل المركز ورؤيته الهادفة لتحصيل الحقوق الإقتصادية، الإجتماعية، الثقافية والسياسية للعرب الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل، بالاضافة الى أهداف التدريب والتي تصبو إلى رفع الوعي حول مبادئ حقوق الانسان وتطوير اساليب عمل من شأنها ان تعود بالفائدة على المشاركين/ات والطلاب أيضًا.وأشارت بياضي إلى أهمية تطوير وتذويت مبادئ وقيم المساواة والعدالة والديمقراطية في تعاملنا اليومي، خاصة لما يشهده مجتمعنا من حالات عنف وترد عام في القيم. وقالت: "بالاضافة الى عملنا مقابل المؤسسات الحكومية لضمان تخصيص ميزانيات وتطوير مشاريع تعود بالفائدة على مجتمعنا ومحاربة العنصرية والتمييز اللذين نعاني منهما من قبل مؤسسات الدولة والأكثرية اليهودية، علينا أيضًَا التعامل بصراحة وشفافية مع هذه الظاهرة نفسها في مجتمعنا. فنحن نتحمّل مسؤولية خلق أجواء آمنة وحضارية في مجتمعنا، لأننا إذا تخلينا عن مسؤوليتنا، فأكثر من سيعاني من هذه الأزمة هم شبابنا وشاباتنا، لذلك علينا تطوير آليات مجتمعية للتعامل مع العنف والصراعات التي سقط فيها عشرات المواطنين خلال السنوات الاخيرة بين قتيل وجريح". وأضافت، "نستهدف في هذا المشروع مجموعات مختلفة هذا العام منها المعلمين والطلاب، لتطوير خطاب ديمقراطي حقوقي يحترم مبادئ وقيم حقوق الإنسان لدى هذه المجموعات".
أما مدير مركز "مساواة" جعفر فرح فتطرق خلال مداخلاته في الورشات التدريبية إلى الظروف والمشاكل الذي يواجهها المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، إبتداءً من مؤسسات الدولة الرسمية ووصولاً إلى المشاكل الداخلية للمجتمع العربي، وإيجاد الإطار للعيش المشترك بين جميع شرائح ومركبات هذا المجتمع. كما تناول فرح موضوع العنصرية التي نعاني منها وأساليب محاربتها وموضوع المساواة كقيمة يجب تنميتها.

التنظيم المجتمعي كآلية للتغيير
وقدم المحامي نضال عثمان من مركز "مساواة" في تدريب المعلمين محاضرة بعنوان "المساواة والتمييز بين القانون والواقع"، تطرق فيها الى المساواة من الناحية القانونية مؤكدًا على كون التمييز واللامساواة ليسا في الممارسة فقط، وإنما كذلك بين القوانين التي شرِّعت في إسرائيل والتي يفضل وفقها المواطن اليهودي على المواطن العربي. وفي تدريب الطلاب قدم محاضرة وتدريبًا حول التغيير والتنظيم المجتمعي كآليات عمل أساسية من اجل إحداث التغيير المنظم في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد. وأكد عثمان على أهمية الدمج بين معرفة القوانين والواقع ومعرفة آليات التغيير، مشددًا على أهمية إكساب الجيل الشاب هذه الآليات كونه يسعى دائما للتغيير ويرفض الواقع.
هذا ويذكر أنّ الورشة الأولى والتي عقدت في رام الله لمجموعة المعلمين والمعلمات كانت قد استضافت السيدة وفاء عبد الرحمن، مديرة مؤسسة "فلسطينيات" والتي تحدثت عن عمل المؤسسة وقدمت مداخلة حول المساواة بين الجنسين، وحول موقع المرأة في الإعلام وكيف يقوم الإعلام بإظهار المرأة الفلسطينية.
اما الورشة التدريبية الثانية للطلاب الثانويين فقد استضافت السيدة لمياء نعامنة من جمعية "السوار" لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية والتي عملت مع المجموعات الطلابية المختلفة من خلال محاضرة ونقاش حول موضوع المساواة بين الجنسين. هذا إلى جانب ورشات وفعاليات عديدة منها حقوق الإنسان وحقوق الأقليات، المساواة بين الجنسين والمساواة أمام القانون بتوجيه وتيسير السيد صابر رابي والسيدة فاخرة هلون.