عز الدين ابو العيش قام بتأليف كتاب حافل بالتطلع بعين من الامل نحو المستقبل رغم الفاجعة التي حلت بعائلته

أبو العيش: الكره سم يحرق صاحبه من الداخل. أما الغضب فمسموح لانه يمكن توجيهه بصورة ايجابية

الطبيب الغزي يقول أن  كل شيء في هذه الحياة ممكنا حتى السلام وأن الامر المستحيل الوحيد هو ان يرجع بناته وزوجته 

كتبت مراسلة الجارديان في جباليا, هارييت شيروود مقالة قالت فيها ان الطبيب الغزي, عز الدين ابو العيش قام بتأليف كتاب حافل بالتطلع بعين من الامل نحو المستقبل رغم الفاجعة التي حلت بعائلته بفقدان ثلاث من بناته خلال العدوان الاسرائيلي على غزة 2008-2009.
تحت عنوان: "I SHALL NOT HATE" او "لن اكره" يكتب ابو العيش اخصائي النساء الذي يعمل حاليا في كندا كتابا معبرا حرك مشاعر التعاطف لدى كثير حول العالم, ترجم الى 13 لغة من الفنلندية وحتى التركية, وقريبا الى العربية والعبرية. وصف فيه الالم والضياع والحصار الذي تعيشه غزةبالإضافة الى استشهاد ثلاث من بناته في الحرب.

 
عز الدين ابو العيش بعد نبأ استشهاد بناته

الكره والغضب
يقول الطبيب الذي عمل في المستشفيات الاسرائيلية اعواما عديدة والذي اثار الحيرة والدهشة لكونه طبيبا فلسطينيا من جباليا شمالي غزة يقوم بتوليد اطفال يهود ان هنالك فرقا بين الكره والغضب.
فالكره سم يحرق صاحبه من الداخل. أما الغضب فمسموح لانه يمكن توجيهه بصورة ايجابية.
يقول الطبيب كذلك ان كل شيء في هذه الحياة ممكنا حتى السلام. الامر المستحيل الوحيد هو ان يرجع بناته وزوجته (التي توفيت شهرين قبل استشهاد بناتها اثر سرطان مستعص في الدم) من الموت. وان على الشعب الفلسطيني الكف عن القاء الملامة على الاخرين وان يبدأ باخذ زمام المسؤولية في يده.

العدوان على غزة
وكان الطبيب ابو العيش يتحدث مع اصدقائه وزملائه الاسرائيليين وحتى مع وسائل الاعلام الاسرائيلية لينقل احداث وصور من غزة اثناء العدوان. ولكن وفي حديث مباشر وعلى الهواء مع القناة الاسرائيلية العاشرة نقل صوته في تلك المرة باكيا مشتتا يصرخ ويستصرخ بالعربية والعبرية بعد مقتل بناته الثلاث بيسان مايا وايه اللاتي تراوحت اعمارهن ما بين 13 و21 وبعد دخول غرفتهن التي قصفت ليرى الدماء والحريق واشلاء اجسادهن المقطعة. في تلك الحادثة اصيبت بنت له رابعة اسمها نور 17 عاما اصابة بالغة.

تكريم الشهيدات
بالاضافة الى كتابه اقام ابو العيش في كندا جمعية خيرية تكريما لبناته وزوجته تذهب جميع جهودها في سبيل تعليم وتطبيب فتيات ونساء في الشرق الاوسط. وعلل ذلك بالقول ان العنف درب فاشل ثبت فشله منذ وقت كثير الا ان الفلسطينيين والاسرائيليين لم يعرفوا سبيل اخر ولم يعرفوا التغيير. وان الفاجعات لا يعرفن حياته بل يجعلنه يتحرك اكثر. وان حياته يدين بها لامه وزوجته وبناته. لذا فان التغيير يجيء من الام وان اردت تغييرا فابدأ بالنساء.