الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 19:02

كل عام وأنتم بألف خير..الجالية العربية ورمضان في شيكاغو

كل العرب
نُشر: 13/08/10 07:34,  حُتلن: 22:50

 يطل علينا شهر رمضان المبارك كل عام ، ونحن نتطلع إلى إستقرار الأوضاع في بلداننا الإسلامية والعربية، ونتمنى أن تنعم أمتنا بالأمن والسلام والأمان وخاصة في البلدان التي يعاني أهلها من قسوة العيش وعدم الإستقرار، وحمامات الدم المستمرة. ولكن للأسف فالحال إن لم يسر للخلف، فهو في حال "مكانك سر". فأعانهم الله على ضيق حالهم وفك كربهم، وليس لنا في هذه المناسبة إلا الدعاء لله بأن يشملهم برعايته، وبحث القلوب المفعمة بالعطف والرحمة والخير ببذل كل ما بالإستطاعة للمساعدة، لإضفاء بسمة على وجه طفل أو لسد رمق جوع، أو مساعدة في شفاء مريض. كما ونتساءل في هذه الأثناء كيف سيمضي شهر رمضان، وكيف سيكون إستقباله خاصة عند أهالي غزة، في هذا الحال البائس، حيث الفقر الشديد، والبطالة المزمنة والأمراض المتفشية وإنعدام مرافق الحياة الضرورية من كهرباء وماء ودواء، بل وإنعدام المسكن أحيانا. هذا أحد الجوانب الصعبة الذي يمر فيها جزء من جسد أمتنا العربية في هذا الشهر الفضيل، وبالطبع الحال مشابه في بقية بلداننا الإسلامية والعربية الأخرى، ولكن قد يكون الحال أقل وطأة، فكان الله في عون الجميع.

 إستقبال شهر رمضان
كما هو معلوم، لكل بلد طرقه وأساليبه الخاصة في إستقبال شهر رمضان، وإن كانت في النهاية تتشابه في الكثير من مظاهرها. ففي مدينة شيكاغو، تتواجد الجالية العربية بنسبة عالية مقارنة ببقية المدن الأمريكية الأخرى، ويحتفل المسلمون منهم بقدوم رمضان عندما يثبت رؤية هلاله الذي يعلن عنه من خلال المراكز الإسلامية المتواجدة في المدينة. ويتم معرفة وقت غروب الشمس وموعد الإفطار للأسر المسلمه من خلال جدول زمني يتم توزيعه من قبل المركز الإسلامي. وبالطبع فإنه لا يوجد أي مظهر يدل على حلول شهر رمضان المبارك في مدينة شيكاغو بشكل عام، إلا أن ذلك يظهر بوضوح في بعض المحلات العربية التي تكثر من أضواء الزينة وتنصب أضواء الهلال إشعارا بقدوم هذا الشهر الفضيل، كذلك يمكن التعرف على قدوم هذا الشهر المبارك من خلال البضائع المميزة المعروضة في المحلات العربية وفي بعض المحلات الأمريكية، والتي تكثر في هذا الشهر بالتحديد، كالتمر، قمر الدين، الخروب، المكسرات المستعملة في عمل الحلويات، الجبنة العربية الحلوة وغيرها. وبالطبع فإن هذا الشهر الفضيل يعد فرصة طيبة لمحال الحلويات التي تتفنن بإعداد القطايف، والكعك والمعمول، التي يكثر الإقبال على شرائها في هذا الوقت. ومما لا شك فيه أن مسؤولية تهيئة الجو الرمضاني في البيوت تلقى على عاتق السيدات، فتعمل بعضهن على تزيين البيت من الداخل ومن الخارج بأضواء الزينة والفوانيس وهلال رمضان التي تتوفر في كثير من المحلات العربية. كما تتفنن السيدات في عمل الحلويات المختلفة وتتنافس لإظهار مهارتهن، أيهن تتقن العمل بشكل أفضل، فتكون النتيجة صواني القطايف المحشو بالجبن، أو الجوز أو الفستق الحلبي التي تزين مائدة رمضان والتي يصعب على البعض مقاومتها.

مظاهر رمضان والإحتفاء
وتبذل بعض العائلات جهدها الكبير للتواجد حول مائدة رمضان التي تكون فرصة طيبة لتجمع أفراد العائلة التي قلما تسمح ظروف العمل والمشاغل بتجمعها. كما تحاول العائلة أن تجد مادة تلفزيونية مناسبة للعادات والتقاليد الإسلامية والعربية لمشاهدتها معا، ولكن للأسف فإن المحاولات قلما تنجح نظرا لعدم توفر مثل هذه النوعية المناسبة للمشاهدة من قبل العائلة.
بعد الإفطار يتوجه البعض لاداء صلاة التراويح في المساجد المتوفرة في شيكاغو. كما أن البعض يتناول الإفطار في المسجد، حيث يكثر أصحاب الخير الذين يتبرعون ماديا وعمليا بإعداد طعام الإفطار في المسجد. وأحيانا كثيرة يذهب أفراد الأسرة بكاملهم للصلاة في المسجد وتناول الإفطار هناك لإحاطة النشئ الصغير بأجواء إسلامية ورمضانية جميلة، حيث حلقات الذكر وتلاوة القرأن الكريم.
ومن هنا، يتضح بأن مظاهر رمضان والإحتفاء به تجد سبيلها في مدينة شيكاغو، على العكس من السنين الماضية، حيث كانت الجالية العربية الإسلامية قليلة العدد، ولم تكن تتوفر المحلات التجارية العربية التي تمتلئ بالبضائع والمستلزمات العربية كما هو الحال الآن. لدرجة أن البعض لم يكن يعلم عن قدوم شهر رمضان إلا من خلال تواصله مع الأهل في البلدان الإسلامية والعربية. وبالطبع الحال مشابه في إستقبال شهر رمضان لبقية الجاليات الإسلامية المتواجدة في شيكاغو
أخيرا، نتمنى أن يعم السلام والأمن والأمان على بلداننا العربية والإسلامية إن شاء الله، وكل عام وأنتم بألف خير أينما كنتم.

هناء عبيد  

مقالات متعلقة