الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 12:02

الحرب ومستقبل علاقات العرب واليهود


نُشر: 13/08/06 10:53


فعاليات عربية - يهودية مشتركة

بينما يصيب قصف حزب الله اليهود والعرب الإسرائيليين، على حدٍّ سواء، بات واضحًا أن التوتر الملموس أصلا في العلاقات بين الأكثرية اليهودية في إسرائيل وبين الأقلية العربية فيها يشتدّ ويتفاقم نتيجة للحرب التي نعاني منها.
يُخيَّل أن الكثير من العرب واليهود الإسرائيليين، وحتى من الذين يعملون في التربية على قبول الآخر يذهلون من اكتشاف الاختلاف الكبير في نظرة كلّ واحدة من المجموعتين للحرب. والأمور تتعدى مجرَّد الجدل حول الحقائق والتحليلات، وإنما نحن غارقون في الجدل حول ما يجب أن يشعر به كلّ جانب. لكن، المعروف أنّ الذكريات الجماعية والتجارب التاريخية هي التي تبلور وتحدّد فهم الإنسان لعالمه، وبالتالي، دعونا لا نتجاوب بمشاعر من الخوف أو الدهشة حيال ما يحدث.
يختلف موقف المواطنين اليهود عن موقف العرب من النزاع، حيث يبدي الكثير من الإسرائيليين عدم مراعاة وحساسية إزاء معاناة ومخاوف شركائهم في المواطنة. ويجب أن تعي الأكثرية اليهودية الشرخ الذي لا بد من حدوثه والذي خبرته الأقلية العربية في ضوء الحرب التي تدور رحاها بين دولتهم وبين أبناء شعبهم، مع العلم أن الكثيرين منهم لديهم أقرباء يعيشون في لبنان وبالتالي فإن هذه الحرب مثل باقي الحروب التي سبقتها تثير الذكريات المؤلمة للغاية والمخاوف العميقة في نفوسهم.
لكن، من الجهة الأخرى، فإن الكثير من العرب الإسرائيليين لا يبدون التعاطف مع المخاوف التي تنتاب اليهود الإسرائيليين، وتنكمش الادعاءات ذات الصلة بالقوة العسكرية الإسرائيلية التي تفوق بأضعاف القوة العسكرية لحزب الله، أمام الخوف الذي يشعر به المواطنون اليهود الذين تمكن الشيخ نصرالله  وأتباعه الإيرانيون، سواءٌ عن قصد أو دون قصدٍ، في تحريك الخوف العميق في نفوسهم والذي تعود جذوره إلى الطرد والمحرقة "الهولوكوست".
ربما تكون تذمرات المواطنين العرب حول تعبهم على الرغم من مضي أكثر من ستين عامًا من أن يحملوا على أكتافهم عبء التاريخ اليهودي وحالة الشكّ لدى الأكثرية اليهودية، ربما تكون ادعاءات مفهومة، إلا أنها غير ناجعة بالتأكيد.


فعاليات عربية - يهودية مشتركة
وبالطبع، فإن فهم المخاوف لدى اليهود الإسرائيليين يجب ألا يفرض قيودًا على الحق الديمقراطي والمشروع لكل مواطن سواء كان عربيًّا أو يهوديًّا أن يوجِّه النقد والشجب للسياسة التي انتهجتها الحكومة ولسير الحرب.
يتحتم علينا جميعًا كمواطنين أن نبذل جهودًا أكبر لاحتواء مخاوف الآخر وآلامه. وربما نسمع بين الفينة والفينة بعض الأصوات الإيجابية، غير أن غالبية الإسرائيليين من اليهود والعرب، على حدٍّ سواء، لا تبذل ما يكفي من الجهود لحماية النسيج الهشّ للعلاقات بين اليهود والعرب في الدولة. وإذا لم نفلح في هذه المهمّة فإن المجتمع الإسرائيلي قد يتفتت ويتفكك. ولا شك أن التجربة البلقانية، ويا للمفارقة، والتجربة اللبنانية، لها صلة كبيرة بموضوعنا.
بينما تدوِّي المدفعية وتقرع طبول الحرب، ينبغي على جميع المعنيين ببناء حياة مشتركة أفضل بين اليهود والعرب بذل قصارى الجهود للحد من الأضرار الناجمة عنها. ويتحتم علينا إجراء الحوار المكثف داخل جمهورنا، والإصغاء كلّ واحد للآخر بشكل اكبر، والحكم على موقف الآخر بشكل أقل.
بعد أن تضع الحرب أوزارها وتنتهي، علينا بذل جهود لتنمية وعي مدني مشترك يكون بالغ الأهمية بالنسبة لكل مواطن إسرائيلي  – وهي مهمة مدنية حيوية وضرورية لم نتمكن حتى الآن من تحقيقها،  يتوجب علينا التطرق إلى أسباب التوتر العميق الذي تفاقم نتيجة للحرب.
من الضروري أن نربي الشباب اليهود والعرب الذين يعيشون بصورة منفصلة وكل على حدة،  وتعليمهم التغلب على هذا الجهل والآراء المُسبقة الشائعة في كلّ جانب والشعور للتواجد كلّ واحد إلى جانب الآخر بشكل مريح.
إنّ حالة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية البارزة التي غدت ذات حضور أقوى  في غياب الملاجئ وأماكن الحماية والوقاية في البلدات والأحياء التي يسكنها عرب إسرائيليون يتطلب معالجة أساسية وعميقة، مع العلم أن الفجوات الاقتصادية بين الفقراء والأغنياء في إسرائيل التي سحقت الشعور بالتضامن في صفوف الوسط اليهودي، منذ وقت طويل، هي أكبر ومدمرة أكثر بكثير من الفجوات التي تفصل بين يهود وبين عرب.
يتحتم على الأكثرية اليهودية في إسرائيل أن تقبل بحقيقة كون عشرين بالمائة من شركائهم في المواطنة (وحوالي ثلث طلاب المدارس) من العرب المسلمين والمسيحيين والدروز. وبالتالي على الخطاب السياسي والعامّ أن يتغير، حتى وان أتى ذلك متأخرًا، بما يجعله يشمل جميع مواطني الدولة ويحترمهم.


فعاليات عربية - يهودية مشتركة
نستطيع بلورة إدراك وواقع مدني جديد ومحتو بطرق لا تعزز الموقف الخاص لإسرائيل كدولة الشعب اليهودي فحسب بل يجب تجسيد المساواة في الحقوق والفرص لمواطني الدولة العرب واتخاذ الخطوات العملية التي توفر الردود وتعالج مشاعر انعدام الأمل والاغتراب التي تفشت لدى الجميع. ومن هذه الخطوات الممكنة: مبادرة لإحياء "يوم المواطن" حيث يحتفل مواطنو إسرائيل بمجتمعهم بألوانه المتعددة، وبلورة برنامج للخدمة المدنية للعرب الإسرائيليين كبديل للخدمة العسكرية.
وللإجمال، كما يلمس بصورة تراجيدية وجلية للغاية في أيام الحرب هذه، حتى إذا لم يكن السلام الإقليمي ضروريا للشراكة اليهودية العربية الحقيقية والدائمة فإن الجميع يعون أن هذه الحالة المنشودة ستسهل على الشراكة المدنية. إن السلام المنشود سيحدّ من المخاوف المتبادلة ويخلص المجتمع الإسرائيلي من موقعه الشائك - بين المطرقة والسدان – ويجعل العلاقات بين المواطنين اليهود والعرب أكثر بساطة .
* بقلم: مايك براشكر، المؤسس والمدير العام لجمعية ميرحافيم – معهد المواطنة المشتركة في إسرائيل

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.67
GBP
220819.72
BTC
0.51
CNY