الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 11:02

عبد الباسط ابراهيم الددا- على شفا جرف الانهيار..حياتي ودنياي

كل العرب
نُشر: 08/08/10 18:08,  حُتلن: 09:03

عبد الباسط ابراهيم الددا في مقاله:

حياتي ودنياي اشبه ببنيان طالما حلم المهندسون والبناة في الوصول الى هدفهم

الاناس الاخرون، هم اناس منافقون، متقلبو الحال ، خائنون ، يلعبون بأوراق قذره تذروها الرياح هنا وهناك

في زمن غابت فيه شمس الحق, وظهر الباطل. في زمن أصبح الصادق يُكذَّب والكاذب يُصَدقُ. في زمن ضاقت بي الارض بما رحبت , وفي زمن لعُبَ بي القدر...فاصرخ دائما باعلى صوتي ,لكن ما من مجيب. فالكل تائه وضائع.... كلهم يسيرون باتجاه واحد .... اتجاه بعكس التيار.... يتجمهرون كأن الساعة قد حانت .... نعم حان وقت الحساب .......فالكل يقول رباه سامحنا ...رباه اعف عنا قد اخطئنا..فلا احد يهمه الاخر , كل يبحث عن مصلحته. لكن لا احد يستطيع ان يجدها بعد فوات الاوان.
جحيم هي الحياة لمن لا يعرف كيف يدير شؤونها.... وطوبى لمن يعرف كيف يلعب على حبالها دون ان يقع, فشتان بينهما. فالزمن انقلب حاله عكسا بينما كان جيدا اصبح اليوم سيئا ..

الدنيا تدور بنا

فتدور الدنيا بنا ثانية بعد ثانية ,دقيقة بعد دقيقة , ساعة بعد ساعة , اسبوع بعد اسبوع, شهر بعد شهر وسنة بعد سنة تتدهور حالتي , نعم تتدهور وتزداد سوءا يوما بعد يوم . كنت كوردة يافعة متفائلة واصبحت اليوم كوردة جار عليها الزمان فاصبحت هزيلة لا ارى في أي مقر كمكان مريح .... نعم لا استطيع الاستقرار .... يا ترى ما الحل ؟ ماذا افعل ؟ هل لأحد من اقتراح ؟
كم هي صعبة الحياة, صعبة بدون حدود كالشعاع . حياة لا ارى فيها الا النكران .... فالكل ابتعد وقليلا ممن اقترب, كثيرا قد بكيت لكن لا ارى في ذالك من مفاد وجدوى .... انهمرت من عيناي دموع كثيرة مصحوبة بدماء قد ملئت ساحة بيتي. ابتعدت عن هذا المكان وقررت ان لا اعود اليه طالما كنت حيّا, فليلة البارحة حلمت بان دموع عيوني لم تجف بعد واصبحت تسيل في نهر جميل كان بجوار بيتي ومن حوله عصافير جميلة تزقزق بصوت عذب يمتزج مع صوت خرير المياة , فأتت ثلة من الحمام وانضمت الى مجموعة العصافير واصبحت تعزف على مياه النهر وكأنه فرح قد صار ..... فالحلم غريب وعجيب لا اعرف كيف افسره .نهضت من فراشي بسرعة البرق متجها الى ساحة بيتي فلم ارى أي شيء ... كأنه هباء كان منثورا ....

الدنيا غريبة الطباع ففيه الناس أجناس
الدنيا غريبة الطباع ففيه الناس أجناس:- أناس طيبون, صادقون لربهم عابدون ولأمانتهم حافظون وراعون وعلى نهج نبيهم سائرون , هم خالدون نعم خالدون في الدنيا وفي الآخرة , مفاتيح الجنة منتظرة لهم , يفتحون بقفل لا يستطيع أي احد كان ان يدخلها فكل واحد باعماله في حياته ودنياه ... نعم فهناك حاجز , فعند دخولهم للجنة تنتظرهم السعادة بأم اعينها ... فما من حاجة في نفس يعقوب الا ولبيت لهم ....

الطرف الآخر
اما الاناس الاخرون, هم اناس منافقون. متقلبو الحال , خائنون , يلعبون باوراق قذره تذروها الرياح هنا وهناك لكنها في النهاية تذهب ادراج الرياح , فكلها تذهب سدى وكذالك الحال هؤلاء الناس .... اوراق تُحترق, تُحيط بجدران بيوتهم ومن ثم تتطاير تلك الاوراق وتحلق في كبد السماء عاليا ..لا يبقى منها سوى الرماد .... حالهم كحال ابليس ,لا يعرفون الرحمة بتاتا , قلوبهم من صوان وحجارة , يقتلون , ينهبون , يسرقون, يخدعون , لكنهم يضحكون .... فيا ترى على من ؟ ففي نظري هم يضحكون على انفسهم فقط ...

على شفا جرف الانهيار
حياتي ودنياي اشبه ببنيان طالما حلم المهندسون والبناة في الوصول الى هدفهم وهو :- بناءه على اكمل وجه ويضعون فيه لمساتهم الاخيرة بكل محبة وسرور لكن اساسه قد كان فيه خلل , فقد اصبح هذا البينان على شفا جرف الانهيار ..... وبعد هنيهة تحط وتحطم , وكان حلمهم اشبه بالرماد . 

مقالات متعلقة