حينما يجلدك ذلك الحنين
لا تجد امامك سوى شظايا من ذكريات
لتلك الايام تتوارد على ذلك الذهن المرهق الحزين
فيؤلمك بعضها و يؤملك الاخر بما هو افضل
....
ولكنك ما تلبث الى ان تعود الى واقعك
و تلتمس تلك الحاضرة الغائبة فيه
و بين بعثرة اغراضك
تجد ربطة لشعر ذلك الراس
الذي لطالما قبلته محبة و احتراما
و لطالما شممت خصلات ذلك المنسدل
على الكتفين عشقا لها
....
و هنا ليس لك الا ان تبدا بالمناجاة
و ارقى ما تناجيه هو حروف اسمها الغراء
التي كلما ذكرت تبعث في جسدك
تلك القشعريرة اللذيذة
التي تستشعرها في لحظة الوصال
....
فالباء : بريق ثناياها ينبلج عنه ذلك الثغر العذب
فكانما السماء يتفتق فيها نور الصباح
فلا تجد اعذب و لا امتع من مراقبته
و الراء : رقي و روعة ذلك الحضور
الذي يبعث في النفس نشوة سكر
تعجز خمور الكون ان تشعرك بمثلها
و الالف : احساس بالحب جربته مرارا
و لكنك في هذه المرة تعيشه بكل ذرة من كيانك
و الهمزة : احتياجك لها في كل لحظة و كل حين
و الهاء : هواء تستنشقه لا تستطيع ان تعيش بدونه
....
فهي معنى لتلك الحياة
و بغيابها تفقد الاشياء معناها
و المعاني قيمتها
فهي التي تعطي شرعية للكون
ان يعيش العاشق فيه
كما يجب ان يعيش
حبيبك المضطهد مخلص الك للابد
محمد