الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 00:02

على صفحات العرب:في أدب الصيام - بقلم: أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 03/08/10 22:03,  حُتلن: 08:28

أبو وهيب

 للعبادة أدب وأدب العبادة سر قبولها عند الله تعالى

الصيام جنّة أي وقاية من النار فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فان سابّه أحد أو قاتله أحد فليقل إني صائم


أيّها المسلمون أيّها الناس جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ها نحن ومن فضل الله علينا نقف على أبواب شهر فضيل شهر الصيام, وشهر القيام ,شهر فيه ليلة خير من ألف شهر, ألا وهي ليلة القدر , شهر أوّله رحمة , وأوسطه مغفرة , وآخره عتق من النار, شهر الخيرات , والحسنات, والصدقات, والعبادات, شهر القرآن . شهر تجديد العهد مع الله تعالى , شهر يتساوى فيه الغني والفقير , فلا بدّ من اغتنام أيّامه ولياليه , وعدم إضاعة الوقت في غير ما يرضي الله تعالى , بل لا بدّ من جعل الوقت كلّه عبادة وتقرٌب إلى الله الغفور الرحيم .

أخي الصائم
إن للعبادة أدبا وأدب العبادة سر قبولها عند الله تعالى , والأمثلة على ذالك كثيرة منها: التوحيد, وفي التوحيد الثبات على العقيدة , والاستقامة على الصراط المستقيم , ومطابقة القلب مع اللسان بقوله تعالى:
( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) , ويقول صلى الله عليه وسلم {لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه }.
وكذالك الصلاة, ففي الصلاة الفلاح والخشوع, والركوع, والسجود, والخضوع, والاستسلام لأوامر الله تعالى. ( قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) , وهي الصلة بين العبد وربّه كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم .
والزكاة تواضع, وكف المن والأذى, وأخذ الأموال من الأغنياء وإعطائها إلى الفقراء ليتحقّق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس منّا من بات شبعانا وجاره جائع "لذلك لا بدّ من جمع الصدقات حتى يَثبت الأجر بإذنه تعالى.

لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج
وفي الحج كذلك : ( لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج), وهكذا في جميع العبادات , الدين المعاملة, الله لا يضيع العمل شريطة أن يكون العمل خالصا لوجه الله عزّ وجل : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا ) , أمّا في الصوم: فهوا قول وعمل .
لا يستطيع أن يطّلع على هذه العبادة إلاّ الله تعالى ,ومن أسرار الصوم أنّه يستوي فيه الغني والفقير , والجائع والشبعان , لتكون الأخلاق متساوية , والرسول صلى الله عليه وسلم هو الأسوة والقدوة الحسنه في مكارم الأخلاق فهو صاحب المدد الربّاني من عند الله عزّ وجل .
فيجب أن نأخذ ما أتانا وان ننتهي عما نهانا عنه. رسالته كلّها كانت وما زالت آداب وأخلاق كما قال صلى الله عليه وسلم { إنما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق } ولما سُألت عائشة رضي الله عنها وأرضاها عن خلقه قالت: كان خلقه القرآن صلوات ربي وسلامه عليك وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .

جود وسخاء وعطاء
امتدحه الله تعالى في كتابه العزيز : ( وانك لعلى خلق عظيم ). كان من أهم ذلك ما يكون في رمضان من جود وسخاء وعطاء, وذكر بن عباس رضي الله عنه في الصحيحين قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام فيدارسه القرآن فكان يجود بالخير وكان أجود من الريح المرسلة.
وقد حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على آداب شامله وكاملة تحفظ الصيام وتحفظ جميع العبادات ليصبح الأجر والثواب مضاعف عند الله تعالى , ويقول صلى الله عليه وسلم:{ من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه أن يدع طعامه وشرابه }.
الله تبارك وتعالى يريد منا أن نصوم عن الطعام والشراب , وأن تصوم جوارحنا عن البطش والفحش , حتى يجزينا الله الجزاء الأوفى كما ذكر الله تعالى في حديث قدسي { كل عمل بن ادم له. الحسنه بعشر أمثالها إلاّ الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به .

الصيام جنّة أي وقاية من النار
والصيام جنّة أي وقاية من النار, "فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فان سابّه أحد أو قاتله أحد فليقل إني صائم " هذا هو الأدب والخلق ألقرآني ويقول الله تعالى في هذا :( ولا تستوي الحسنه ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ). فلا بدّ من الدفع بالتي هي أحسن ولا بدّ من صوم اللسان , وصوم الجوارح عن الفحش والبطش حتى يكون الصوم كاملا مكمّلا ومقبولاّ عند الله تعالى.

أدب القرآن
اسأل الله أن نتأدب بأدب القرآن وأدب الصيام وأدب جميع العبادات وأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وليس في هذا الشهر الكريم فحسب بل في كل زمان ومكان كي يجعلنا ربنا عزّ وجل من المقبولين , نسأل الله أن يتقبّل منّا وأن يقبلنا ويجعلنا من المقبولين . آمين .. آمين .
وكل عام والجميع بخير .

مقالات متعلقة